hit counter script

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - نبيه البرجي - الديار

إذا حلّت الصين محلّ أميركا

الخميس ٩ كانون الأول ٢٠٢١ - 07:30

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

"هل حقاً أن الأجهزة الصينية عثرت على صورة مارلين مونرو في غرفة نوم ماو تسي تونغ ؟ هذا يجعلني أتساءل ... كيف يمكن، لأي كان، أن يعشق مارلين مونرو، وحتى أن يعشق سراويل الجينز، ولا يعشق ... أميركا" ؟

هذا ما قالته الباحثة الأميركية في الشؤون الصينية السا كاتيا (جامعة جيمس تاون)، لتضيف "حين يحلم الصيني بأن يرقص الروك اند رول على أرصفة لاس فيغاس، لا يلبث أن يستذكر دعوة كونفوشيوس له بأن يكون نبياً حتى في غرفة نومه" !

اذ تتساءل عن "العلاقة الملتبسة بين العيون الضيقة والأحذية الضيقة" لدى الصينيين، تلاحظ "أن الفارق بيننا وبينهم في كون التاريخ عندهم، الممتد عبر آلاف السنين، ذات بعد واحد. التاريخ عندنا، الطارئ على التاريخ، متعدد الأبعاد. هكذا الفارق بين الخيال ذي البعد الواحد والخيال المتعدد الأبعاد" .

وصولاً الى البنية السوسيولوجية للمجتمع في كل من البلدين. هذا ما يظهر، بصورة جليّة، في "الحي الصيني"في نيويورك(China town ). شيء ما يشبه الغيتو الذي يفتقد ديناميكية التفاعل خلافاً لسائر مكونات المجتمع الأميركي القائم على التفاعل بين كل الأجناس، والثقافات، والحضارات"

مساروار كشميري، الباحثة في جامعة نوروويتش (فيرمونت)، وهي الجامعة اتي تخرّج فيها 138 جنرالاً شاركوا في كل الحروب الأميركية، ناهيك بمئات السفراء، والسياسيين، والمستشارين الرئاسيين، قالت انها تتعقب الصينيين خطوة خطوة "حلم هؤلاء ليس فقط احتلال سيبيريا وعبور مضيق بيرنغ لنفاجأ بهم في عقر دارنا، وانما السيطرة، من خلال استراتيجية التسلل، على بوابات العالم. بالتالي وضع أميركا داخل الزجاجة."

كشميري ضد الخروج من الشرق الأوسط لأن "التنين سيضع يده على حقول الطاقة ما دامت الدول هناك مبعثرة على نحو دراماتيكي، وتتصارع فيما بينها حتى حول الطريق الى السماء".

لاحظت أن الادارات المتعاقبة ارتكبت خطأ هائلاً "حين جعلت دورنا هناك يقتصر على حماية الأنظمة الهشة. هؤلاء هم حلفاؤنا الذين يمكن أن يتساقطوا خلال لحظات أمام الأعاصير الآتية من الصين أو من المحيط".

الباحثة استغربت كيف أن غالبية الساسة الأميركيين اعتبروا، وبلهجة فوقية فارغة، أن البنى القبلية والايديولوجية (المغلقة) لمجتمعات المنطقة غير قابلة للدخول في الزمن التكنولوجي، خلافاً للمجتمع الياباني الذي أعاد بناء نفسه فوق الأنقاض، وللمجتمع الكوري الجنوبي الذي أنتج من لاشيء، وبالارادة والتصميم، ظاهرة اقتصادية فذة.

كشميري تساءلت "ماذا يحدث لنا اذا ما خرجنا من الشرق الأوسط، حتى ولو رأى البعض أن هذه المنطقة تحولت الى عبء استراتيجي لا جدوى منه، وبقي ظهرنا عارياً أثناء مواجهتنا الحتمية للصين ان على شواطئ الباسيفيك أو في السهوب الآسيوية"؟

لعل اللافت هنا، ونحن الحائرون، المكتوفو الأيدي، بين الأميركيين والصينيين حول من يمتطي ظهورنا، ما قاله جون ماتكليف، مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية ابان ولاية دونالد ترامب، اذ رأى في الصين التهديد الأكبر للديمقراطية، وللحرية، في العالم، منذ الحرب العالمية الثانية، وصف الزعيم الصيني شي جينغ بينغ بـ"الفوهر الأصفر".

كلامه هذا نشر في "وول ستريت جورنال" مستنداً الى تقارير "موثوقة" لوكالة الاستخبارات التي كان يرأسها. قال ان الصين قامت بتجارب بيولوجية على أعضاء في "جيش التحرير الشعبي" بغية تصنيع جنود خارقين بقدرات معززة جينياً.

الباحث ويلسون فويديك تحدث عن "الدول الضائعة" و "المجتمعات الضائعة" في الشرق الأوسط، ليقول باستحالة حلول الحلم الصيني محل الحلم الأميركي(American Dream ) على الأقل بسبب البييسي كولا.

في رأيه أننا سنبقى في الثلاجة الصينية الى الأبد أو نؤول الى الاضمحلال. ما الفارق هنا بين الثلاجة الصينية والثلاجة الأميركية ؟!

  • شارك الخبر