hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - د - الديار

الراعي وماكرون يُصرّان على مواصلة الجهود لتسريع التأليف

الأربعاء ٣٠ كانون الأول ٢٠٢٠ - 06:53

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

استمرّ الجمود الحكومي في فترة عيد الميلاد المجيد، وهو مرشّح لأن يستمر الى ما بعد بدء العام الجديد 2021، رغم كلّ المحاولات الحثيثة التي قام بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لدفع عملية التأليف الى الأمام في الوقت الذي وصلت فيه نسبة الفقر في لبنان الى أعلى درجاتها (55%). فهل القرار بتأليف الحكومة لا يزال خارجيّاً، أم يُمكن للبنانيين أن يتفقوا ويُشكّلوا حكومة قبل تسلّم الرئيس الأميركي جو بايدن مقاليد السلطة في الولايات المتحدة الأميركية سيما أنّ سياسة هذا الأخير، على ما يبدو، تجاه منطقة الشرق الأوسط ولبنان تحديداً لن تكون أفضل من سياسة سلفه الرئيس دونالد ترامب؟لا يتوقّف الجمود فقط على مغادرة الرئيس المكلّف لبنان في زيارة عائلية الى الخارج خلال فترة الأعياد، على ما تقول أوساط ديبلوماسية عليمة، إنّما على أنّه ليس هناك من قرار سياسي واضح وسريع لتأليف الحكومة في ظلّ استمرار المراهنة على وصول بايدن الى البيت الأبيض. ولهذا لم نجد أي تحريك لهذا الجمود، حتى وإن كانت نتائج اللقاءات التي حصلت بين الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون، قيل عنها إنّها إيجابية وتؤشّر الى إمكانية ولادة الحكومة (قبل عيد الميلاد). في الوقت الذي سيستفيد فيه الحريري، بحسب المعلومات، من فرصة وجوده في الخارج ليُعرّج على الإمارات العربية، وعلى السعودية، ليقضي ليلة رأس السنة في باريس مع أفراد عائلته، وقد يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تماثل للشفاء من وباء «كورونا»، أو من ينوب عنه خلال وجوده في العاصمة الفرنسية لأيّام، وخصوصاً أنّ ماكرون كان سيزور لبنان عشية عيد الميلاد للإطلاع من المسؤولين عن كثب على مسار تأليف «حكومة المهمّة» وقد ألغى كلّ رحلاته ومن ضمنها زيارته للبنان بسبب إصابته بكورونا.

ورغم أنّ البطريرك الراعي قد أنذر جميع معرقلي تأليف الحكومة من قريب أو بعيد بأنّهم يتحمّلون وضع جميع المؤسسات الدستورية على مسار التعطيل الواحدة تلو الأخرى، فإنّ أحداً من المسؤولين الذين سبق وأن التقاهم قبل الأعياد بهدف التسريع في تأليف الحكومة، على ما لفتت الاوساط، لم يقم بأي خطوة ملموسة في هذا الإتجاه. غير أنّ البطريرك الراعي، على ما وعد لن يتوقّف عن استكمال مسار الدفع نحو التشكيل سريعاً لإنقاذ البلاد من الوضع الإقتصادي والإجتماعي المتردّي الذي ينوء تحته الشعب اللبناني.

مصادر «تيّار المستقبل» أكّدت أنّ الإدعاءات والإتهامات التي قدّمها قاضي التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت وتناولت رئيس حكومة تصريف الأعمال وثلاثة من الوزراء، والتي يُفترض أن تُستأنف في 4 كانون الثاني المقبل، في حال لم يتمّ رفع يدّ صوّان عن التحقيق وتكليف قاضٍ آخر، على ما يجري التداول به، هي التي حرفت الأنظار والجهود عن مسار تأليف الحكومة الموعودة. ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه المجتمع الدولي عبر المبادرة الفرنسية تشكيل «حكومة المهمّة» لستّة أشهر وبالإصلاحات الضرورية اللازمة، وتضع البلد على سكّة الإنقاذ وتُعيد إعمار ما تهدّم في بيروت، توجّهت الأنظار نحو استهداف فئة معيّنة بعينها وموقع سياسي بعينه، الأمر الذي عقّد الأمور مجدداً.

علماً بأنّ عائلات الشهداء والضحايا والجرحى فضلاً عن تلك المنكوبة التي تهجّرت من منازلها التي لن تعد صالحة للسكن، تُطالب المسؤولين بالكشف السريع عن حقيقة ما جرى في مرفأ بيروت، وكيف تمّ التفجير، ومن يتحمّل مسؤولية تخزين المواد المتفجّرة ولمصلحة من الخ... وهي تدعم خطوة القاضي صوّان باتهام الرؤوس الكبيرة، وعدم الإكتفاء بزجّ بعض الموظّفين الصغار في السجن.

وتقول الأوساط نفسها انّ تطييف أي خطوة قضائية واعتبارها تستهدف فئة معيّنة دون الأخرى، هو الذي يُعرقل تشكيل الحكومة وليس الخلاف على حقيبة الداخلية أو الخارجية أو الدفاع أو سواها. أمّا تمسّك كلّ فريق بحساباته السياسيّة فهو الذي سيُبقي لبنان من دون حكومة على المدى المنظور، فيما إصرار البعض على تشكيل حكومة من السياسيين من شأنه فرط عقد البلد المتراخي اساساً، سيما إذا ما استمرّت الخلافات قائمة بين الأفرقاء.

غير ان الاوساط، أكّدت أنّ الرئيس ماكرون مصرّ على عدم ترك لبنان يُصارع المجهول، ويريد أن تُبصر الحكومة النور في أسرع وقت ممكن، لكي يتمكّن من حثّ المجتمع الدولي على الإستمرار بمساعدة لبنان وحصوله بالتالي على قروض وأموال «سيدر» لإنجاز المشاريع المقرّرة. فيما عدم التشكيل والإبقاء على حكومة تصريف الأعمال لما تبقّى من عهد عون من شأنه أن تكون له انعكاسات سلبية جدّاً وخطرة جدّاً على الوضع العام في البلاد.

فصحيح أنّ الوضع الإقتصادي والنقدي سيىء جدّاً ويزداد سوءاً ولكن لا يزال بالإمكان، على ما أشارت الأوساط، أن تقوم الحكومة المنتظر تشكيلها بتحقيق خارطة الطريق التي من شأنها إعادة النهوض بالبلاد بدلاً من الإستمرار في الإنحدار نحو الهاوية. أمّا إذا لم يتمّ تشكيلها بسبب استمرار الخلافات الداخلية والمراهنة على التغيير في الإدارة الأميركية فمن شأنه أن يزيد الأمور تعقيداً، وقد يغسل ماكرون يده من إصلاح البلد رغم أنّه صبر كثيراً على المسؤولين وقدّم اقتراحات عديدة ولا يزال يُقدّم ما يُمكنه من نصائح قد تكون ناجعة لإخراج البلاد من المأزق الحالي.

وشدّدت الاوساط، على أنّه لا بدّ وأن تكون هناك رغبة لدى المسؤولين بالتوافق على تشكيل الحكومة الجديدة، وأن يقوموا بالتنفيذ على هذا الأساس، لأنّ الفقر والجوع والبطالة التي وصلت الى أعلى مستوياتها في لبنان قد تؤدّي الى المزيد من العنف الإجتماعي أي الى المزيد من السرقات والجرائم بهدف سدّ الجوع.

  • شارك الخبر