hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة

لماذا أرسل الله يسوع المسيح إلى العالم؟

السبت ٢٧ أيار ٢٠٢٣ - 07:50

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

الجواب نجده في إنجيل القديس يوحنا: "لقد أحبَّ الله العالَمَ حتى إنّه بذل ابنَه، وحيدَه، لكي لا يهلكَ كلُّ مَنْ يؤمن به بل تكونَ له الحياة الأبديّة". ثمّ يُضيف: "لا، لم يُرسِل الله ابنَه إلى العالَم ليدينَ العالَمَ بل ليخلِّصَ به العالَم" (يوحنّا 17:3). الجواب هو إذن: إنّ الله قد أرسل ابنَه #يسوع المسيح إلى العالَم ليمنحَ العالَمَ الخلاص، فلا يهلكَ كلُّ مَنْ يؤمن به بل تكونَ له الحياة الأبديّة. هذه الحياة الأبديّة يعبّر عنها السيّد المسيح بتعبيرٍ آخر، فيقول: "وأمّا أنا فإنّما أتيتُ لتكونَ للخراف الحياة، وتكونَ لهم وافرة" (يوحنّا 10:10). فالحياة الوافرة هي عينها الحياة الأبديّة.

ماذا تعني الحياة الأبديّة؟ نجد الجوابَ في صلاة يسوع في أثناء العشاء السرّي، حيث يقول: "يا أبتِ، قد أتتِ الساعة. فمجِّدِ ابنكَ لكي يُمجِّدَكَ ابنُكَ ويُعطيَ، بما أوليتَه من سلطانٍ على كلِّ بشر، الحياةَ الأبديَّةَ لجميع الذين أعطيتَهم له". ثم يَضيف: "والحياة الأبديّة هي أن يعرفوكَ أنتَ الإلهَ الحقيقيَّ وحدَكَ، ويعرفوا الذي أرسلتَه يسوع المسيح" (يوحنا 1:17-3). فالحياة الأبديّة تقوم إذن على معرفة الله الحقيقيّ ومعرفة ابنه يسوع المسيح. ويُضيف يسوع في الصلاة عينها: "أنا قد مجَّدتُكَ على الأرض، وأتممتُ العملَ الذي أعطيتَني لأعملَه". وما هو هذا العمل؟ توضِح الصلاة: "لقد أظهرتُ اسمكَ للناس الذين أعطيتهم لي من وسَط العالَم" (يوحنا 4:17-6). إنّ يسوع المسيح قد أتمّ عملَه بأن أظهر اسمَ الله للناس. فما هو هذا الاسم؟

عندما طلب التلاميذ من يسوع أن يعلِّمَهم الصلاة، قال لهم: "فأنتم صلوا هكذا: "أبانا الذي في السماوات..." (متى 9:6). وفي موضوع المحبة، قال: "سمعتم أنّه قيل: أحبِبْ قريبكَ وأبغضْ عدوَّكَ. أما أنا فأقول لكم: أحبّوا أعداءَكم، وصلّوا لأجل الذين يضطهدونَكم". ثم أضاف: "لكي تكونوا أبناءَ أبيكم الذي في السماوات: فإنّه يُطلِع شمسَه على الأشرار والصالحين، ويُمطِر على الأبرار والظالمين... فأنتم، كونوا كاملين كما أنّ أباكم السماويُّ كامل" (متى 43:5-48). إنّ اسمَ الله هو إذن "الأب السماويّ". كان اليهود يعتبرون الله "إله إسرائيل" فقط، وأبًا لإسرائيل فقط. أمّا يسوع فعلّمنا أن نعتبرَ الله أبًا لجميع الناس من كلّ الأمم، سواءٌ كانوا أشرارًا أم صالحين، أبرارًا أم ظالمين. فالتبنّي الإلهيّ لجميع الناس هو الهدف الأخير من مجيء ابن الله، كما ورد في قول بولس الرسول: "لمّا بلغ ملءُ الزمان، أرسل الله ابنَه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس، ليفتديَ الذين تحت الناموس، وننالَ التبنّي" (غلاطية 4:4-5). وهذا ما تؤكِّده أيضًا مقدِّمة إنجيل يوحنا: "جاء إلى بيته الخاصّ، وأهلُ بيته الخاصّ لم يقبلوه، أمّا الذين قبلوه، أولئك الذين يؤمنون باسمه، فقد آتاهم أن يصيروا أبناءَ الله، أبناءً لم يولَدوا من دمٍ، ولا من رغبة جسدٍ، ولا من إرادة رجلٍ، بل من الله" (يوحنا 11:1-13).

فالخلاص يقوم إذن على حصول الإنسان على الحياة الأبديّة، والحياة الأبديّة تكمن في معرفة اسم الله الحقيقيّ، وهذا الاسم هو "الأب السماويّ"، الذي أرسل ابنَه يسوعَ المسيحَ ليصيرَ به الناس أبناءَ ألله. ومن أبوّة الله هذه ينتج أنّ جميعَ الناس هم إخوةٌ وأخواتٌ في ما بينهم. وهذا ما أوضحه أيضًا يسوع بقوله: "أنتم كلُّكم إخوة. ولا تَدْعوا أحدًا على الأرض ’أبي‘، لأنّ أباكم واحدٌ وهو الذي في السماوات" (متى 8:23-9). وأبوّة الله تتميَّز بالمحبّة. لذلك عندما أراد يوحنّا الإنجيليّ التعريفَ بالله قال في رسالته الأولى الجامعة: "إنّ الله محبّة: فمَنْ ثبت في المحبة ثبت في الله وثبت الله فيه" (1 يوحنا 16:4). ومحبّة الله لا تظهر إلا من خلال محبّة الناس: "إن قال أحدٌ: ’إنّي أُحِبُّ الله‘، وهو يُبغض أخاه، فهو كاذب. فمَنْ لا يُحبَّ أخاه وهو يراه، لا يستطيع أن يُحِبَّ الله، وهو لا يراه. أجل، هذه هي الوصيّة التي لنا منه: مَنْ أحبَّ الله فليُحِبَّ أخاه أيضًا" (1 يوحنا 20:4-21).

إنّ محبّةَ الناس بعضهم لبعض، التي تنتج من كون الجميع أبناءً لأبٍ واحد هو الله، تظهر في وحدتهم. وهذه الوحدة قد صلّى لأجلها يسوع بقوله: "أيها الآب القدّوس احفظهم باسمكَ الذي أعطيتَه لي لكي يكونوا واحدًا مثلما نحن واحد" (يوحنا 11:17). ويُضيف: "ولستُ أصلّي لأجل هؤلاء فقط (أي لتلاميذه)، بل لأجل الذين سيؤمنون بي على كلامهم أيضًا: فليكونوا بأجمعهم واحدًا" (يوحنا 20:17-21). لماذا جاء يسوع، وما هو دور الكنيسة في العالم اليوم كما كان طوال ألفي سنة؟ الهدف الأخير هو الهدف عينه الذي من أجله بذل يسوع ذاتَه على الصليب، كما نقرأ في إنجيل يوحنّا، "ليجمعَ في الوحدة أبناءَ الله المشتَّتين" (يوحنا 52:11).

أين نحن من هذه الوحدة في كنائسنا، في عائلاتنا، في طوائفنا، وفي وطننا؟

المطران كيرلس بسترس- النهار

  • شارك الخبر