ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة
"سايكس بيكو" في مبنى العائلة!
السبت ٤ كانون الأول ٢٠٢١ - 05:49
لو طبقنا فحوى وروحيّة اتفاقية «سايكس بيكو» على مبنى تسكنه أنت وإخوتك واخواتك لحصلنا على المواقف والأوضاع التالية:
- إذا احترقت شقة أحد إخوتك فلا تساعد في إطفاء النار لأن ذلك ليس من شأنك، ولا تتدخل بإطفاء الحريق حتى تصل النار إلى بيتك فتُطفئها طبعاً لوحدك.
- إذا قام غريبٌ بالاعتداء على أخيك وطرده من شقته، فلا تناصره بل اذهب إلى الغريب وقدم له الحلوى واشهد زوراً بأنه يملك الشقّة، واقنع أخيك بقبول هذا الأمر الواقع لأن الغريب قوي ولا طاقة لنا به.
- إذا استجار أخوك بك لتنقذه من عصابة اقتحمت بيته وقتلت أطفاله، فلا تفتح له الباب وتجاهل صياحه واستنجاده بك، فلديك مشاغلك واهتماماتك وأولوياتك.
- إذا كان لديك خيرٌ كثير وأخيك مُعدم وأطفاله جوعى، فلا تعطه شيئاً لان أطفالك أولى بتلك النعمة حتى وإن كانت فائضة عن حاجتهم.
- إذا اختلفتَ مع أخاك لأي سبب من الأسباب فلا تذهب لأبيك ليحل المشكلة بل اذهب الى عدوكما للتحكيم بينكما حتى ولو زاد المشكلة تعقيداً.
- إذا حاول مجرم قتل أخيك وسرقة ماله ... فلا تدافع عنه بل قف مع القاتل لأن لديك معه مصالح تجارية واقتصادية متبادلة.
هذا ما فعلتهُ اتفاقية «سايكس بيكو» بنا... ولا ندري أي اتفاقيات جديدة تُبرم بالخفاء... وكأن الله لم يقل (إن هذه أمتكم أمة واحدة) (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، ولا نبينا قال: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعت له باقي الأعضاء بالحمى والسهر).
هذه الاتفاقية المشؤومة والحدود المصطنعة لم تُفرّقنا وتُشرذمنا وتُضعفنا فحسب، بل نزعت من نفوسنا النخوة والشرف والشهامة!
(منقول بتصرف، وبمنتهى الأسى)
عبد الفتاح خطاب
أخبار ذات صلة
