hit counter script

تغطية: جعجع في قداس الشهداء

  • رفاقي الشهداء، لا تظنن أن هناك عهداً فعلياً من دونكم ومن دون القضية التي حملتموها، وإذا لبنان وصل إلى هذا السوء فلأن العهد كان لغيركم ومن دونكم، لذا عهدنا لكم أن نبقى على عهدكم ودربكم لنسترجع العهد للبنان.

  • العهد للشجعان الأقوياء بنفوسهم والسياديين الشرفاء وللفعلة المستقيمين، وليس للمنبطحين والمستسلمين والمسلّمين البلاد من أجل حفنة من المكاسب والدولارات أو للساعين بطرق ملتوية للغنى والسلطة على حساب دم الشعب وروحه.

  • رفاقي الشهداء، العهد كل العهد لكم وليس للذين دمّروا لبنان أو لسارقيه أو للورثة الذين يسعون إلى وراثته من دون جهد وتعب، بل العهد للبنانيين الذين يكافحون بعرق جبينهم ولمن ضحّى وتعب وسهر وأعطى من كل قلبه وما زال يتأمل بغذ أفضل.

  • البعض نسي أن "القوات" ولدت تحت الرصاص عندما لم يكن هناك لا سلطة، ولا كراسي، ولا مناصب، كي تدافع عن لبنان من قلب المأساة والمعاناة، وهي ستبقى قوات كل اللبنانيين مهما اقتادوا إلى بلادنا الويلات والدمار وجرّوها إلى الانهيار كي تناضل مع جميع المخلصين لولادة لبنان جديد.

  • ظنّ البعض انّ" القوات" كحلفائه تخاف من أحد من هنا أو تتجنب أحداً من هناك، تفتّش عن مصلحة من هنا وكرسي من هناك سعياً للمكاسب وكأنها مثلهم مستعدة لتعطيل وتدمير كل شيء تمسّكاً بالكرسي.

  • ولكن كما أتت النتائج التي أعطتها رسائل جمال باشا السفاح وسلطة الوصاية السورية بعده، ستكون نتائج هذه الرسالة، لأنه وباختصار "بكركي هيي يلي بتوجّه الرسائل، بكركي ما بيتوجّهلا رسائل".

  • من هنا نفهم تماماً الرسالة التي حاول البعض ارسالها من خلال توقيف سيادة المطران موسى الحاج، وهذه هي المرة الأولى في تاريخ لبنان التي نشهد فيها توقيف رجل دين، من كل الأديان، بهذا الشكل وهذه الطريقة، ومن دون اي مسوّغ قانوني او عملي.

  • اللبنانيون أعطوا "القوات" ثقتهم وأمانيهم وأحلامهم عبر أكبر كتلة نيابية في المجلس النيابي، لذا كما واجهنا عندما منحونا في السابق وزنات أقل سنستمر اليوم في المواجهة، إلّا أننا هذه المرة لسنا بمفردنا بل يتقدّمنا صرح وطني تاريخي كبير تميّز دائما بمواجهته من أجل لبنان، كل لبنان.

  • لعيون الأشرفية، الرميل، المدوّر، الصيفي، الكرنتينا، المرفأ، برج حمود، الجديدة، وكل أحياء وبلدات شهداء وضحايا المرفأ، ومن اجل عيون بيروت وكل لبنان لن ننسى مهما طال الزمن.

  • "القوات اللبنانية" تقدّمت بعريضة إلى مجلس حقوق الإنسان العالمي التابع للأمم المتحدة، لتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية بانفجار المرفأ، نظراً للضغوط الهائلة التي يتعرّض لها القضاة المولجين بالتحقيق وقسم كبير من الجسم القضائي.

  • لهذا البعض أقول: مهما سعى واجتهد وتعب لعرقلة التحقيق وتأخير كشف الحقيقة لبعض الوقت إلّا أنّه لن يستطيع في نهاية المطاف طمسها او تعطيلها إلى ما لا نهاية لأنها أكبر من ذلك بكثير.

  • ولهؤلاء نسأل: ما أدراكم أن التحقيق يجري باستنسابية، ولا سيما أنه سريّ؟ ولو سلّمنا جدلاً أنّ التحقيق غير دقيق مئة في المئة، فنتائجه ستظهر في وقت من الأوقات ولكن كما يقول المثل اللبناني: "يللي في مسلّة تحت باطو بتنعروا".

  • ولكن أكثر ما لا يمكن نسيانه في جريمة الانفجار، أن البعض يتمتّع بما يكفي من قلّة الإحساس والشعور والضمير والكثير من الفجور تجعله يسخّف الجريمة منذ اللحظة الأولى ويعتبرها مجرّد حادثة، كي يتدخل بشتى الوسائل المعقولة وغير المعقولة من أجل عرقلة التحقيق بحجة الاستنسابية.

  • لن ننسى آلاف اللبنانيين الذين فقدوا أرزاقهم ومصدر عيشهم حتى باتوا متّكلين على عطاءات الجمعيات الإنسانية، لن ننسى الصدمة النفسية الهائلة التي ألمّت بأهالي العاصمة والجوار وأكثرية اللبنانيين، وهذا غيض من فيض لتبعات ونتائج انفجار بيروت.

  • لن ننسى آلاف الجرحى الذين أصيبوا، ومن بينهم العشرات من أصحاب الإعاقات الدائمة وآلاف العائلات التي تدمّرت بيوتها وأصبحت بين لحظة وأخرى لاجئة مشرّدة في بلادها.

  • عن جريمة انفجار مرفأ بيروت: مهما مرّ الزمن لن ننسى، ولو بعد 5 و10 و20 سنة لأننا حزب آلاف الشهداء، لن ننسى الـ 220 شهيداً واهلهم، من بينهم شهداء فوج إطفاء بيروت.

  • لا بل نحن مستعدون للتضحية بكل شي، شرط أن يتجمّع كل فرقاء المعارضة حول مرشح إنقاذي واحد للوصول إلى سدة الحكم، ولكن في حال لم نسلك هذا الطريق فعندها "منكون خنّا الأمانة الشعبية"، وأنا أعني ما اقول، وبالتالي عرقلنا مهام نيابتنا بإيدينا وساهمنا في الكارثة المستمرة في البلد.

  • نحن كتكتل "الجمهورية القوية": قوات لبنانية، وطنيين أحرار، ومستقلون، نُعدّ أكبر كتلة في المجلس النيابي، ونتمتع بالتمثيل المسيحي الأكبر، ورغم ذلك أعلنّا منذ اللحظة الأولى أننا غير متمسكين بأي شي.

  • كما أتوجه إلى النواب المستقلين الآخرين فرداً فرداً بالقول: "مسؤولية ايصال الرئيس مسؤوليتنا، وبالتأكيد "مش حيالله رئيس"، رئيس إنقاذي، ماذا وإلاّ نخون الأمانة.

  • الخطوة الأولى على طريق الإنقاذ هي إيصال رئيس جمهورية إنقاذي، ومن هنا أتوجّه من جديد إلى كل الكتل النيابية المعارضة: كتلة اللقاء الديمقراطي، كتلة حزب الكتائب، كتلة النواب التغييريين، كتلة نواب الشمال، كتلة الاعتدال الوطني، كتلة التجدُّد، كتلة نواب صيدا، كتلة وطن الإنسان.

  • إلّا أن الاستمرار في الانتقادات والكلام من دون الانتقال إلى تنفيذ خطة عملية انقاذية واضحة يبقى مجرّد "ضحك عالناس"، وتلاعب بمصيرهم ومراهقة سياسية في الوقت الذي يغرق فيه المركب وكل دقيقة تأخير تكلّفنا حياة شعب ومصيره.

  • يا إخوان، "الناس ما انتخبونا لسواد عيوننا، ولا تا نقضي كل النهار حكي حكي ونظريات من دون ما نغيّر شي بمأساتن اليومية"، فالانتقادات التي في مكانها ضرورية، لا بل يجب أن تكون كمقدّمة لعمل معيّن يستطيع تحقيق بعض التغيير في أوضاع الناس المأساوية.

  • لذا تتحمّل هذه الفئة من النواب، التي تعدّ خارج محور الممانعة، مسؤولية التنسيق في ما بينها لإيصال رئيس إنقاذي فعلي للبنان، وبالتالي إن عدم وصول هذا الرئيس إلى سدة الرئاسة، لا سمح الله، يعود اليها.

  • بينما الفئة الثانية من النواب على مختلف انتماءاتها الحزبية أو الفكرية فهي التي ليست من ضمن محور الممانعة، وهذه بحد ذاتها نقطة انطلاق جيدة، وما يجمعها أن لديها التشخيص نفسه للأزمة الحالية والنية لإيجاد الطرق المناسبة لإخراج الشعب اللبناني منها.

  • المجلس الجديد يتضمن فئتين من النواب: نواب محور الممانعة، بكل أنواعه وأجناسه من "حزب الله"، لـ"التيار الوطني الحر" وما بينهما، وهذه الفئة لا ننتظر منها في الأساس أي شيء لأنها "أصل البلا" وسبب الأزمة.

  • البعض كي يتهرب من مسؤولياته يعتبر أن الاستحقاق الرئاسي اللبناني مُرتبط بتوازنات المِنطقة وبمفاوضات الملف النووي في فيينا ومتعلّق بالحوار السعودي- الإيراني في بغداد، وإلى ما هنالك من نظريات خنفشارية اكل الدهر عليها وشرب.

  • عملية الانقاذ لن تتحقق إلّا برئيس مواجهة انقاذي، وهنا تقع المسؤولية كاملة على المجلس النيابي الذي سينتخب رئيساً جديداً للجمهورية، علماً أنه حان وقت تحديد المسؤوليات بشكل دقيق وواضح، بعيداً من العموميات والتعميم وتجهيل الفاعل، كما دائماً، والتهرّب من المسؤولية.

  • من هذا المنطلق، وبأعلى صوت ننادي أننا نريد رئيساً يتحدّى كل من أوصلنا إلى هنا وكفّ يده عن مصالح الناس للبدء بمسيرة الانقاذ، وهي الخلاص الوحيد للبنان، بعد أن وصلنا إلى مرحلة الغرق، "صار بدا رئيس إنقاذ".

  • بعد كل ما مررنا به، إذا لم نرغب بشكل مباشر وعلني وواضح أن نتحدّى الفساد لإزالته من الدولة، وأن نواجه كل من يحاول أن "يستوطي حيط الدولة" ويصادر صلاحياتها، وإذا لم ننتفض ونتحدَّ واقعنا للخروج منه، عندها سنكون شعباً غير جدير بالحياة، الأمر الذي لا ينطبق علينا وعلى من نمثّل.

  • نريد رئيساً يقول بأعلى صوته: "على الجميع أن يدركوا، في الداخل أو الخارج، أننا بتنا من اليوم في مرحلة جديدة، وابتداءً من هذه اللحظة، أصبح لدينا رئيساً فعلياً "من أول وجديد" سيُناضل بكل قوّته لإحياء الدولة في لبنان.

  • نريد رئيساً يتحدى التهريب والمهربين وأصحاب معامل الكبتاغون في لبنان وجميع من يغطيهم ويحميهم، ويتحدّى كل من تسوّل له نفسه اتخاذ قرار سيادي واحد بدلاً من الدولة، إن كان قرار حرب أو سلم أو قرار يتعلّق بالسياسة الخارجية.

  • نريد رئيساً يتحدّى كل المفاهيم المتبّعة حالياً في الدولة، يتحدّى الفساد والفاسدين، بشكل علني وواضح وحاسم، ويحارب كل من يعرقل مسيرة الدولة في لبنان و"كل مين بيسترجي يمدّ إيدو عا لبناني تاني".

  • نريد رئيساً يتحدى الواقع المذري الذي نعيشه، لا رئيساً وسطياً بين مشروع الخراب والدمار من جهة ومشروع الإنقاذ المطلوب من جهة أخرى.

  • أكثر مرة تجلّت فيها الوحدة الوطنية الحقيقية كانت عندما تحدى اللبنانيون السلطة ونزلوا إلى الساحات والشوارع من طرابلس والعبدة، إلى صور والنبطية وزحلة وبعلبك، وصولاً إلى جونيه وبيروت.

  • نحن في حالة وحدة وطنية "بس بكل شي سلبي وسيّء ومدمّر"، وبالتالي منطق استعمال الوحدة الوطنية في غير إطارها الصحيح هو ما أوصلنا إلى هذا الوضع الذي يحتاج "قلب المعادلة" للخروج منه.

  • نحن اليوم في حالة وحدة وطنية في تفكك مؤسسات الدولة في كل المناطق وعند كل الناس بالمستوى ذاته، كما أننا في حالة وحدة وطنية بالهجرة من لبنان، فجميع أبنائنا يهاجرون وطنهم وليس فقط مجموعة معيّنة.

  • نريد رئيس مواجهة، ليس في وجه اللبنانيين، بل في وجه كل من نغّص حياتهم، ولو أن البعض يعترض بأعلى صوته ويطالب بـ"رئيس تسوية" يجمع الكل حوله، على الرغم من أن وضعنا اليوم نتيجة هكذا منطق ونتيجة حكومات الوحدة الوطنية المزيّفة ورؤسائها.

  • نريد رئيساً قوياً، ولو أن البعض يعتبر أن نظرية "الرئيس القوي" قد سقطت، فالرئيس الحالي ليس رئيساً قوياً بل أضعف رئيس في تاريخ لبنان، باعتبار أنه خاضع، وقد ضحّى بشعبه ووطنه خدمة لمصالحه الشخصية.

  • "بدنا رئيس قادر يقول لأ" مهما كانت صعبة دون خوف على مكتسباته أو رأسه أو رأس وريثه وولي عهده.

  • نريد رئيساً إصلاحياً لا متفرّجاً على الفساد و"ياخود لحسة أو لحسات منو" ويُحارب بكل قوته من أجل إصلاح مؤسساتنا واقتصادنا لا تعطيلها.

  • "بدنا رئيس بيعمل عكسن"، فيكون ممثلاً فعلياً للشرعية، وغير خاضع لميليشا غير شرعية خاضعة لدولة خارجية، نريد رئيساً يُدافع عن سيادتنا ويستعيد لنا كرامتنا ويعيد القرار الاستراتيجي للدولة بدل أن يُساعد في ابقائه خارجها.

  • لن نقبل بست سنوات شبيهة بالتي مرّت ولن نرضى برئيس منهم، بل نريد رئيساً قادراً على تغيير كل ما عشناه في هذا العهد وكسر المعادلة التي أرسيت بسبب حكمهم.

  • أيها اللبنانيون، نحن أمام استحقاق رئاسي مصيري وحاسم بين البقاء في الأزمة أو بداية خروجنا منها: أي إمّا البقاء في النفق والموت في جهنّم تحت الأرض، أو الخروج منّه نحو الضوء والنور والحياة.

  • ارفعوا أيديكم عن رئاسة الجمهورية، ارفعوا أيديكم عن اللبنانيين، ارفعوا أيديكم عن لبنان. فشعبنا في الوقت الراهن يعدّ الأيام، يوماً بعد يوم، لحظة بعد لحظة، لينتهي العهد الحالي، في الوقت الذي يحنّون فيه للـ21 يوماُ من عهد بشير الجميّل ويتمنّون لو يعيشونه من جديد، رغم مرور 40 عاماً.

  • تاريخ لبنان لم يبدأ من 40 عاماً بل من آلاف السنين، انطلاقاً من هنا، نؤكد أن لكم لبنانُكم الغريب عن لبنان وعنّا ايضاً وعن تاريخنا، وهو غير قابل للحياة، ولنا لبنانُنا، الذي عمره من عمر الزمن، وباقٍ باقٍ باقٍ مهما طال الزمن.

  • لن نرضى بطمس تاريخ لبنان من قبل أحد وتحويره ليتناسب وإيديولوجيته ونظريّاته، أو أن يتلاعب بالخصوصية اللبنانية ويقفز فوق حقائق التاريخ والجغرافيا.

  • لن نقبل مهما حصل أي تغيير في وجه لبنان أو في دوره ورسالته وهويّته، كما لن نقبل البتة أن يبقى بلدنا غريباً ومعزولاً عن بيئته العربية أو عن المجتمع الدولي، فنحن سنواجه أي مشروع يريد جره إلى مكان لا يشبهه، ولا علاقة له لا بماضيه ولا بتاريخه، ولا بطبيعة أهله ويهدد وجوده ومستقبل شعبه.

  • ففي لبنانُهم للإنسان خيارات عديدة، ولكنها فقط ... للموت: فإمّا يموت فيه جائعاً، أو "إذا كان طليعي فهمان" يمكنه اختيار الموت في الحرب، وهذان هما الخيارات ولا ثالث لهما.

  • في لبنانهم، لا دستور ولا ديمقراطية، ولا حتى هناك ناس، بل فقط يوجد "الله السلام عا إسمو،" كلّف احداً معيّنا، من دون إعلامنا نحن الشعب العادي حتى، لإدارة شؤوننا والاهتمام بها، على طريقته، "ولو غصب عنّا".

  • لبنانُهم لبنان الضحك الدائم على الناس وتخديرهم بطروحات كبيرة جداً غير موجودة، كي يتلّهوا عن أوجاعهم ومصائبهم الكبيرة الموجودة، لبنانهم "بيحمي وبيبني"، يحمي الفساد في الداخل ويبني جدرانا فاصلة مع الخارج، ودويلة على حساب الدولة.

  • لبنانُهم لبنان "التفشيط" الاستراتيجي، والمعادلات المنفوخة، والانتصارات غير الموجودة إلاّ للاستهلاك المحلّي، مكان الأكل والشرب، لبنان المراجل ليس في وجه أحد في الخارج فعلياً بقدر ما هو في وجه المعارضين في الداخل.

  • في لبنانُهم، كله نسبيّ، نسبةً لمصالح حزب الله، لا لمصالح الشعب اللبناني، لذا التفاوض غير المباشر مع العدو مشروع، أمّا التفاوض المباشر مع شقيقهم بشار الأسد فغير مشروع لأنه يحْرُم "حزب الله" من علّة وجوده، ولو كان هذا التفاوض يعيد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا للبنان.

  • لبنانُهم الدولة التي تتفكك والمؤسسات التي تنهار والتحالف مع أفشل الفاشلين، وأفسد الفاسدين وتغطية فسادهم، والمشاركة فيه "لحماية ضهر ما يسمّونه المقاومة، ولو انّو هالشي بيطقّ ضهر لبنان وضهر كل مواطن لبناني".

  • لبنانُهم مُصادرة قرار أكثرية اللبنانيين، ووضعهم أمام مصير لا يريدونه من خلال مصادرة القرار الاستراتيجي للدولة اللبنانية، لبنانُهم المعزول المنبوذ الذي تقتصر علاقاته الخارجية الفعلية على نادي دول العقوبات الدولية.

  • لبنانُهم طوابير الذلّ أمام محطّات البنزين والأفران والدواء المقطوع والكهرباء والمياه المقطوعة، لبنانُهم سرقة ودائع الناس والتصرف بها من دون معرفة أصحابها ولا إرادتهم، والتهريب "عا عينك يا تاجر" وتصنيع الكبتاغون والتجارة فيه، بالتكافل والتضامن مع النظام السوري.

  • لبنانهم لبنان الفوضى والخراب والدمار والفقر واللادولة، فيما لبنانُنا النظام والعمران والتقدم والحضارة والبحبوحة، والدولة.

  • كما رأيناه كليًّا في الخمسينات والستينات من القرن الماضي عندما كان لبنان "سويسرا الشرق" وكانت البرامج الانتخابية لحكام سنغافورة، أنجح الدول في العالم حاليا، تقتضي بالتمثّل بلبنان، وحين كانت تعتبر المجلات العالمية أن بلدنا هو من أوائل الوجهات السياحية والاستثمارية في العالم.

  • أيها اللبنانيون، لهم لبنانُهم، ولنا لبنانُنا. بكل بساطة ومن الآخر: لبنانهم هو لبنان محور الممانعة وحلفاؤهم، الذي نعيشه اليوم في التمام والكمال، بينما لبناننا فرأيناه وعشناه جزئياً في مرحلة انتفاضة الاستقلال لأنّ محور الممانعة كان موجوداً وذات تأثير بشكل أو بآخر.

  • نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة ليست سوى البداية: فبعد أسابيع "رح يطلعوا من القصر... ورح يطلعوا من التاريخ كمان"، باعتبار أن العهود "بتروح وبتجي ووحدو العهد لإلكون يا رفافي الشهداء باقي، لا بيروح ولا بيجي، كان إلو بداية بس ما رح يكون إلو نهاية".

  • تأكدوا أن "الغد" سيضع نقاطاُ كثيرة وكبيرة لن تنتهي على الحروف وسينال كل صاحب حق حقه، وأكيد أنتم ستكونون أصحاب الحق الأكبر. ففي نهاية المطاف "ما بيصح الا الصحيح".

  • رفاقي الشهداء، حاولت في السنوات الماضية تجنّب قدر المستطاع الأمور السوداء في ذكراكم البيضاء، ولكن هذه السنة شعرت أنه حان الوقت أن أضع بعض النقاط على الحروف، ولو أن التاريخ لن يرحمهم.

  • هكذا نعيش منذ أكثر من 32 سنة، أكاذيب وغشّ وخداع وتغطية للسماوات بالقبوات، وإذا حاولنا كشف حقيقتهم يُقال لنا "هلكتونا كل الوقت عونيي وقوات، وقوات وعونيي"، وفي حال لم نفعل فعندها "عم نترك الفاجر ياكل مال التاجر".

  • المؤسف أنهم يدّعون أن ما يقومون به بحجّة تحصيل حقوق المسيحيين، وهذه هي الكذبة الأكبر المستخدمة من قبلهم باستمرار في وقت لم يضر أحد بالمسيحيين أكثر منهم، وما من أحد رفع نسبة هجرتهم و"وكفّر كتار منّن بلبنان" أكثر منهم.

  • يعطّلون تشكيل حكومة جديدة، ويتحضرون كما دائماً لتعطيل الانتخابات الرئاسية، والأكيد المؤكد أن ذلك ليس من أجل طرح خطة إصلاحية معيّنة بلّ محاولة بالإتيان بجبران باسيل أو "حدا من عندو" رئيس للجمهورية خلفاً لميشال عون.

  • حتى هذه اللحظة، ورغم كل المآسي والخراب التي تسبّبوا بها، ما زالوا مستمرين في النهج التدميري ذاته لهدف واحد وهو الحفاظ على مصالحهم الشخصية.

  • أما الإنجاز الثاني فلمسناه حين تسلّموا، الى جانب أكثرية، منذ العام 2016 الى الآن رئاسة الجمهورية كما بمجلس الوزراء، وكانت النتيجة خراباً كاملاً وشاملاً على اللبنانيين لم يروا مثله في تاريخهم، حتى في عزّ أيّام الحروب العالمية.

  • ولكن منذ لحظة دخولهم الى الحياة السياسية "طيّروا" المنطقة الحرة وشنّوا حرباً علينا، بحجة إزالة السلاح غير الشرعي في أيام الحرب، كلّفت المجتمع الكثير الكثير، وانتهت في خراب ودمار وتهجير لم يشهد لبنان مثيلا له.

  • آنذاك كان لدينا منطقة استشهدتم مع غيركم من أجلها بالآلاف وأصيب عشرات الآلاف من رفاقكم ومن جميع اللبنانيين حتى بقيت حرة رغم كل الأحداث والاحتلالات بين السنوات 1975- 1990.

  • أيها الشهداء، ماذا فعلوا منذ ظهورهم في الساحة حتى اليوم؟ جوابي لكم: قاموا بإنجازين رئيسيين: الأول، تمثّل حين تسلّموا حكومة كاملة الصلاحيات مكان رئيس الجمهورية سنة الـ1988.

  • حاولوا من اللحظة الاولى الغاءكم إذ لا قدرة لديهم للالتزام بالقضية مثلكم، ولا استعداد للتضحية من أجلها ومن المؤكد ألا جرأة لديهم للاستشهاد في سبيلها باعتبار أنهم يرونكم في عيون رفيقاتكم ورفاقكم وفي ثباتهم في قضيتهم وفي صلابة مؤسستهم وقوة وثبات مواقفها.

  • يخافون من استشهادكم وبطولاتكم وحبكم والتزامكم بمجتمعكم ووطنكم ويخافون استقامتكم وتجرّدكم لأنكم على عكسهم تماماً، ولأنّ مجرّد وجودكم يكشف حقيقتهم البشعة، ففي وجودكم يكونون كالعتمة جنب النور، وفي وجود النور تتبدّد العتمة.

  • في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية: رفاقي الشهداء، هذه السنة الـ 32 التي نلتقي فيها بعد نهاية الحرب، وهذه السنة الـ32 التي ما زلتم وما زلنا نتعرض لأشنع وأبشع التهجّمات والأكاذيب والإشاعات، فهم حتى في غيابكم يخافونكم.