hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - فاطمة شكر - الديار

الصراع الدولي والإقليمي حول الخرائط النفطية والمائية في المنطقة

الثلاثاء ١٤ كانون الأول ٢٠٢١ - 07:34

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لاتزال المفاوضات الإيرانية - الأوروبية مستمرةٌ، على الرغم من الأجواء السلبية التي أحاطت بمفاوضات الملف النووي الذي جعلته الدول الثلاث ( فرنسا- ألمانيا - بريطانيا) معقدة. وفي المعلومات، فإنَّ التشدد الفرنسي والألماني والبريطاني، إضافةً الى الضغط الأميركي يقفُ خلف هذا التعثر والتقدم، في ظل الحرب الكلامية بين إيران و»إسرائيل» عن حربٍ عقب بدء هذه المفاوضات. ناهيك عن التهديدات المباشرة للعدو الإسرائيلي وأميركا ، بضرب إيران عسكرياً.

علماً أن هذه التهديدات قد زادت في الآونة الأخيرة، مع عودة المفاوضات النووية في فيينا. وكان قد أعلن مسؤولون عسكريون وسياسيون «إسرائيليون» أن هناك خطةٌ من أجل تنفيذ هجومٍ عسكريٍ ضد المنشآت النووية في إيران، وتُعتبرُ القدرة الصاروخية الإيرانية قد مرت بمسار تاريخي طويل، إمتدَّ من آذار عام ١٩٨٥ وصولاً حتى اليوم.

فيما صرح نائب رئيس أكاديمية علوم الصواريخ والمدفعية الروسية العقيد قسطنطين سيفكوف، أن إيران واحدةٌ من أكبر أربع دول مصنعة لأنظمة الصواريخ في العالم، وهي قادرة على أن تجعل «إسرائيل» مكانًا غير صالح للعيش في حال لو اندلعت الحرب.

وأمام هذه الحرب الكلامية والتصعيد الإيراني – «الإسرائيلي» ستعملُ الولايات المتحدةُ جاهدةً على إفشال المفاوضات في فيينا، وهو ما أثار ريبةَ المفاوضين الإيرانيين بسببِ مسارِ المفاوضاتِ الذي يميل الى التعاطي الغير منطقي بمعالجة بعض الملفات.

المقترحات غير الواقعية التي اتهمت ألمانيا طهران فيها ، والتي أشارت فيها الى أن ايران انتهكت كل التسويات خلال أشهر المفاوضات ، قابلتها فرنسا ببيانٍ لوزير خارجيتها جان إيف لودريان، يقول فيها أن المؤشرات من الجانب الإيراني غير مشجعة ومرضية، ويؤكدُ أن الإيرانيين يعملون بشكلٍ بطيء من أجل تأجيل المحادثات.

موقفُ بريطانيا جاء واضحاً فقد وصفت وزيرة خارجيتها ليز تراس بأن مفاوضات فيينا هي الأخيرة لإيران وعلى إيران أن تتقيد بالشروط.

كل هذه الأجواء السلبية انعكست على مسار التقدم في المفاوضات ، فقد أشار كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري الى أن الدول الثلاث فرنسا وبريطانيا وألمانيا توقفت عن المحادثات من أجل التشاور فيما بينها وأخذ الضوء الأخضر من الولايات المتحدة.

دون شك، وبالرغم من التعطيل الحاصل في المفاوضات الايرانية - الأوروبية في فيينا ، فإن الأمور تتجه باتجاه تسويةٍ للحد من النزاع، وإعادة تصويب الأمور وإحياء المفاوضات ، لما لها من مصلحةٍ دولية بين الأفرقاء كافة، لا سيما الرئاسة الفرنسية التي تسعى جاهدةً الى إعادة وإحياء المفاوضات، خاصةً أن المصلحة الفرنسية تبقى في تعزيز وضعها في المنطقة بالرغم من القساوة الأميركية تجاهها، والتي تريدُ أن تبقي دولة فرنسا ضعيفةً في المنطقة هي ومحيطها الألماني والبريطاني، ولكن بشكلٍ متفاوت وحسب النظرة الأميركية لكل دولةٍ منفردةٍ على حدا.

من هنا، يرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أهمية الدور الفرنسي في المنطقة، بما فيها المفاوضات مع إيران التي تحصل في فيينا، إذ إن الترشح الفرنسي لرئاسة الإتحاد الأوروبي يعزز من إحتمالات حاجتها الى تلك الملفات الشائكة في المنطقة، لا سيما التي تحصل في فيينا، وهي في المقاربة تأتي مع حصول الإنتخابات الرئاسية في فرنسا، كما أن ذلك يؤهل تعزيز الوضع الأوروبي، بكل أشكاله الجيوسياسية، والديموغرافية الحاضنة للخارطة النفطية والمائية في المنطقة.

  • شارك الخبر