hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - جورج العاقوري - نداء الوطن

عودة الحالة العونية إلى المربّع الأول: سمير جعجع

الجمعة ٩ نيسان ٢٠٢١ - 07:49

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

"أيها اللبنانيون، انا ميشال عون رئيس الجمهورية، انا ميشال عون الجنرال الذي تعرفونه، اناديكم (...)"، ما ان أنهى رئيس الجمهورية الرسالة التي وجّهها الى اللبنانيين مساء الاربعاء 7/4/2021 من أجل التصدّي لاسقاط التدقيق المالي الجنائي حتّى سارع مناصرو "التيار الوطني الحر" للتجمّع امام "مركزية" التيار في ميرنا الشالوحي، بناء على دعوات مسؤوليهم، وتوجّهوا الى بعبدا لشكر الجنرال والتأكيد انهم "للموت يثقون به".

لا خبر في ما ذكر أعلاه، فمن البديهي ان يلبّي العونيون نداء زعيمهم التاريخي - بغضّ النظر عن الأعداد - كما تلبّي جماهير الأحزاب نداءات رؤسائها. كما من غير المستغرب الّا يلبّي أحد غيرهم الدعوة، إذ إنها ليست المرة الاولى التي يخاطب فيها عون الشعب اللبناني وخصوصاً منذ 17 تشرين و"شعب لبنان العظيم" يخيّب أماله.

لكن أن يردد العونيون "صهيوني صهيوني سمير جعجع صهيوني" خلال التجمّع، فهو موقف خارج سياق التدقيق المالي الجنائي الذي شكّل اقتراح قانون تكتل "القوات" النيابي لتعليق السرّية المصرفية حجر اساس فيه. موقف يستحقّ التوقّف عنده لأنّه يعكس أبعد من مكنونات بنيوية في "التيار" ضدّ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. فهو يحمل لغة مستقاة من تحالفات "التيار" بعد العام 2005 ولا تصلح ان ينطق بها لأنها تدينه.

تصويب الحالة العونية على سمير جعجع عودة الى المربّع الاول الذي تمثّل بالعدائية ضدّ "القوات اللبنانية" التي شكّلت العصب الأساس الذي جمع الجماهير حول عون عام 1988 الى جانب التلطّي خلف المؤسسة العسكرية ورفع شعار "الجيش هو الحل".

يومها إستفاد الجنرال من عوامل عدّة لبناء الحالة العونية:

* مناصرو "اليسار" و"القومي السوري" الذين لم يغادروا ما كان يعرف بالمنطقة الشرقية.

* مناصرو الراحل ايلي حبيقة الذي غادر الى زحلة بعد إسقاط الاتفاق الثلاثي الذي ضمّه و"الاشتراكي" و"أمل" برعاية سورية.

* بعض الوجوه الطامحة التي كانت في "القوات اللبنانية" خلال مراحل سابقة ورأت ان وصول جعجع قضى على طموحها، معتبرة انّ لها أحقية بتسلّم القيادة عليه.

* تراكم الاخطاء على الارض مع الوقت - والذي تشهده اي مقاومة تنشأ في العالم - الذي أنهك شرائح من المجتمع راحت تطمح لوقف الحرب بأي ثمن. وقد تحمّل جعجع فاتورة بعض الحوادث التي لم يشارك فيها، لا من حيث موقع القرار، ولا من حيث التنفيذ على الارض.

* الميل التاريخي في اللاوعي لدى المسيحيين نحو المؤسسة العسكرية، بالرغم من انها كانت مشلّعة ولم تستطع ان تحافظ على وحدتها وتلعب دورها عند كلّ مفصل، من "اتفاقية القاهرة" عام 1969 الى "بروفا" 1973 وصولاً الى حرب 1975.

منذ العام 1988 الى العام 2021، أمور كثيرة تغيّرت: وصل عون الى الرئاسة وسقطت اساطير "المنقذ" وظهرت جلياً حقيقة ان لا مشروع "خلاص" يحمله. اما خليفته في رئاسة "التيار" النائب جبران باسيل فانتهى به الأمر على لائحة العقوبات الاميركية ومرذولاً دولياً، من دون أن ننسى الانشقاقات المتتالية لرموز عونية عن القيادة الحالية. في المقابل، كسر جعجع "الصورة النمطية" كزعيم ميليشيا التي حاول بعض القادة المسيحيين قبل الآخرين حصره فيها، فاستطاع تخطّي الحواجز والتواصل مع باقي الشرائح المجتمعية في الطوائف الاخرى. كما نجح بشبك علاقات عربية ودولية بخطوات ثابتة. كذلك، عكس في تجربة "القوات" الحزبية والنيابية والوزارية نهجاً مؤسساتياً توقّف عنده الاخصام قبل الحلفاء.

صيحات "صهيوني، صهيوني، سمير جعجع صهيوني" خلال دعم طرح عون التدقيق المالي الجنائي أتت خارج اي سياق منطقي لتعكس حجم الافلاس الذي وصلت اليه الحالة العونية بعد سقوط شعاراتها التاريخية على أرض الواقع. كأنّها تستجدي تعاطف جماهير الشريك في ورقة "مار مخايل" بعدما فقدت النوى بتحقيق اي خرق في الشارع المسيحي وجذب مجموعات جديدة الى فلكها. فيما بيئة "حزب الله" "المنضبطة لم تلبّ أي دعوة اطلقها الجنرال عون ولم تمدّه يوماً بأي حشود.

صيحات لم تعد تنطلي حتّى على هذه البيئة التي تعي علاقات الجنرال في زمن الحرب وصوره مع الاسرائيليين من جهة، والتي تطرح تساؤلات عدّة حول المواقف التي يطلقها باسيل وبعض مسؤوليه بين الحين والآخر من العلاقة مع اسرائيل من جهة أخرى. هذا من دون ان ننسى ظواهر التعامل مع اسرائيل في البيئة العونية أبرزها العميد فايز كرم، في مقابل عدم تسجيل أي تورّط لمسؤول قواتي في ملفّ عمالة لإسرائيل.

فهل يكون طرح العونيين للتدقيق المالي الجنائي من دون إقدامهم على خطوات جدّية قانونية وعملية ومن دون الاستفادة من مروحة تحالفاتهم، كصيحات جمهورهم من باب الإلهاء والإفلاس واستجداء العطف الشعبي؟!

  • شارك الخبر