hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - زياد العسل - الديار

"حراك 17 تشرين" بين الوهم المريح والحقيقة المرّة؟ هل اضمحلّ وهج الثورة؟

الإثنين ٦ كانون الأول ٢٠٢١ - 07:20

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ينقسم الرأي العام اللبناني حول شتى عناوين المرحلة والاحداث المركزية كافة التي عصفت وما زالت تعصف في لبنان الذي كتب عليه بحكم موقعه الجغرافي في هذه المنطقة من العالم والأمة، أن يكون عرضة للهزّات والتأثر المباشر بكل ما يحدث في الأقليم، والصراع الجوهري والوجودي مع العدو الاسرائيلي الذي يرتب تداعيات كبيرة.
ولكن ورغم كل ما سبق، ثمة مشهد كوميدي تراجيدي يظهر، في اي مقاربة لأي تفصيل صغر أم كبر في السياسة اللبنانية، فالبطل القومي هنا، عميل «مأصل» هناك، والخائن هناك بمقياس هذه الجماعة او تلك، هو رمز تاريخي كبير يجب ان تنحت صوره على الصخور.

«حراك 17 تشرين» هو أحد العناوين المركزية التي ينقسم عليها اللبنانيّون بشكل واضح وجلي لا يقبل الشك، فالبعض اعتبر ان هذا الحراك هو لحظة مفصلية عظيمة في تاريخ لبنان يبنى عليها، ويمكن ان تكون مدماكاً لاقتلاع منظومة سياسية قتلت النفس اللبنانية وشرّدت اللبنانيين الى كل أصقاع الارض بحثاً عن وطن.وشريحة اخرى، ترى في هذا الحراك، انه من ناحية عناوينه يمثل عناوين هي محط اجماع عند ابناء الوطن، ولكن ثمة من دخل على هذه اللحظة التاريخية ليستثمر في السياسة والامن وتصفية الحسابات وتحقيق اجندات السفارات، وقد يصل البعض للقول، ان هذه اللحظة عينها كانت معدّة في مكاتب السفارات لتغيير المشهد اللبناني والتأليب والتحريض على جهات لتشويه صورتها واغتيالها سياسياً.

مسؤول العلاقة مع الاحزاب الوطنية في التيار الوطني الحر رمزي دسوم اكد لـ «الديار» ان التيار، ككثر من اللبنانيين، يأمل خيرا من الحراك لحدود الايام الثلاثة الأولى منه، حيث كانت الشعارات والكلام والصرخات التي تطلق هي صرخة الحراك النظيف الذي يشبه التيار من حيث الاهداف، ولكن البعض اخذ الحراك لمكان آخر، من حيث الارتهان والارتباط مع السفارات في كل لبنان، فالأموال الهائلة التي اغدقت تثبت أن ثمة قائد يدير الحراك،ولكنه فيما بعد اخطأ وفشل.

واشار الى ان شعار «كلن يعني كلن» شعار ظالم، والتيار الوطني الحر على سبيل المثال لا يمكن ان يكون في موقع الفساد، ولم يستطيعوا ان يثبّتوا نقطة فساد او اختلاس، ورئيس الجمهورية عندما دعا الحراك، او «الثورة» كما يسمونها، للحوارمن خلال وفد أو نواة لم يلبوا، وهذا امر آخر مشبوه، وقد تجلى الاخفاق في نقابة المحامين ولا تأثير في صندوق الاقتراع، وكل ما يشاع ليس سوى وهم طالما ان هذه المجموعات لن تتوحد وليس لديها قوة تغييرية حقيقية في لبنان، فالأحزاب ما زالت قابضة بقوة على المشهد السياسي والنقابي، وبالمختصر من يسمون انفسهم «ثورة» فشلوا بسوء ادارتهم وارتباطاتهم الخارجية الواضحة.

منسقة اللجنة الاعلامية لمجموعة «ثوار راشيا» نور بركات قالت لـ «الديار» أن 17 تشرين هو يوم مفصلي في تاريخ لبنان الحديث، لانه فرز لبنان بين مجموعتين، المنظومة الحاكمة والمجموعات التغييرية، ووفق ما رأينا في النقابات اتضح انهم يتوحدون ويتحالفون عكس الخداع الذي يمارسونه على الناس بالعموم والمسرحية انهمفي موقع الخصومة، وثمة امل كبير في اعادة انتاج المشهد في صناديق الاقتراع والتغيير.

ففي راشيا، وفق بركات، لم يكن ثمة وجود لمجموعات تغييرية قبل 17 تشرين، ومن خلال العمل التنظيمي بدأ الكثير من الناس بالانضمام الينا، وهذا يعكس ان ثمة رغبة كبيرة عند الناس للانقضاض على هذه المنظومةالسيئة الذكر، وقد رأينا الترجمة لذلك في النقابات، وفي انتخاب برلمان الشباب من قبل «مؤسسة اديان»، حيث فاز مرشح «الثورة» بوجه مرشح السلطة، ونحن قد فرضنا وجودنا في لبنان ككل وراشيا خصوصاً،واكدت بركات ان كل محاولات «الشيطنة للثورة» لن تنفع، لان هذه المحاولات سببها فشل المنظومة وقلقها من المحاسبة ومعرفتها بما اقترفت،لذلك تذهب هذه المنظومة لهذا الكلام المضحك المبكي.

  • شارك الخبر