hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - عيسى بو عيسى - الديار

مطلوب تدخل خارجي "فريش" على وجه السرعة !؟

الإثنين ٧ حزيران ٢٠٢١ - 08:02

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ما أن إنطلق طرح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حول إمكانية تشكيل حكومة أقطاب بشكل علني، حتى بدأ التعليق عليها، انما بشكل خجول، غير أنه لا بد من التوقف عند اشارات عديدة يحمله هذا الطرح المستجدّ، ومعرفة مدى القدرة على تنفيذه ام انه ولد ميتاً من الناحية المبدئيّة، يشكل هذا الطرح مخرجاً منطقياً للامور، كونه يضع مسؤولي الصف الاول على طاولة واحدة، ولا حاجة عند اتخاذ القرارات لتضييع الوقت والعودة الى مراجعهم ويتحملون بذلك المسؤولية بشكل مباشر ودون اي مواربة.

أوساط وزارية سابقة، تعتبر أن هذا الطرح يمكن أن ينسف الشروط الدولية التي قامت منذ 17 تشرين الاول 2019 وحتى اليوم، وتعززت بالمباردة الفرنسية التي دعت الى توزير اختصاصيين من غير الحزبيين للتعاطي مع الازمات الاقتصادية والمالية والمعيشية بطريقة مهنية واحترافية بعيداً عن السياسة والمصالح الحزبية، وبمجرد تشكيل حكومة سياسية مؤلفة من اقطاب، يكون قد تم الاعتراف الدولي وبشكل رسمي بأنه لا مجال في لبنان لقيام اي حكومة غير سياسية.

وتلفت هذه الاوساط الى أن قيام مثل هذا النوع من الحكومة دونه عقبات كبيرة وكثيرة وأولها طريقة اختيار الاقطاب، والمشكلة الاساس في هذا المجال ستكون محصورة لدى الطوائف ما عدا الطائفة الشيعية التي بات اقطابها معروفون ويُختصرون بإثنين لا ثالث لهما ، اما لدى الطوائف الاخرى، فهل سيرضى السنّة بحصر تمثيلهم بالحريري فقط؟ وهل سيرضى الدروز بحصر تمثيلهم برئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط فقط، في ظّل نمو الاحزاب الدرزيّة الاخرى؟ وهل سيكتفي المسيحيّون بتمثيلهم عبر رئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر" و"القوّات اللبنانية"؟ وماذا عما يسمّى بالاقلّيات الذين يعتبرون انفسهم من الاقطاب المهمة في البلد والحاضرة على الساحة؟ هذا من حيث الشكل.

وتشير الاوساط عينها، الى أن مسألة مصالحة الحريري والنائب جبران باسيل وحدها يلزمها "دستور " جديد وفقا للتشنج القائم بينهما حيث تمت عملية إيقاظ للغرائز الطائفية، ومن المستحيل القفز فوق هذه الخطوة، ناهيك عن الخلافات القائمة داخل كل طائفة ومذهب، وأن اي اعتراض من اي قطب سيؤدي الى مشكلة في البلد تبدأ في الشارع، ولا يمكن معرفة اين ستنتهي ، لذلك، من غير المجدي حالياً قيام مثل هذه الحكومة، لان مقومات فشلها اكبر بكثير من مقومات نجاحها، ولن يرضى احد في تجيير الانجازات الى غيره، وبذلك يكون المشهد اللبناني امام معضلة جديدة تضاف الى المعضلات السابقة المتراكمة، والاهم انه ليس هناك من وجود لقوة تفرض على الجميع السير بالمواضيع وفق ما يجب على غرار ما كان يحصل في السابق عند بروز اي خلاف او إشكال بين الاقطاب فكانت القرارات تُفرض بالقوة وتنفذ بكل طيبة خاطر !!

وأمام هذ الصورة السوداوية على كافة الأصعدة في لبنان ، فالبلد منهار من الداخل ومتروك من الخارج، وهو معتاد عند كل منعطف الإستناد الى عكاز إقليمي أو دولي ، وبما أن أية دولة غير مستعدة للدخول في الوحول اللبناينة ، والسياسيون في لبنان غير آبهين بما يجري من ويلات ولم يدخلوا أي بيت صاحبه من أهل الحاجة أو السماع الى صراخ الجائعين، وبما أن كافة الطروحات التي تمّ رسمها تمت الاطاحة بها وفق حجج شخصية أو حزبية، لم يتبقى لهذه هذه الاوساط أمام صورة لم تعتاد على تخيّلها للمرة الاولى في تاريخ لبنان ، تعتقد أن اللبنانيين قاصرين منذ الصغر وحتى في المستقبل عن إدارة بلدهم ، تقول بوجوب تدخل خارجي "فريش"(طازج) على وجه السرعة، قبل أن ينتهي الكيان بأسره الى غير رجعة !؟

  • شارك الخبر