hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - عيسى بو عيسى - الديار

سباق محموم بين التكليف وموعد إنفجار المرفأ؟

الجمعة ٢٣ تموز ٢٠٢١ - 07:46

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

منذ اعتذار الرئيس سعد الحريري عن استكمال مهمّته بعد لقائه الأخير مع الرئيس ميشال عون، لم يطرأ أيّ جديد على المشهد، وبقيت المواقف تراوح مكانها، وجاء عيد الأضحى بكلّ استثنائيّته هذا العام ليجمّده رغم الحديث عن اتصالات نشطة خلف الكواليس بين رئيس التيار الوطني الحر الوزير السابق ​جبران باسيل وحزب الله، وبين غيرهما من الأفرقاء لا يُعتقَد أنّها أفضت، أو حتّى ستفضي الى شيء ملموس في القريب العاجل.

وتصف مصادر مطلعة على مجريات المشاورات أن الصورة العامة في البلاد ضبابيّة، في ضوء غياب أيّ معطيات عن توافق ممكن على شخصيّة رئيس الحكومة العتيد لتكليف شخصية جديدة لتشكيل الحكومة​​، خلفًا لمصطفى أديب ​ وسعد الحريري​، لعلّ الثالثة تكون ثابتة ، مع إعتراف هذه المصادر عن صعوبة كبيرة في عملية التأليف وليس التكليف فحسب، ذلك أن موقف رئيس الجمهورية من مسألة مراعاة التمثيل المتوازن وبعض خفاياه ليس من السهولة معالجتها مع أية شخصية سنية، بغض النظر عن العلاقة الشخصية النافرة والمتوترة بين الرئيس عون و الحريري، وتقول هذه المصادر أن أي رئيس مكلف لا يمكنه القفز فوق «نادي رؤساء الحكومات» ودار الفتوى والمراجع السنية مراعاة لرئيس الجمهورية، لكنها تتحدث عن ليونة ملموسة لدى رئيس الجمهورية حيال تسهيل تأليف الحكومة.

ولعلّ ما يعزّز هذا الاعتقاد بأن المشاورات يمكن تأجيلها، يتمثّل في وجود اختلاف في وجهات النظر والمقاربات حتى بين الحلفاء والأصدقاء يبدو أنّه لا يزال قائمًا، فرئيس التيار الوطني الحر مثلاً يبحث عن رئيس حكومة متحرّر من كلّ القيود ولو سُمّي في بعض الأوساط مرشح مواجهة، لا سيّما أنّ المطلوب هو التعويض سريعًا عمّا فات، والذهاب الى تجربة جديدة تحقّق تطلّعات العهد وأجندته بعيدًا عن كلّ أنواع الضغوط.

وفي موازاة إصرار الثنائي الشيعي على ممانعة تسمية أيّ رئيس حكومة لا يحظى سلفًا بتأييد وربما مباركة الحريري، ومن خلفه سائر زملائه في «نادي رؤساء الحكومات السابقين»، ومعهم المجلس الشرعيّ الأعلى، حتى يحظى الأخير بـغطاء الطائفة ، تلفت المصادر الى أن رئيس الجمهورية والنائب جبران باسيل يعرفان جيدا أوضاع البلد المنهار، وبالتالي إمكانية التعاون موجودة بشكل كبير، إنما هناك ثوابت لا يستطيعان القفز فوقها كما كان يجري في السابق، خصوصا لناحية تسمية الوزراء المسيحيين من قبل رئيس الحكومة بشكل كامل، لكن في المقابل هناك هامش إيجابي لدى الرئيس عون وباسيل يدور حول مسألة وحيدة: تسهيل التكليف والتأليف، ليس نكاية بالحريري ، وهذا أمر موجود، إنما أقله مراعاة متطلبات المجتمع الدولي وتشكيل حكومة ترعى الانتخابات النيابية المقبلة .

وتعتبر هذه المصادر أن تداول إسم السفير نواف سلام من قبل النائب باسيل لا يشكل موقفا حقيقيا من قبل الاخير، بمقدار معرفة موقف حزب الله الرافض لهذه التسمية، وهذا ما يعرفه باسيل بشكل واضح منذ الطرح لاول لإسم نواف سلام في تشكيل الحكومات السابقة، لكن باسيل «رمى» الاسم من أجل معرفة مرونة حزب الله تجاهه، وإذا ما كانت تغيرت مع التطورات الدراماتيكية التي حصلت في البلاد، وهناك أسماء طامحة أيضا كالنائب فيصل كرامي حيث يفضّل باسيل والعهد التعامل معه، فيما إسم الرئيس نجيب ميقاتي سوف يسميه الحريري والثنائي الشيعي والأرجحية له.

وتلفت هذه المصادر الى أن خيار تأجيل الإستشارات النيابية لا يمكن أن يدوم لفترة كبيرة، إنطلاقا من المسؤوليات التي سيتحملها كل فريق معطلّ حيال الناس الجياع والعتمة القادمة وفقدان الادوية، ويمكن أن تشهد الفترة الممتدة من الأول من شهر اّب المقبل تغييرا جوهريا في التحركات الشعبية، بل ستكون مفصلية يمكن أن تطيح بكل شيء مع الحتضيرات القادمة لإحياء الذكرى السنوية الاولى لتفجير المرفأ، وهذا ما يشكل سباقا حقيقيا بين تشكيل الحكومة أو الإنفجار الأخير، بحيث يمكن أن لا تمر على خير على خلفية مسألة رفع الحصانات التي يمكن أن تفجر الوضع بأكمله.

  • شارك الخبر