hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - ناجي س. بستاني - الديار

نجاح مُفاوضات الترسيم مُرتبط بنهج الإدارة الأميركيّة الجديدة...

الخميس ٧ كانون الثاني ٢٠٢١ - 07:35

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لأنّ اللبنانيّين باتوا يتمسّكون بحبال الهواء كما يُقال، فهم يبحثون عن أي بصيص نُور في نهاية النفق المُظلم الذي يعبرونه حاليًا! وطالما أنّ مسألة تشكيل حُكومة جديدة لا تزال مُتعثّرة، وبالتالي لا إطلاق مُرتقب للمُفاوضات مع صُندوق النقد الدَولي، ولا مُساعدة ماليّة للبنان في المدى المَنظور، هل يُمكن أن نأمل خيرًا من مُفاوضات ترسيم الحُدود، ومن مسألة التنقيب عن النفط والغاز، أم أنّ عبارة «لبنان صار بلدًا نفطيًا» هي مُجرّد شعار دعائي لن يُطعمنا خبزًا، لا اليوم ولا حتى في المُستقبل المُتوسّط؟!

بحسب مصدر في وزارة الطاقة، إنّ تراجع إستهلاك النفط في العالم أجمع خلال العام 2020 الماضي، بسبب تقليص الحركة بشكل كبير لمُواجهة إنتشار وباء كورنا، إنعكس سلبًا على القطاع النفطي في كل الدول، حيث خفّضت الشركات البتروليّة العالميّة ميزانيّاتها، وبالتالي أنشطة الإستشكاف بحثًا عن مصادر نفطيّة وغازيّة جديدة، الأمر الذي إنعكس سلبًا على أعمال التنقيب والإستكشاف في الحُقول اللبنانيّة المُفترضة، ناهيك عن أنّ إنفجار الرابع من آب الماضي ألحق أضرارًا بالقاعدة اللوجستيّة المُخصّصة لإدارة مُختلف الأنشطة البتروليّة في المياه الإقليميّة اللبنانيّة. وأشار إلى أنّ لبنان الرسمي مدّد مُهل الإستكشاف التي كانت مَمنوحة لإئتلاف الشركات الذي يضمّ كلاً من «توتال» و«إني» و«نوفاتك»، بالنسبة إلى الرقعتين رقم 4 ورقم 9، حتى 13 آب من العام 2022. وأوضح المصدر نفسه أنّ العام 2021 الحالي يُفترض أن يشهد قيام الشركات المَعنيّة بالمزيد من الدراسات والتحاليل، إستكمالاً لأعمال حفر البئر الإستكشافي في البلوك رقم 4، علمًا أنّه من المُفترض أيضًا أن يقوم إئتلاف الشركات المَذكورة أعلاه، بحفر بئر إستكشافي في البلوك رقم 9 أيضًا، وذلك قبل نهاية الفترة الزمنيّة المُخصّصة للمرحلة الإستكشافيّة الأولى، أي قبل صيف العام المُقبل، علمًا أنّ كل هذه الأعمال تجري بالتنسيق مع هيئة إدارة قطاع البترول ووزارة الطاقة اللبنانيّة.

من جهة أخرى، أكّدت أوساط سياسيّة أنّه بعيدًا عن بُنود الإتفاقات المُوقّعة بين لبنان الرسمي وإئتلاف الشركات الدَوليّة، تُواجه عمليّات الإستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز في لبنان مُشكلتين رئيسيتَين. وأوضحت أنّ المُشكلة الأولى تتمثّل في غياب المِيزانيّات الماليّة المَطلوبة نتيجة تراجع مبيعاتها بسبب جائحة كورونا التي لا تزال تضرب العالم أجمع، في حين أنّ المُشكلة الثانية تتمثّل في غياب الإستقرار المَطلوب على الساحة اللبنانيّة، إن بالنسبة إلى عدم وُجود حُكومة أصيلة، وبالتالي عدم رســم خُطـــة إنقاذيّة تُوحي بالثقة للجهات الدَوليّة التي ستــستثمر أموالها في القطاع النفطي اللبــناني، أو بالنسبة إلى تعثّر وتجميد مُفاوضات ترسيم الحُدود الجنوبيّة، مع ما يعنيه هذا الأمر من عدم الحُصول على «الضوء الأخضر» الدَولي المَطلوب للشروع في أعمال الإستكشاف والتنقيب في البقعة رقم 4.

وتابعت الأوساط السياسيّة أنّ المُشكلة الأولى المُرتبطة بوباء كورونا، لا بُد وأن تزول عاجلاً أم آجلاً، حيث أنّ الإقتصاد العالمي سيعود إلى سابق عهده، وكذلك الأمر بالنسبة إلى حجم إستهلاك المُشتقّات النفطيّة، وذلك فور بدء الوباء بالإنحسار، وعودة الحركة الجويّة والبريّة والبحريّة إلى ما كانت عليه خلال السنوات القليلة الماضية التي سبقت الجائحة. وأضافت الأوساط نفسها أنّ المُشكلة الثانية أشدّ تعقيدًا، كونها مُرتبطة بما يُخطّط له العدوّ الإسرائيلي من جهة، وكذلك بحجم الضُغوط الدَوليّة، لا سيّما الأميركيّة منها، التي ستبقى مَفروضة على لبنان من جهة أخرى.

وإذ ذكّرت الاوساط، بأنّ مُفاوضات الترسيم التقنيّة وغير المُباشرة كانت إنطلقت في 14 تشرين الأوّل الماضي، وإستكملت في 28 و29 من الشهر عينه، علمًا أنّ الجولة الرابعة عُقدت في 11 تشرين الثاني، والجولة الخامسة التي كانت مُقرّرة في الثاني من كانون الأوّل الماضي أرجئت إلى موعد غير مَعلوم، أكّدت أنّ الوفد اللبناني برئاسة العميد الركن الطيّار بسام ياسين، جاهز لإستئناف المُفاوضات من النقطة التي توقّفت عندها. وقالت إنّ الكُرة هي في الملعب الآخر، مُستبعدة في الوقت عينه عقد أيّ جلسة جديدة، قبل تسلّم الإدارة الأميركيّة الجديدة هذا الملفّ، ومُستبعدة أيضًا أنّ تكون أيّ جلسة مُقبلة حتى لوّ عُقدت بإشراف إدارة الرئيس الأميركي المُنتخب جو بايدن، ذات معنى، في ظلّ توجّه «الإسرائيليّين» إلى إنتخابات مُبكرة في 23 آذار المُقبل، ستُحدّد نتائجها قيادتهم السياسيّة للمرحلة المُقبلة.

وختمت الأوساط السياسيّة كلامها بإبداء تشاؤمِها بإمكان تحقيق تقدّم في مُفاوضات ترسيم الحُدود الجنوبيّة، من دون حُصول تفاهمات كبيرة بغطاء دَوليّ مُسبقًا، لأنّ المسألة ليست محضّ تقنيّة، وليست عبارة عن خلافات حُدوديّة، إنّما مُرتبطة بالسياسة الأميركيّة في الشرق الأوسط ككلّ، وبالنهج الذي ستعتمده الإدارة الأميركيّة الجديدة إزاء كلّ الملفّات الساخنة والحسّاسة المُرتبطة بالمنطقة.

  • شارك الخبر