hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - ثريا عاصي - الديار

هل سنخرج مـن الدوامة؟

الإثنين ٢١ كانون الأول ٢٠٢٠ - 06:34

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لماذا يستمر السجال حول تفجير المرفأ، حول تبخر أموال المودعين في المصارف، حول المبالغ الخيالية التي يشتبه بأن الذين تولوا مناصب هامة في السلطة بدأوا في جمعها في نهاية سنوات 1980 ثم هرّبوها إلى الخارج في السنوات الأخيرة. لماذا السجال حول التوظيف الاستنسابي في إطار المحاصصة بين زعماء الطوائف دون المرور عبر مباريات أو مجلس الخدمة المدنية، لماذا المشاريع تنفيعاً للمحاسيب، لماذا مضيعة الوقت؟
تعالوا نضع الأمورفي نصابها الصحيح .. تعالوا نتكلم بصراحة! فالمعروف عن اللبنانيين أنهم أذكياء وألمعيّون أليس كذلك ؟ أما آن الأوان لكي نخرج من الدوامة ؟ ولكن النهج الذي نسلكه لا يؤدي إلى نهاية النفق .

من نافلة القول أن اللبنانيين لن يكونوا جميعاً على دين واحد، أو من أتباع طائفة أو مذهب واحد، فمن المستبعد إذاً أن يقبلوا حكم زعيم طائفة واحدة. بل ليس منطقياً أن يدعي زعيم الطائفة أنه الأفضل أو الأعلم كونه على رأس طائفة هي الأكثر عدداً، وأن اللبنانيين في الطوائف الأقل عدداً يفتقدون للكفاءة والبصيرة . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فمن المعلوم أنه ينطبق على زعماء الطوائف المثل الذي يقول «إن القرود إذا تعاركوا أفسدوا الزرع وإذا تصالحوا أكلوا المحصول».

استناداً الى هذا، يمكننا أن نستخلص من تجربة مستمرة منذ مائة عام أن النظام الطائفي لا يلائم مشروعاً وطنياً، بل هو نقيضه .. وهذه خلاصة يحفظها من وجهة نظري جميع اللبنانيين عن ظهر القلب !

بكلام أكثر صراحة ووضوحاً، يقع لبنان في منطقة أنبتت حضارات كبيرة مكنت الإنسان باكراً، من ممارسة التأمل الروحاني وتلقي الرسالات السماوية . هذه بالقطع ميزات تقدم ورُقي إنساني. ولكن التسليم بذلك لا يمنعنا من الاعتراف، بأن الشرائع التي جاءت بها على التوالي هذه الرسالات في ما يتعلق بالشؤون المعيشية، إنما جاءت إلى قوم معين وفي فترة تاريخية معينة. ينبني عليه، أنه إذا استثنينا الجانب الروحاني، فإنها لا تناسب مجتمعاً متعدداً طرأت عليه بمرور الوقت متغيرات ومتبدلات هائلة.

مجمل القول أن العمل السياسي الوطني يتطلب التوافق المسبق بين المواطنين على أسس ملزمة بالمطلق للجميع، يكون الإنغلاق الفئوي أياً كان شكله ومبرراته، في صلبه . على أساس أن المواطنين سواسية أي أنه لا يجوز تصنيفهم على أساس المعتقد أو اللون أو العرق أو الجنس، ويحق للفرد التعبير عن آرائه وقناعاته بحرية تامة . بالتالي فإن الذين لا يلتزمون بهذه الأسس يمثلون عائقاً أمام المشروع الوطني.

في الختام، لا يبدو في الأفق اللبناني قبس النار. فإما أن يعودوا إلى مفترق سنوات 1950 ـ 1960، معترفين بأنهم أخطأوا وأضلوا الطريق، وإما أن يمكنوا أصحاب الفكر والعلم منهم (بدل اغتيالهم وطردهم وتهجيرهم) من رسم طريق يخرجهم من المأزق الخانق الذي قادهم إليه زعماء طائفيون لا دين لهم وأعماهم الجشع والجهل !

  • شارك الخبر