hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - رمال جوني - نداء الوطن

القراءة على "البسطة"... لا أحد يسأل عن اللوز والفريز!

الخميس ٩ نيسان ٢٠٢٠ - 07:20

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ما زالت الإجراءات الأمنيّة تأخذ حيّزاً من إهتمام المواطن في منطقة النبطيّة. الإلتزامُ بقرارِ المفرد والمجوز، بدا جليّاً، إذ خفّت حركةُ السّير بشكلٍ ملحوظ، فالمواطن يخشى محضر ضبط الـ50 ألفاً أكثر من خوفِه من "كورونا".

وحده بائع اللّوز والفريز يتحدى "كورونا"، يجلس على كرسيّه يطالع كتابه المعتاد، ويراقب عناصر القوى الأمنية في تطبيقها قوانين الوقاية الصحيحة. يحاول أبو علي أن يستثمر وقته بالقراءة وهو ينتظر زبوناً عابراً يشتري من بسطته. الستيني الذي يجلس عند ناصية الطريق قرب تمثال حسن كامل الصباح، يتحدى "كورونا" بالقراءة، يواجه الأزمة بالثّقافة، فيبدو كمن يصوغ خريطة طريقٍ ليوميّاته المثقلة بالفراغ، فلا أحد يسأل عن اللوز والفريز، ولا من يشتري على الإطلاق. وضع مجموعة كتب داخل صندوق محاذٍ لفاكهته. هي مكتبته الصغيرة ورفيقته اليومية. صحيح أن لا علاقة للفاكهة بالكتاب، ولكنه خلق رابطاً وثيقاً بينهما. يتّكل على "البسطة" لينتج قوته اليومي. ومع "كورونا" تراجع الحال، بالكاد يسترزق ببيع كيلو لوز، فالناس بنظره تبحث عن السلع الغذائية، وتستغني عن الفاكهة، ويقول: "إنَّنا في زمن التقشف، لا ضير إن قلنا أن الناس تساووا"، أكثر ما يقلقه "الغلاء الفاحش وعجزه عن شراء ما يحتاجه، من مواد تموينية، يقرّ أنّه بات عاجزاً عن شرائها من السوبر ماركت"، وبمنظوره "الناس تدير الأذن الطرشة للغلاء"، فماذا يحصل في السوبر ماركت؟

سيدات، شابات، رجال، كلّ أتى على عجلة من أمره، لشراء ما يحتاجه لزوم الحجر المنزلي، بعضهم إقتصر شراؤه على الضروريات، وآخرون ذهبوا باتجاه الشوكولا والحلوى والمقرمشات، ولا أحد يقاطع البضائع ذات السعر المرتفع، إذ تفضلها السيدات على السلعة الرخيصة، وهناك من يستدين ليشتري الكماليات، على قاعدة "يسددها حين تعود حركة الحياة لطبيعتها".

بين طرقات السوبر ماركت الضيقة، التي اتّخذت معايير الوقاية عند بابها، فحص حرارة، معقم وكفوف، وتغيب المسافة المفترضة بين الزبائن، تتلاصق الأجساد في أحيان كثيرة. وعند كل رف رفعت ورقة صغيرة "لا يحق لك أكثر من قطعتين"، وفي زاوية أخرى رفعت ورقة أخرى تذكرهم بضرورة اتخاذ مسافة المتر بين كل شخص وآخر. وينظر أحدهم اليها بلامبالاة ثمّ يمضي في تسوّقه، على عكس السيدة الملاصقة له التي قررت أن تراعي السلامة الوقائية، تتأفف من الإزدحام وعدم النظام، فهي تخشى تفشي الوباء وتقول: "قد يكون أحدهم يحمل الفيروس".

  • شارك الخبر