hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - عيسى بو عيسى - الديار

الإنتخابات المسيحية... ونسل الأغراب!؟

الخميس ١٤ تشرين الأول ٢٠٢١ - 07:21

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حال اللبنانيين اليوم حسب التوصيفات التي رافقت عيشه منذ عشرات السنوات يمكن تلخيصها بالمقولة التالية : كلما حاول الصعود الى قمة تتراءى له كل القمم ! من فقر وعوز وسرقة أمواله والغلاء اللصوصي الذي يمارسه التجار والمحتكرين ... حتى جاء بالامس مسألة المرفأ وسقوط طائرة مدنية في بحر بلدة حالات وإنعدام معرفة مصير ركابها.

ويعجز مصدر سياسي عن إعطاء صورة ولو مهشمة بإنتظار ما هو أدهى منها ليقول : عن أي إنتخابات يتحدث أهل السلطة ومعارضيهم، حيث تراهن ما يسمى بالمعارضة على تسلم السلطة ! ولكن هل بقي في لبنان إدارة يمكن إستلامها أو مؤسسة غير «مضروبة» حتى النخاع ؟ وإذا كان التعويل على الحراك المدني، فهو بحد ذاته مضروب ومنقسم الى عشرات المنظمات والهيئات وكل يغني على ليلاه ، ويتحدث هذا المصدر عن البلاء الذي أصاب هؤلاء، وكأن انفلونزا ضربت البلد بكامله لتتساوى أعمال بعض الحراك برجال السلطة الذين يفتشون عن «تنفيعة» من هنا أو هناك ... وهذا هو الواقع الاليم !!

ويضيف المصدر أنه بخلاف الانقسام الحاد الحاصل على الساحة المسيحية إنتخابيا وسياسيا على قضايا لم يستطع المواطن العادي سبر أغوارها ومعرفة ماهيتها ... سوى أن القادة المسيحيين مختلفون بشكل عامودي على إستلام السلطة، فيما الشعب المتواجد على الخط الافقي يجمعه عار الحاجة والفقر وفق الدرجات نفسها ، لكن هؤلاء بالذات ما إن يحصل إستحقاق من هنا أو مناسبة يسارع الى حمل بيارق الاحزاب والتيارات ويتناسى جوع أولاده أو عمليات الإعادة لمشاهد الذل التي جرت بين فريقين أساسيين هما التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية !

ووفق مقولة «حيث تكون الجيفة تجتمع النسور»، يؤكد هذا المصدر أن الجيفة صاحبها معروف، فيما القادة النسور تتحكم بهم التخمة من لحم هؤلاء ، وليس هناك من هامش للوعي، فالقواتي هو قواتي والعوني سيبقى على ما هو ، وكل هذا الإستقواء على بعضهم البعض، وطبعا مع حزب الكتائب، يجري تحت مظلة الإستزلام للأقوياء من شركائهم في الوطن ، حيث يقدمون لهم هدايا الإنتصارات الوهمية على بعضهم البعض طمعا» بوشوشة من هذا الفريق أو ذاك مع مضامين الوعود بالصعود نحو بعبدا !! وفي النتيجة وكالعادة، يرى المصدر، تقع الوقيعة بين المسيحيين وتتم عملية إستبدال الوعود وإهمال الوشوشات ورميها في سلة المهملات، وتبدأ من جديد عملية رحيل وهجرة جديدة تنخر الجسد المسيحي.

وها هي الانتخابات النيابية المقبلة تدور معاركها بشكل كبير في المناطق المسيحية كما هو معروف .. والسبب الواضح لهذا التقاتل زيادة نائب من هنا أو خمسة من هناك، لتقديم «الزعيم» على طبق يشبه النحاس الى أهل الربط والحل الحقيقيين في لبنان ، ومن يلاحظ كمية الحقد والضغينة على وسائل التواصل الاجتماعي بين المسيحيين يظن للوهلة الاولى أنها من النوع الذي إرتضته القوى المسيحية وهو كناية عن كذبة سياسية مغمسة بالديموقراطية الهشة وفق التالي : « التنوع ضمن الوحدة « !! أي تنوع هذا الذي لم يبقي حجر على حجر؟ أما الوحدة فهي وحدة فقر الحال والبغض على حد سواء ، فيما حقيقة الامر أن الخلاف المسيحي- المسيحي متجذر وعميق تحت شعارات واهية وفق النمط الغربي ، ويسأل المصدر عن نهاية هذا الأفق المظلم في حياة المسيحيين في لبنان والشرق تحت مسميات منمقة ومضللة، ذلك أن الواقع يشي بالكثير من اللؤم والخداع، وكل بيت مسيحي منقسم على نفسه دون أن تتم عملية حفظ التاريخ المليء بالدم والقتل، ولم يتسنى حتى الساعة للمسيحيين أقله دراسة مراحل آلامهم، لكنهم مصرون على جلد الذات دون الإتعاظ من أية موقعة ؟

ودون تحديد الاسماء، يقول المصدر، يجري الاستحقاق الانتخابي بين المسيحيين في الأقضية من جزين الى بشري مرورا ببعبدا والمتن وكسروان وجبيل والبترون والكورة وزغرتا !! وكل فريق إن لم يتسنى له إيجاد غريم مسيحي له يعمد الى «إختراع» عدو، شريطة أن يكون مسيحيا !! ، فيما معظم دوائر المسلمين في لبنان، هناك حد أدنى من التوافق بين الدروز والشيعة والى حد ما بين أهل السنة ، بإستثناء المناطق المسيحية التي تتحضّر لمعارك طاحنة وكاسرة ، وكأن الفائز بها أو بالبعض منها سيتّوج زعيما» على المسيحيين ... لكن هل سيبقى من الطائفة المسيحية ناس وبشر كي تتسلطون عليهم ، بعد أن تم قتل قسم منهم وتهجير القسم الآخر وهجرة ما تبقى ، ليطلق عليهم هذا المصدر عن وجه حق أو بشكل مقارب : يبدو أن المسيحيين أصبحوا من نسل الأغراب !!

  • شارك الخبر