hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - يارا حرب - الديار

الإعلام الكاثوليكي: الأماكن المقدّسة مُخصّصة للصلاة

الجمعة ٤ حزيران ٢٠٢١ - 07:50

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لطالما اعتدنا رؤية المسلمين والمسيحيين يصلون معاً وبكل ايمان سواء في مزار سيدة لبنان أو أمام ضريح مار شربل والقديسة رفقا والكنائس كافة، ولكن أن يحاول البعض التشويش وادخال الاكل والشرب وشتم الرموز المقدسة للاستفزاز، فهذا أمر غير مقبول.
ظهر الأحد الماضي وقع إشكال كبير داخل حرم مزار سيدة لبنان حريصا، بين أمن المزار ومواطنين. وفي التفاصيل، أن الزوار أصروا على تناول الطعام في باحة المزار، ما دفع برجال الأمن الى الطلب منهم مغادرة المكان، وبعد أن منعهم الامن من تناول الطعام في باحة سيدة لبنان حاريصا، شتموا رموزا دينية، الأمر الذي أدى الى تضارب وتدافع، سرعان ما تتطور الى إشكال وطردهم الى خارج الباحة وحالة غضب كبيرة. وهنا لا بد أن نتساءل هل ما حصل كان مفتعلاً ؟ وهل هناك نفوس مريضة تقف وراءه لاحداث فتنة طائفية؟! أم أنه كان تصرفاً طائشاً وأحمق من «ولاد بلا مخ»؟!

للوقوف على رأي الكنيسة بكل ما حصل، اكد الأب عبدو أبو كسم، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام ل»الديار»: «الاماكن المقدسة هي اماكن مخصصة للصلاة والاحتشام والهدوء، وهذا مكتوب ومدوّن في التعليمات عند الدخول الى أي مزار او كنيسة، وسيدتنا مريم العذراء نؤمن بها كمسيحيين، كما لديها المقام المقدس لدى المسلمين ايضا ، وهناك عدد كبير منهم يقومون بزيارة كنائس ومزارات السيده العذراء بكل ايمان، ويأتون سواءً من لبنان او ايران او الاردن او سوريا او اي من الدول العربية، و»ما حدا بيجي صوبن» او يعترضهم اذا كانوا فعلاً يصلون. اما خارج الاطار المطلوب سواء لناحية الصلاة أو الحشمة أو أي من القوانين الواجب الالتزام بها، فعندئذ من الضروري ان يتم التدخل لوقف الموضوع. ولكن بالنسبة للاشكال الذي حصل، فلا يجب ان يأخذ بعداً مذهبياً او طائفياً! ولكن ما حصل هو طبعاً امر مستفز، فمزار سيدة لبنان حريصا او اي كنيسة أو مقام ديني هو مكان مقدس ليس للتنزه أو للاكل والشرب، انما للتأمل والصلاة والخشوع وله قدسيته، وبالتالي، فاي شخص يريد ان يزوره يجب ان يحترم القوانين بغض النظر عن ديانته او لونه، فلا احد يتعرض له اذا كان فعلاً يصلي، والناس الموجودون انفعلوا في البداية مما حصل قبل الامن ، فاي شخص يخرج عن القواعد ويتخطى الحدود ويُحضر الطعام الى باحة المزار كان ليحصل معه الاشكال نفسه، حتى لو كان مسيحياً ! ومن اراد ان يستثمر في هذا الموضوع يكون قد ابتعد كثيراً عن ذهنية المكان!»

وعما اذا كان ما حصل مجرد حادث أم أمراً مقصوداً ومفتعلاً، أجاب أبو كسم: «لا ندري ما اذا كانت مجرد فرضية ان ما حصل كان مفتعلاً ومقصوداً لافتعال المشكل ام انه مجرد حادث وحصل! فحريصا معروفة هويتها، وأي شيء أو حادث يحصل فيها سيأخذ بعداً طائفياً، ولكن فلنعتبر انها كانت مجرد حادثة وحصلت ونغلق الموضوع ونطويها. ومن يدخل يجب ان يعرف نفسه انه يدخل الى مكان صلاة وليس الى منتزه، وهناك قواعد خشوع واحتشام وصلاة يجب عليه الالتزام بها، الا اذا اتى بنية افتعال مشكل فعندئذ تكون القصة مختلفة».

هذا وقد تواصلت «الديار» مع العديد من المراجع الكنسية والروحية، ولكنهم رفضوا التعليق على الموضوع والادلاء باي تصريحات وخاصةً انهم كانوا مستنفرين مما حصل.

في سياقٍ متصل، وبعد «الفيديو المتداول والذي تخلله تضارب وشتائم أصدر الأب فادي تابت رئيس المزار وإدارة مزار سيدة لبنان - حريصا بياناً جاء فيه: «بعد النجاح الكبير الذي حققه مزار سيدة لبنان في مناسبة «الماراتون العالمي المريمي»، ورفع اسم لبنان عاليا كأرض للصلاة وشعب يؤمن بالتعددية والعيش المشترك، فوجئنا بانتشار فيديو يظهر خلافاً حصل بين أحد المؤمنين وبعض السياح العرب، بسبب عدم احترام قدسية المكان ونظام المزار، مما استدعى تدخل أمن المزار فتطور الاشكال الى تدافع بالأيدي». وتابع البيان: «قد نسب في مقدمة الفيديو كلام وضع على لسان الأب فادي تابت، رئيس المزار، مهين بحق الاخوة المسلمين. لذا يهم إدارة المزار أن توضح ما يأتي: تستنكر الإدارة جملةً وتفصيلاً، العنوان الذي وضع للفيديو المذكور وزج اسم الأب الرئيس فيه، وتؤكد أن ما ورد من كلام مسيء ليس من أخلاقياتنا».

وختم البيان بالتوجه الى وسائل الاعلام بالقول: «إذ يشكر الاباء وسائل الإعلام لبثها الروح الإيجابية بين رواد التواصل الاجتماعي، يدعون المتتبعين لهذه الوسائل أن يكونوا دعاة سلام لا تفرقة، في خضم هذه الظروف الصعبة التي يجتازها الوطن، ويطلبون من الرب الإله، بشفاعة سيدة لبنان، أن يحفظ هذا البلد وشعبه في المحبة والاخوة والسلام.»

  • شارك الخبر