hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - أحمد عياش - النهار

شيعة لبنان إذا تغيّرت إيران؟

السبت ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٢ - 08:15

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

نظم "منتدى جنوبية" الخميس الماضي ندوة حول كتاب "الصندوق الأسود للانتخابات" لمؤلفه الدكتور علي خليفة الذي روى تجربته كمرشح للانتخابات النيابية الأخيرة عن دائرة الجنوب الثانية. وكانت الندوة التي قدَّم لها الصحافي علي الأمين وشارك فيها الدكتور حارث سليمان والإعلامية ديما صادق، بمثابة سبر أغوار عالَم الثنائي الشيعي، حركة "أمل" و"حزب الله".

تناولت الندوة ما سمّاه المتكلمون فيها "سردية" شائعة في بيئة الثنائي تقول "ان لا كيان للشيعة في لبنان قبل موسى الصدر، ولا مقاومة ضد إسرائيل قبل حزب الله". وقد أتاحت المداخلات الاطلاع على العالم الشيعي في لبنان قبل ان تكون هناك حركة أو ان يكون الحزب. فبالعودة الى تاريخ هذه الطائفة منذ بداية القرن العشرين، يتبين كم كانت متفاعلة مع حركات الاستقلال والعروبة والاشتراكية. كما يتبين كم كانت واسعة حركة التعليم التي دعمها الانتداب الفرنسي في كل أنحاء لبنان وتفنيد قصة مزعومة حول عبارة للزعيم الوائلي احمد الاسعد الذي عندما طلب منه الجنوبيون انشاء مدارس أجابهم: "عمّ علّملكم كامل" أي نجله الذي كان لفترة طويلة رئيسا لمجلس النواب. كما كانت اطلالة على ما قدمه العهد الشهابي للمناطق المحرومة عموما والجنوب والبقاع خصوصا.

هناك الكثير من المعطيات التي انطوى عليها كتاب "الصندوق الأسود" ومداخلات المتكلمين في الندوة. لكن ما يمكن التوقف عنده هو واقع الثنائي الشيعي الذي أظهر ثقل إستفادة حركة "أمل" من موارد الدولة من اجل ترسيخ الزبائنية السياسية، ما يجعل مصير الحركة مرتبطاً بهذه الموارد التي أوشكت الآن على النفاد. أما "حزب الله" الذي ظهر عمق ارتباطه بـ"فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، وخصوصا على المستوى المالي منذ حرب عام 2006، فهو اليوم أمام محكّ ما يجري في إيران من تحولات تضع الجمهورية الإسلامية على مفترق يعيد الى الاذهان مصير نظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979.

وفي أحدث المؤشرات الى وضع النظام الذي أسسه الامام الخميني قبل 43 عاما قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في حملة القمع ضد الاحتجاجات التي تشهدها إيران، في خطوة تهدف الى جمع أدلة تمهيداً لملاحقات محتملة. وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، "إن إيران تشهد أزمة متكاملة الأركان في مجال حقوق الإنسان، باعتقال نحو 14 ألفاً حتى الآن بينهم أطفال. هذا رقم صادم".

في موازاة ذلك، وتحت عنوان "الولايات المتحدة تدخل حقبة جديدة من المواجهة المباشرة مع إيران" أوردت صحيفة "النيويورك تايمس" تحليلا جاء فيه: "إن أمل بايدن في عودة الولايات المتحدة الى الصفقة التي أبرمت مع إيران عام 2015، والتي تخلى عنها الرئيس دونالد ترامب، قد مات تقريبا".
في العودة الى لبنان، السؤال الكبير: ما مصير الشيعة في لبنان إذا ما رحل النظام المتشدد في إيران وفقد الثنائي الظهير الكبير له؟ قد يبدو السؤال صادماً في بيئة انتفت فيها الأسئلة.

  • شارك الخبر