hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - جان الفغالي - نداء الوطن

أزعور - فرنجية: معركة أصوات أم أوراق؟

الإثنين ٥ حزيران ٢٠٢٣ - 07:34

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في المقارنات، مَن يكون جهاد أزعور؟ هل هو الياس سركيس الثاني؟ هل هو فؤاد السنيورة الثاني؟ هل سيخلع عنه قميص «الثاني» ويكون «جهاد الأول»؟

عادةً، البدايات في لبنان لا تُغري كثيراً ولا تشجِّع كثيراً، لتكوين انطباع حقيقي عن أي شخصية. حين اختار الرئيس الراحل الياس سركيس الدكتور سليم الحص ليكون أول رئيس حكومة في عهده، انتقد كثيرون هذا الإختيار، وسألوا: كيف لشخصٍ تكنوقراط، أكاديمي، أن ينهض ببلدٍ خارج من حرب استمرت سنتين؟ لكن ثبُت لاحقاً أنّ الرئيس الحص كان صلباً، وربما الأكثر صلابةً بين «أهل السنَّة» والشخصيات السنية التي تبوأت منصب رئاسة الحكومة، وتلك التي كانت مؤهلة لتجلس على كرسي الرئاسة الثالثة. في هذا السياق، يروي الاستاذ كريم بقرادوني، الذي كان أحد مستشاري الرئيس سركيس، في كتابه «السلام المفقود- عهد الرئيس الياس سركيس»، أنّ الحص أتعبَ الرئيس سركيس ووزير خارجيته، الديبلوماسي المحنَّك فؤاد بطرس، ويروي أنّ سركيس كشف له عن ندمه لاختياره سليم الحص لرئاسة الحكومة. تعرف اليه أثناء عمله في مصرف لبنان، وبعد انتخاب سركيس سعى الحص ليكون رئيس المجلس الوطني للانماء، ولما عرض عليه الرئيس سركيس الاشتراك في الحكومة ذُهل، أما الذهول الأكبر فكان حين قال له الرئيس سركيس أنه سيكون رئيس حكومة، ردّ الحص: «أنت تهتم بالسياسة أما أنا فأتعهد بالشؤون الاقتصادية»، لكن حسابات حقل الرئيس سركيس لم تطابق حسابات بيدر الرئيس الحص.

ومن الوجوه التي لم يحسب لها أحد حساباً، ثم تفوقت على مَن سبقها، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي المستقيل وليد جنبلاط، فهو ألبِس العباءة بعد اغتيال والده كمال جنبلاط، وقيل يومها: هل سيستطيع وليد جنبلاط ملء مكان كمال جنبلاط الذي امتدت علاقاته من الاتحاد السوفياتي إلى الهند إلى الدول الأفريقية؟ ثبت لاحقاً أنّ وليد جنبلاط أبهر مَن راهن على فشله، فبقي «بيضة القبان» في السياسة اللبنانية، منذ اغتيال والده على 1977، وصولاً إلى اليوم.

من خلال كل ما تقدَّم، تبقى مسألة التوصيف في لبنان، مبنية على قواعد «الأَحكام المسبقة» التي غالباً ما تكون مضلِّلة، وتكون في خدمة الموصِّفين وليس في خدمة الحقيقة. حين دخل الرئيس فؤاد السنيورة إلى المعترك السياسي في لبنان، أثني على اختياره باعتبار أنه كان «تلميذ» الرئيس سليم الحص في الجامعة الاميركية في بيروت، كان الثناء من باب المديح له. في معرض الحديث عن جهاد أزعور، يقال فيه، من باب الذم، إنه «تلميذ» فؤاد السنيورة.

هكذا فإنّ التوصيفات تدخل سلاحاً «فتاكاً» في المعارِك السياسية، ولا سيما في معركة انتخابات رئاسة الجمهورية، لكن على ما يبدو، فإنّ جهاد أزعور عرف كيف ينجز «هندسات رئاسية» بشكلٍ يشعر فيه كل مكوِّن من المكوِّنات السياسية والنيابية والحزبية أن «له فيه»: فـ»التيار الوطني الحر» الذي بنى قاعدته الشعبية على محاربة «المنظومة المالية» للرئيس رفيق الحريري، ووضع كتاب «الإبراء المستحيل» الذي يعني «استحالة إبراء المنظومة المالية» التي يقف على رأسها الرئيس فؤاد السنيورة وفريقه، ومن بينهم جهاد أزعور، هذا «التيار» هو نفسه الذي «تقاطع» مع الذين رشحوا جهاد أزعور، ليتبيَّن أن»الإبراء ممكن» ولا شيء مستحيلاً في السياسة.

وحزب «القوات اللبنانية» الذي لم يكن يوماً مع جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، ويعرف أنه خيار رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، وكان خياره في الأساس رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض، وجد نفسه في موقِع المؤيِّد لجهاد أزعور، على رغم أن علاقة «القوات» بمن كان «المرشِد السياسي» لأزعور، خاله المرحوم جان عبيد، لم تكن جيدة. لكن حزب القوات «تقاطَع» بدورِه عند التوافق على تسمية أزعور.

وما ينطبق على «التيار» و»القوات»، ينطبق أيضاً على سائر المكوِّنات، فكتلة «تجدد» كان مرشحها بالتأكيد رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض، و»مشروع وطن» برئاسة النائب نعمت افرام كان مرشحها افرام نفسه.

هذه المروحة من الكتل، عادت وارتدت على تأييد جهاد أزعور، وكأن المؤيدين بات يشعر كل مكوِّن منهم، أن لهم جزءاً منه، فهل جاءت «كلمة السر»؟ ومن أين هذه المرة؟

أحدث «بوانتاج» يعطي أزعور التفوق على فرنجيه، لكن هل المعركة رقمية فقط؟

أزعور يملك الكثير من الأصوات، فيما «حزب الله» الذي يدعم فرنجية، يملك الكثير من الأوراق، فلمَن تكون الغلبة في نهاية المطاف؟ للأصوات أم للأوراق؟

  • شارك الخبر