hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - جلال عساف

الثنائي يعمل "رقمياً"... هل تكون الجلسة 12 حاسمة؟

السبت ٢٨ كانون الثاني ٢٠٢٣ - 00:37

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يبدو أن النواب التغييريين والأفرقاء السياسيين المتموضعين في مواجهة القوى المعروفة بالممانعة، شرعوا بمحاولة فتح مسار تفعيل الاتصالات فيما بينهم، من أجل الحؤول دون نجاح الممانعة، في خلق ظروف تسهل إيصال أي مرشح لها الى رئاسة الجمهورية.
وعلى رغم أن عناصر المواجهة بين الجهتين، محفوفة بنيران معيشية ونقدية تقض مضاجع غالبية الناس، إلا ان واقع المعركة يشتد ساعة بعد ساعة، ومروحة ملفاتها تتسع يوما بعد يوم، ماليا وقضائيا وسياسيا، ومع هواجس من تداعيات أمنية محتملة...
في الوقائع، النواب التغييريون، الذين طالما نظروا الى جميع الأفرقاء السياسيين الآخرين، على أنهم جميعا في سلة السلطة الممجوجة، لكنهم يبدو أنهم باتوا يعتمدون المرونة، مع القوى والاحزاب المعروفة "بالسيادية"، وضمن هذه المرونة المستجدة، توقيعهم مع نواب تلك القوى على عريضة تساند المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، وقد مهر العريضة واحد وأربعون نائبا.
في المقابل، مكوّن الثنائي الشيعي، عمل، رقميا، بكل هدوء حتى الآن، وعلى ذمة معلومات أوساط قريبة من الثنائي وقريبة من الحزب القومي، فقد بات رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ضامنا أكثر من ٦٧ نائبا، يصوتون له، في حال حصول الآن، انعقاد أي جلسة برلمانية انتخابية بالتوازي مع إعلانه ترشحه بكل وضوح...
وفيما هناك سباق بين ما يسمى الايام السود، وتداعياتها، والمعركة المنطلقة الآنفة الذكر، فإن "صفة السوداء" لطالما تعددت في تاريخ لبنان الحديث ما بعد ١٩٧٥ المشؤومة، كمثل الأربعاء الماضي القضائي الأسود، وبالـ٢٠٢٠ الثلاثاء الأسود ٤ آب، وبالـ ٧٥ السبت الأسود، وهناك ايضا الجمعة الاسود، واحد المجازر الاسود والاثنين الاسود ووو...، وكل الايام السود، وذلك السواد، لم يغير بقيد أنملة، في مسار التطورات بالاتجاه الايجابي، او باتجاه زوال لبنان، بل هي كانت تفضي الى مزيد من السلبية والخسائر (ومن الإمثلة ما حصل بـ ٧٥ وبـ ٨٠ وبـ ٨٥ وبالـ ١٩٨٨ ١٩٩٠، وبالـ ٢٠٠٥ ووو...) وبالتالي فإن الاربعاء الأسود الماضي، أو أي يوم أسود قد يكون محتملا بحسب الهواجس الأمنية - ونقول هواجس- فإنها لن تنهي لبنان، لكنها تقود منطقيا الى تسوية، فإما على غرار تسوية الطائف التي أكلت من صلاحيات رئيس الجمهورية، او على غرار تفاهم الدوحة ونتائجه، أو الى الابقاء على دستور الطائف مع انتخاب المرشح الضامن النصف زائدا واحدا والمنفتح على الجميع... ومن تعليلات تقدم هذا الاحتمال الأخير :
الانطلاق من هذه المشهدية، ومن واقع أن ليس من فريق سيربح المعركة ضد الآخر وفي مقدمتهم الذين يخوضون معركة التغيير، وانطلاقا ايضا من ان تسعين في المئة من القوى السياسية، أعلنت وأكدت وجزمت تمسكها باتفاق الطائف، وابرزها في "قوى الممانعة" حزب الله وحركة امل وسليمان بك فرنجية، الذي، من الصرح البطريركي في بكركي الخميس الماضي، شدد على تأييده الطائف منذ ١٩٨٩ وحتى الآن.. ومن جهة ثانية سأل فرنجية: لماذا عندما يتبنى حزب الله العماد عون لرئاسة الجمهورية، ويُترك لبنان من دون رئيس لعامين ونصف العام، ثم يتم انتخاب الرئيس عون ليس هناك من مشكلة (بعد تفاهم معراب) وعندما يؤيد حزب الله ترشح سليمان فرنجية تكون مشكلة؟
بعد لقائه البطريرك الراعي، فرنجية تحدث بصراحة متناهية، واعلن انه يسعى لأن يكون مرشحا توافقيا، وانه يحق له الترشح، وانه في حال انتُخب رئيسا، يستطيع ان يأخذ من حزب الله ما لا يستطيع أي أحد غيره أن يأخذ. ومن سوريا يستطيع ان يأخذ ما لا يستطيع اي أحد سواه. واكد في الوقت نفسه أنه مع أفضل العلاقات مع الدول العربية في مقدمتها السعودية وسيسعى جاهدا في هذا المجال، وكذلك في السياسة الدفاعية، وفي الحال الاقتصادية.
وبعد ساعات على لقاء بكركي، سرت معلومات صحافية، غير مؤكدة (من مرجعيتها حتى الآن) ان فرنجية كان قد زار المملكة العربية السعودية...
ففي المحصلة، على عكس ما يُشاع أن الاحتدام والارتطام والاصطدام طويل الأمد واستطرادا أن لا انتخاب لرئيس الجمهورية اللبنانية في المدى المنظور، إلا أنه على الأقل، "القوى السيادية" شبه متيقنة من قرب حلول الوقت لانتخاب الرئيس (خلال شهر تقريبا) وبالتالي فإن هذه القوى وجدت حالها مضطرة الى حشد وتضافر وتعاضد جهودها فيما بينها، واغتنام كل تداعيات قضائية ونقدية ومالية ومعيشية وربما أمنية، من أجل محاولة الحؤول، دون ان تنجح "قوى الممانعة" في إيصال مرشحها، في وقت، لا يمكن الإغفال، في المقابل، ان اتصالات ومساعي حزب الله مستمرة في اتجاه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، والوقوف على خاطر فخامة الرئيس العماد ميشال عون، وارضاء باسيل، في سياق اقناعه، بمسار انتحاب سليمان بك فرنجية رئيسا للجمهورية علما ان الحزب من جهته بات ضامنا انتخاب سليمان...

  • شارك الخبر