hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - رضوان الذيب - الديار

هل قرر الحريري المواجهة داخلياً وخليجياً بعد لقاء أردوغان؟

الإثنين ١١ كانون الثاني ٢٠٢١ - 06:50

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إلى أي درجة من الاحباط وصل سعد الحريري في علاقته مع السعودية والإمارات كي يلجأ إلى طاولة الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان في عز الحرب المفتوحة بين تركيا والدول العربية وتحديداً السعودية ومصر والإمارات، وفي لحظة توافق خليجي على المصالحة مع قطر لسحبها من الحضن التركي رغم اعتراض مصر على هذا الانفتاح، حيث لم يكن اي مسؤول مصري في استقبال وزير المالية القطري الذي حطت طائرته في َمطار القاهرة لمدة ساعتين لأول مرة منذ سنوات وغادر دون الاجتماع بأي مسؤول مصري.

وحسب المعلومات، فإنه َما كاد خبر توزيع زيارة الحريري إلى تركيا يصل إلى وسائل الإعلام حتى ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات مؤيدة للزيارة من الدائرين بالفلك التركي ومعارضين بشدة ومنتقدين بعنف وتحديداً من مغردين خليجيين سعوديين ومصريين، وفي المعلومات أيضاً، أن سفير دولة خليجية في لبنان انتقد الزيارة بعنف وأكد للإعلاميين، ان الحريري لا يحمل اي رسالة سعودية او اماراتية او مصرية لاردوغان ووصف انفتاح بعض القوى السنيه على أنقرة، بـ«عدم الوفاء»، وأبدى انزعاجه للأمر نافياً اي تطورات إيجابية في العلاقة مع أنقرة الحليفة لطهران والمتمسكة في هذا التحالف، واشار الى استمرار وجود الكثير من النقاط الخلافية مع قطر.

وفي المعلومات، ان توجه القيادات السنية اللبنانية نحو أنقرة، فاجأ سفارات الخليج في لبنان حيث زار منذ شهرين النائب فيصل كراَمي أنقرة بناء على دعوة رسمية وقابل مستشاري أردوغان ومسؤولين كباراً، وتلقى وعداً تركياً بالمساعدة اللوجيستية جامعياً وغذائياً، واللافت أن بعض الأصدقاء عندما حاول الاستفسار عن سبب الزيارة كان الجواب، المزاج السني الشمالي المؤيد لتركيا يفرض هذه الخطوة وقد لمسنا دعماً سنياً طرابلسياً لهذه الزيارة وتعاملاً إيجابياً مختلفاً على الصعيد الشعبي. علما ان زيارات عديدة من قيادات سنية باتجاه أنقرة حصلت بعيداً عن الإعلام، وهذا ما يفتح البلد على خلاف سني سني كبيراً، مع تأكيد مصادر عليمة ان لبنان ساحة وليس دولة، وما مصلحة الحريري ولبنان في زج نفسه «والحركشة بوكر الدباببر، في المنطقة»؟

وفي المعلومات، ان الزيارة تمت في ظل هذه التوترات الكبرى بين مشروعي «الاخوان المسلمين» بقيادة تركيا والمعارضين له بقيادة السعودية، حتى أن إشارات خليجية إيجابية ارسلت إلى دمشق وحملت إشادات بتصدي الجيش السوري للقوات التركية، بالإضافة إلى الموقف الإماراتي الداعم لسوريا بقوة في كل الميادين السياسية والأمنية والمالية وصلت إلى حد وصف جنبلاط للامارات «قلب العروبة النابض»، وهذا الوصف كان يطلق على سوريا ايام الراحل حافظ الأسد، حتى أن الإماراتيين أبدوا لقوى لبنانية في 8 اذار وشخصيات مستقلة فاعلة استعدادهم للدعم مادياً اذا انخرطوا ضد أنقرة سياسياً واعلامياً وشعبياً.

وفي ظل هذا المسار العربي المعارض لتركيا وسياساتها وفشل كل الاتصالات لتحسين العلاقات، لماذا زار الحريري أردوغان؟ ولمن أراد توجيه رسالته النارية في هذا التوقيت؟ وحسب مصادر مطلعة، ان الرسالة ليست داخلية بل موجهة لدول الخليج، والسؤال، هل قرر الحريري المواجهة داخلياً وخليجياً وعدم المهادنة بعد اليوم؟ ولاول مرة يقضي الحريري اجازة خارجية ولا يُعرّج على الرياض ويلتقي الأمراء، كما انه أمضى أياما في الإمارات ولم يقابل اي أمير فيها، فيما شقيقه بهاء يحظى بكل الرعاية السعودية في ظل انسجام مواقفه مع مواقفها الرافضة لأي كلام او سلام مع حزب الله.

وحسب المصادر العليمة، فإن لبنان كان يعيش بـ«مصيبة، وبعد زيارة الحريري غير المنسقة مع دول الخليج بتنا بألف مصيبة»، والله يستر، لأن الحريري مصمم على المواجهة، حتى أن اخصام الحريري يشيعون افتراضياً ان تكون زيارته المقبلة إلى طهران حليفة أنقرة ويؤكدون ان الحريري سلف أوراقا للعونيين في المواجهة معه بعد الزيارة «ببلاش» وبات بدون اي غطاء داخلي وخارجي الا من الثنائي الشيعي وفرنسا.

وحسب المصادر، كان الحريري ينتظر اتصالا هاتفيا من بكركي لتحديد موعد للاجتماع بينه وبين عون، لكن الأمر لم يحصل جراء رفض عون والإصرار على شروطه، بعكس كل الذين روجوا وتحدثوا عن رفض الحريري لوساطة الراعي، وهذا ما أبلغه الحريري لَمرجع لبناني كان يعول أيضا على جهود بكركي، وبالتالي، لا حكومة في الافق المنظور، لان تدخل حزب الله يعني زيادة الاحراج للحريري، وبري ليس وسيطاً عادلاً عند العونيين الذين وبكل وضوح لا يريدون الحريري في بعبدا خلال ما تبقى من عهد عون الذي يميل إلى فؤاد مخزومي او جواد عدرا وهذا هو بيت القصيد، وبالتالي، مبادرة الراعي ترنحت وسيطرق قريبا أبواب الفاتيكان وواشنطن، وليس أمام اللبنانيين الا فرنسا الذي تراجع حماسها، اوانتظار الموت البطيء عبر الاستماع الى تحليلات «عصفوريات الشاشات».

  • شارك الخبر