hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - قاسم قصير - اساس ميديا

الجماعة الإسلامية و"كتلتها النيابية"

الخميس ١٦ كانون الأول ٢٠٢١ - 06:24

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في العام 1992، كان للجماعة الإسلامية كتلة نيابية "حرزانة": 3 نواب، فتحي يكن في طرابلس، أمينها العام السابق، وزهير العبيدي في بيروت، وأسعد هرموش في عكّار. كان هذا انتشاراً كبيراً يعتبر مشروعية كبيرة، بين عواصم السنّة الثلاثة، بيروت وطرابلس وعكّار. كان ذلك بعد انتهاء الحرب الأهلية، وقبل بزوغ "عاصفة" الرئيس رفيق الحريري على الساحة السنيّة، من الشمال إلى الجنوب والبقاع، مروراً ببيروت.

تراجعت الجماعة، حتى خسرت آخر نوابها في انتخابات 2018، عماد الحوت الذي حاز على 3938 صوتاً فقط في بيروت. ومنذ ذلك الحين، تضاربت أسهم "الإخوان المسلمين" في المنطقة، و"الجماعة" مرتبطة فكريّاً بتيارهم، وصولاً إلى تراجع الحملة على الإخوان في الأشهر الأخيرة، مع إعادة ترتيب العلاقات بين تركيا وقطر (الداعمتين لحركة الإخوان) وعدد من الدول العربية والإسلامية، مع أنّ فشل أو تراجع الحركات الإسلامية في عدد من الدول العربية قد ينعكس سلباً على موقع ودور الجماعة في لبنان.
في البداية لا بدّ من الإعتراف أنّ "الجماعة" منتشرة في كل المناطق اللبنانية، ولديها كتلة انتخابية ثابتة. لكنّ الأهم أنّها عاجزة عن تأمين حاصل انتخابي، وحدها، في أيّ دائرة.

اليوم تنتظر "الجماعة" قرارين قبل تحديد تحالفاتها: موعد إجراء الانتخابات النهائي الذي ستحدّده السلطات اللبنانية، وقرار الرئيس سعد الحريري خوض الانتخابات من عدم خوضها.

أما في حال عدم خوض تيار المستقبل المعركة الانتخابية، فإنّ ذلك سيترك فراغاً كبيراً في الساحة السياسية وسيؤدّي إلى عقد تحالفات جديدة، كما تقول مصادر "الجماعة"، التي "تمتلك علاقات قويّة مع مختلف التيارات الإسلامية، ويمكن أن تتعاون معها مجدّداً، كما حدث عام 1992 حين حصلنا على ثلاثة مقاعد".

هل بدأت الماكينة الانتخابية؟

عملياً بدأت الجماعة الإسلامية الاستعدادات في كلّ المناطق. البداية من مشاورات تنظيمية لاختيار المرشّحين في كلّ المناطق، والبدء بالتواصل مع مختلف الأطراف السياسية والحزبية لدراسة التحالفات الممكنة.

تكشف مصادر قيادية في الجماعة لـ"أساس" أنّه "منذ أسابيع بدأنا عقد مؤتمرات واجتماعات داخلية وتنظيمية لاختيار المرشّحين في مختلف المناطق اللبنانية في ضوء ما يقرّره أعضاء الجماعة في كل منطقة ومن خلال دراسة كلّ المعطيات المتوافرة والاستفادة من التجارب الانتخابية السابقة".

وتضيف المصادر أنّه "لا قرار حاسم حتى الآن، سواء على صعيد الترشيحات أو على صعيد التحالفات السياسية والانتخابية، لا حاليّاً يتمّ التواصل مع مختلف الأطراف اللبنانية، وليس هناك مواقف مسبقة، فالتواصل مع تيار المستقبل قائم ومستمرّ، وهو ينتظر قرار الرئيس سعد الحريري على صعيد خوض الانتخابات. وبناءً على هذا القرار تدرس الجماعة إمكانية التحالف مع المستقبل. وفي الوقت نفسه هناك اتصالات مكثّفة مع الحزب التقدّمي الاشتراكي لبحث التعاون معه في أكثر من دائرة، وخصوصاً في منطقة إقليم الخروب. وهناك مجال كبير للتعاون في دائرة الشوف. أمّا حزب الله فالاتصالات به واللقاءات معه تكثّفت خلال السنوات الأخيرة، ولا شيء يمنع التعاون مع الحزب، لكنّ ذلك مرتبط بالأوضاع الانتخابية والسياسية عند انطلاقة المعركة الانتخابية".

ترفض المصادر الحديث عن أسماء المرشّحين حالياً أو تحديد القرار النهائي على صعيد تبنّي أيّ مرشّح "لأنّ ذلك يعود إلى الهيئات القيادية في الجماعة وإلى المؤسسات الشوريّة داخل الجماعة، فهي صاحبة القرار. والوضع الداخلي اليوم متماسك، ولم يعد هناك أيّة إشكالات تنظيمية أو داخلية كما جرى في العام 2018 وأدّى إلى تشتّت أصوات مؤيّدي الجماعة في أكثر من دائرة انتخابية".

فهل تنجح الجماعة الإسلامية في تجاوز الأخطاء الماضية وتستعيد زخم حضورها السياسي والشعبي وتعود إلى مجلس النواب اللبناني؟ أم الحصار والتضييق اللذان عانت منهما في السنوات الماضية سيستمرّان ويمنعانها من القيام بتحالفات قوية تدعم معركتها الانتخابية؟ وهل يكون العام المقبل هو عام التعويض عن خسارات الأعوام الماضية؟

  • شارك الخبر