hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - نبيه البرجي - الديار

طبول الحرب الأهلية

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠٢١ - 07:11

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كل ما يحدث، وما يقال، يشير الى أن هناك، في مكان ما، من يقرع طبول الحرب الأهلية. بصورة خاصة، أيها المسيحيون انتبهوا...!

ذاهبون الى الانفجار؟ للمرة الأولى نستشعر أن النيران تقترب منا، وبادارة دولية واقليمية. العيون الانكليزية، وقد خبرناها على مدى أكثر من قرن، باتت ترى فينا «الجمهورية المستحيلة». التغيير مستحيل. الستاتيكو مستحيل، الانقاذ مستحيل. كيف يمكن لدولة ما أن تقوم على (أو فوق) هذه المستحيلات ؟ أنقاض دولة. الرعايا هم... الأنقاض.

لن ندخل في المسار القضائي، مع اقتناعنا بأن التسييس هو الأساس في استشراء ثقافة الفساد الذي اخترق عظامنا واخترق مؤسساتنا، وحوّلنا الى حطام سياسي، وحطام اقتصادي، وحطام اجتماعي.

لا يمكن لنا أن نتصور أن انفجار المرفأ ناجم عن خطأ تقني، أو عن خطأ بشري. الصدفة، ولو كانت الصدفة الجهنمية، لا يمكن أن تفعل ذلك. ابحثوا عن أجهزة الاستخبارات، وقد أعدت السيناريو بكل تفاصيله. أن يكون تفجير ذلك المرفق الاستراتيجي مدخلاً لتفجير لبنان.

ألم يجعل قادتنا الجمهورية رقم 2 على شاكلة العنبر رقم 12؟

هؤلاء القادة الذين وضعونا بين جاذبية الخنادق وجاذبية القبور. الخيار الثالت أن نكون الدياسبورا على أرصفة الأمم. لعل ضواحي الصفيح في انتظارنا...

الطبقة السياسية عاجزة عن فعل أي شيء، أي شيء، من أجل وقف التدهور الذي هو الوجه الآخر للانفجار ما دام يفضي الى النتيجة نفسها : المواطن ـ الجثة!!

هكذا رثانا الروائي الأميركي دوغلاس كنيدي الذي زارنا منذ نحو ثلاث سنوات، واحتار ما اذا كان في الجــنة أم في جهنم. لو زارنا الآن لما وجد سبباً للحيرة.

المشكلة أكبر بكثير من القاضي طارق البيطار. سؤالنا البديهي: نحو ألفي طن من الأمونيوم، أو أكثر، سرقت من العنبر. هل حملها اللصوص على ظهورهم أم على ظهور الحمير لكي يختفي أي أثر للجهة التي كانت تنقل تلك المادة وعلى مدى سنوات، ولا بد أن تكون شريكة في السيناريو؟

أركان الطبقة السياسية لم يعودوا يشبهون، في وجوههم وفي تصريحاتهم، الباهتة، حتى تماثيل الشمع. بكل بساطة، وبكل واقعية، ننتظر ما يقوله القضاء والقدر الذي يبدو أنه بات يدار من وكالة الاستخبارات المركزية.

ليس صحيحاً أن «صفقة القرن» سقطت بسقوط دونالد ترامب. هذا المسار الديبلوماسي، والاستراتيجي المعقد لا يمكن أن يكون من صنع رجل آت من ليل الغانيات في لاس فيغاس. الصفقة وضعها من يوصفون في نيويورك بـ»ملوك اليهود»، أو بـ»أنبياء اليهود».

بكل بساطة، نحن ضحايا تلك الصفقة. في مراسلات دافيد بن غوريون وموشي شاريت. في مطلع الخمسينات من القرن الماضي كان لبنان البوابة الذهبية للولوج الى العمق العربي. اقرأوا كتاب «اللؤلؤة» الذي يروي قصة الجاسوسة الشهيرة شيئولا كوهين، وكم نامت في فراش رؤسائنا وزعمائنا، لتلاحظوا كيف أن «القيادة الاسرائيلية» لا يمكن أن تتحمل لبنان... بأسنان!

ما دامت الحرب الخارجية مستحيلة، لماذا لا تكون الحرب من الداخل. «الاسرائيليون» ليسوا بعيدين أبداً عن تضاريس الساحة اللبنانية. ما يعنيهم أن يكون لبنان ضاحية للهيكل. سواء على شكل كازينو يستقبل بريجيت باردو كما لو أنه يستقبل ملكة قرطاجة، أو على شكل مقهى توضع فيه، بين كؤوس النبيذ، السيناريوات الخاصة بالانقلابات العسكرية، ومن سوريا الى اليمن، لتبقى المنطقة على تخوم القرون الوسطى.

لم يعد الهدف تحطيم أسنان لبنان، بل تحطيم لبنان. ملوك المافيات، اياهم ملوك الطوائف، بمواصفات علي بابا والأربعين حرامي فتحوا كل الأبواب أمام كل الاحتمالات. ماذا يريد «الاسرائيليون» أكثر من أن يتحول اللبنانيون الى هياكل عظمية؟

أمام احدى المرجعيات الحساسة تسجيل صوتي لاتصال هاتفي بين قطبين حزبيين. الأول يقول «ما أمامنا من خيار سوى التفجير، وهذا رأي أصحابنا» رد الآخر: فليكن...

  • شارك الخبر