hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - جهاد نافع - الديار

عكار… "قنبلة موقوتة"

الإثنين ٢١ حزيران ٢٠٢١ - 07:40

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

الاهمال في عكار والتهميش منذ 15 عاماً حوّل الامن المعيشي والاجتماعي الى «قنبلة موقوتة»

تستمر مشاهد «غالونات» البنزين المنتشرة على الطرقات من عكار الى طرابلس، وترتفع اسعار «الغالون» تبعا لارتفاع سعر صفيحة البنزين والدولار، لكن الارباح فاقت كل حدود، بحيث بات سعر «الغالون» الذي يتسع ل8 ليتر اربعين الف ليرة..
اما محطات البنزين، فالطوابير على حالها، وتزداد تفاقما، الى درجة ان المحطات الكائنة على الطرقات الدولية في عكار باتجاه الحدود اللبنانية - السورية تتسبب بازمات سير خانقة لدرجة قطع الطرقات وتحويلها الى متفرعات..

هي مشاهد باتت من يوميات العكاريين الذين يمضون اوقاتا صعبة على الطرقات ويتندرون فيما بينهم عندما تصبح صفيحة البنزين بمئتي الف ليرة ، فليس من بديل الا اعتماد» الحمير» وسيلة نقل، وسيتسبب الواقع الجديد برفع اسعار الحمير، عندما جاوب احد المواطنين على سؤال حول سعر الحمار قائلا: انه يتجاوز الخمسة ملايين ليرة، وفي هذا الزمن من يملك هذا المبلغ بعد انهيار الليرة اللبنانية..

ليست المشكلة عند هذا الوضع وحسب ، وحيث بات بيع «غالونات» البنزين مهنة العاطلين عن العمل تدرّ عليهم اموالا، وكثير منهم يعملون لحساب محطات المحروقات التي تشهد يوميا اشكاليات باتت ايضا من اليوميات العكارية...

لم تكن عكار في اصعب مراحل المحن التي مرت عليها تعاني ما تعانيه اليوم على مختلف الاصعدة، اذ تتفاقم الاوضاع المعيشية والاجتماعية في المنطقة ، وتنحدر مستويات العيش الكريم ، وتتردى البنى التحتية ، وتصاب المواسم الزراعية بالكساد، وهي اكثر الازمات انحدارا، بحيث لم يأت في تاريخ عكار موسم زراعي ينال اهتمام السلطات اللبنانية، بل في كل موسم كساد ووعود بتعويضات تذهب هباء مع الرياح ، وتزداد الاعباء المادية على المزارع العكاري الذي لم تحتضنه الدولة في تاريخها...

قضية الامن المعيشي والاجتماعي في عكار اليوم تشكل اخطر القضايا، نتيجة تراكمات سنين من الاهمال، ولغياب المرجعيات السياسية الفاعلة الضاغطة على الادارة السياسية في البلاد ، ولتهميش عكار منذ خمسة عشر سنة واكثر، حيث خسرت منصبا وزاريا في الحكومات المتعاقبة، واذا ما حظيت بمنصب وزاري فليس له شأن يمس الحياة العكارية سواء على مستوى القطاع الزراعي او الاشغال العامة ، وكل ذلك ادى الى انعكاسات سلبية على الاوضاع العامة بات العكاريون يحصدونها في هذه الايام..

ويلاحظ المواطن العكاري ان الاهمال الفاضح في محافظة عكار يطال كل المجالات والقطاعات، وهذا ما يمكن تلمّسه من كل زائر لعكار، ملاحظا رداءة الطرقات العامة المهملة للغاية، والتي تتعرّض حاليا لحفريات تزيد من خراب الشوارع بسبب غياب الرقابة والمحاسبة، فتتحول الشوارع الى خنادق ونتؤات واخاديد، كما يلاحظ الازدحام الخانق ...ثم فقدان الادوية من معظم الصيدليات التي باتت تقفل ابوابها باكرا ، الى المستشفيات الخاصة وفاتورة الاستشفاء المرتفعة التي تدفع بالمريض الى الامتناع عن الاستشفاء إن لم يستطع تسديد ما يتوجب على الصندوق قبل المباشرة بالطبابة بمبلغ لا يقل عن ثلاثة ملايين ليرة...

ولم يعد خافيا على احد ان اكثر المناطق اللبنانية تأثرا بالاوضاع المالية والمعيشية والاجتماعية هي محافظة عكار، حيث زاد الحرمان حرمانا والفقر فقرا ، بينما اصحاب الشأن يقفون متفرجون عاجزون عن مد يد العون...

  • شارك الخبر