hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - رضوان الذيب - الديار

صفقة الحكومة تنتظر الكلام الأميركي - الفرنسي مع إيران والسعودية

الإثنين ٢٥ كانون الثاني ٢٠٢١ - 07:06

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تؤكد مصادر سياسية عليمة، استحالة تشكيل الحكومة بطبخة محلية دون كلام أميركي فرنسي مع طهران والرياض للوصول إلى توافق بالحد الادنى حول لبنان وفصله عن الملفات الخلافية في كل الساحات برضى روسي وعدم ازعاج لسوريا وجواز مرور مصري، لان لبنان ساحة وليس دولة وكل القوى الدولية لها «اذرعا» و«ارجلا» في هذا البلد، لكن هذه المعادلة التوافقية و«التسووية» ولو بالحد الادنى غير متوافرة حاليا، وكيف يمكن تشكيل حكومة في لحظة اشتباك إيراني سعودي لا يرحم ويغطي مساحة الوطن العربي من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن وفلسطين ودولا عديدة؟، وبينما محور المقاومة يتقدم المواجهة في لبنان عبر الإمساك بمعظم الأوراق ويتصرف مرتاحا للتطورات والتبدلات الدولية وحسن إدارته للمواجهة، يظهر المحور الاخر مشتتاً ومصاباً بعطب كبير جراء العلاقة غير المنتظمة بين تيار المستقبل والاشتراكي وكذلك القوات مع مرجعيتهم السعودية بعد تسلم َمحمد بن سلمان َمقاليد الحكم وعجز القوى الداخلية عن مواكبة تطرفه ضد إيران.

وهنا بيت القصيد، تضيف المصادر، وهنا تكمن مشكلة المرجعيات السنية في لبنان الذي كان ولاؤها المطلق للرياض وتضرب بسيفها ولا تقطع خيط القطن من دونها ومعها في السراء والضراء وكل التلاوين السنية لم تخرج عن طاعة الملك السعودي، واسم رئيس الحكومة يطبخ بقرار من الرياض وكلمة من الملك منذ الاستقلال، وكل الرموز السنية كانت تعمل تحت هذا السقف وترجمه افضل تمثيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي تحول إلى اللاعب الاول داخليا.

لكن هذه اللعبة تبدلت كليا بعد الانسحاب السوري الذي حفظ مصالح إيران والسعودية بميزان الذهب في لبنان، بحسب المصادر ذاتها، ولعب دور الوسيط العادل عبر تسليم المقاومة ورقة تحرير البلد ومنع اي مس بدورها َمقابل حصر الورقة الاقتصادية بالشهيد رفيق الحريري اي السعودية وكانت الحكومات تشكل بربع ساعة مع حفظ حقوق الجميع، الكبار والصغار، ومن لا يقتنع في هذا الكلام عليه َمراجعة كتاب النائب حسن فضل الله والتعامل السوري مع حزب الله على القطعة، وعاش لبنان افضل أيام البحبوحة والأمن رغم كل ممارسات الطبقة السياسية اللبنانية والفريق السوري الممسك بالملف اللبناني.

وتتابع المصادر العليمة، ان حسابات 14 اذار لم تتطابق مع المطبخ الدولي والاقليمي بعد الانسحاب السوري وتراجع دور «ثورة الارز» وشعاراتها المناقضة للتركيبة اللبنانية، واستطاع الإيراني بقوة حزب الله وحلفائه تعبئة الفراغ السوري كليا وعزز دوره بعد 7 أيار 2008 واتفاق الدوحة بغطاء عربي والانتخابات النيابية والحرب السورية، وَمسك محور المقاومة َوحلفائه كل الأوراق اللبنانية عبر تطيير حكومة سعد الحريري لحظة دخوله الى البيت الأبيض للقاء أوباما عام 2014، وتولى ميقاتي رئاسة الحكومة الذي تعرضت لحصار سعودي مماثل للحصار المفروض على حكومة دياب حاليا، ووصفت حكومة ميقاتي آنذاك بأنها حكومة حزب الله، وبعد هذا التطور امتنعت السعودية عن دعم حكومة سلام والحكومة الأخيرة للحريري بحجة مشاركة حزب الله وانكفأت عن الملف اللبناني، وتقدم الدور التركي مع زيارات قيادات سنية لانقرة توجت اخيرا بزيارة الحريري، ومالت الدفة كليا لإيران وتقدم دورها وعززه وجود عون في بعبدا.

وتضيف المصادر العلمية، ان الرياض اخذت منذ العام 2014، استراتيجية جديدة بالتعامل مع الملف اللبناني وطلبت من حلفائها رفع المواجهة مع حزب الله وحذرت الحريري من التعامل معه في اي حكومة وكذلك جعجع وجنبلاط، وقطعت المساعدات عن لبنان، واصدرت «حرما» على كل من يتعاطى معه أو يلقي السلام عليه، وبأن كل من يتعاطى مع حزب الله ليس حليفا للسعودية بل خصما بغض النظر عما يصنف نفسه، وعزز القرار السعودي التسريبات الاعلامية ألاميركية عن ضلوع حزب الله بمساعدة الحوثيين، وانضمت الرياض الى اجراءات ترامب وغضت النظر عن التطبيع مع العدو اذا كان ذلك يساهم بعزل إيران واضعاف الحزب، وشاركت واشنطن بالحصار والعقوبات والتضييق على المصارف، وهللت لاغتيال قاسم سليماني، وما صدمها كيفية تعامل حلفائها مع تطرفها ضد حزب الله على طريقة «اجر بالبور وأجر بالفلاحة» حتى وصل بعضهم الى القول : «السعودية تطلب منا مواجهة خاسرة مع الحزب ولن نفعلها وتطلب حرباً أهلية» ورغم «الفيتو» السعودي عاد الحريري وتولى رئاسة الحكومة بمشاركة حزب الله والاشتراكي، وحاولت القوات إصلاح الأمر باستقالة وزرائها، لكن ما حصل قد حصل، وردت السعودية باجراءات قاسية ضد الحريري الذي لم يفهم ابعاد القرار السعودي بدفعه الى الاستقالة من الرياض، وكيف تجاوز الخط الأحمر بعد عودته عن الاستقالة من باريس وبيروت عندما خرج من الرياض، ولولا تدخل فرنسا الحاسم لكانت القضية اخذت مسارا مختلفا كليا، وبعدها عممت الرياض كلاما قاسيا بحق حلفائها وبأنها «قدمت لهم كل ما يحتاجونه بالمقابل لم يقدموا شيئا لتعزيز الحضور السعودي وبناء المؤسسات وطار الدعم على شراء الاراضي والسهرات والاموال للعارضات وما شابه»، كما قدمنا للبنان كل ما يريده وذهبت المساعدات لحزب الله حتى أن الدولة اللبنانية رفضت إصدار بيان يدين الحوثيين بقصفهم للرياض.

وتشير المصادر العليمة، ان القرار السعودي واضح وتبلغه الحريري وعنوانه «اي حكومة مع حزب الله يعني أنك لست منا ولسنا منك» وستفرض عليك المزيد من العقوبات وسنضغط على أميركا وفرنسا لتشديد مواقفهما، وهذا الأمر يضعه الحريري في حساباته ولن يخرج هذه المرة من تحت هذا السقف، ولذلك متمسك بحكومة اختصاصيين من دون الاحزاب، والترويج بأن التمثيل الشيعي مستقل، وأنه الوحيد الذي سيشكل حكومة من دون حزب الله لأول مرة منذ العام 2005، وهو يستفيد من مرونة حزب الله معه، لكنه يصطدم بتمسك عون بشروطه للتأليف ومعارضته للتوجه السعودي والتمسك بدوره وما نص عليه الدستور وما تقرره الاكثرية النيابية وحفظ حقوق حلفائه المحليين والاقليميين وتكريس مرجعية بعبدا في التأليف في كل العهود، ولذلك فإن الحريري بانتظار تحرك أميركي بعد وصول بايدن مع فرنسا، والحديث مع طهران والسعودية لتمرير تسهيل التاليف دون غضب سعودي واقناع الأطراف المحلية بتقديم التنازلات، وعندها تبصر الحكومة النور بربع ساعة فقط، ومن دون ذلك الفراغ طويل حتى انجاز التسوية، ومن يصدق ان العرقلة نتيجة الثقة المفقودة او وزارة من هنا أو هناك فهو لا يعرف التاريخ اللبناني وصناعة الرؤساء والحكومات وكلها في الخارج منذ الاستقلال حتى الآن.

  • شارك الخبر