hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - مقالات مختارة مقالات مختارة - نبيه البرجي - الديار

أجراس الـــدم

الأربعاء ٢٠ تشرين الأول ٢٠٢١ - 07:05

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هوذا شكل ما من أشكال الميتولوجيا السياسية في لبنان. آلهة أم أنصاف الآلهة الذين على أكتافنا؟ ونحن في جهنم، ونحن في ذروة التصدع، والتبعثر، أمام الأهوال التي نعيشها اليوم، وتلك التي تنتظرنا غداً، هل يمكن لنرجسية البعض، أن تصل بالدونكيشوتية، وحتى بالمكيافيلية، الى ذلك الحد؟ هذا تعقيب...

لا نشك، لحظة، أنكم دحرتم «الهنود الحمر» في الطيونة، ومزقتم رؤوسهم بالرصاص المقدس. تماماً مثلما دحر الاغريق الفرس، ومثلما دحر الهون الرومان، ومثلما دحر الفرنجة الايبريين، ومثلما دحر الانكليز الفرنسيين، ومثلما دحر الأميركيون والروس الألمان، ومثلما دحر المغول أمم القوقاز والبلقان.

لا يسعنا الا أن نقرّ أن قائدكم، كدماغ استراتيجي، تفوّق على الاسكندر ذي القرنين، وعلى آتيلا الجبار، وعلى قسطنطين الأكبر، وعلى يوليوس قيصر، وعلى نابليون بونابرت، وعلى دوغلاس ماك آرثر، وحتى على جنكيز خان وهولاكو.

حتى كدماغ فلسفي، تفوق على سقراط، وعلى أريسطو وأفلاطون، وصولاً الى كانط، وديكارت، وهيغل.

لا نشك، أيضاً، في أنكم اقتلعتم ذلك النوع الآخر من «الهنود الحمر» من الشوف، ومن عاليه، ومن الشحار الغربي، والكرنتينا. دير القمر، المدينة البهية، شاهد على ذلك آرييل شارون كذلك...

ها أن اللواء المعظم يأتي اليكم، باللحى الأفغانية التي لا علاقة للفيحاء بها، وهي مدينة النقاء والتقوى،للوقوف الى جانبكم. رضوان السيد الذي سقط، للتو، من مؤخرة أسامة بن لادن، وبكل ثقافة تورا بورا، بايع قائدكم ليس فقط خليفة على المسيحيين، ايضاً خليفة على المسلمين ، المستحكم بالله!!

تليق بأتباعكم، وبنوابكم، تلك العنتريات على مواقع التواصل، وعلى الشاشات. أكاليل الغار على رؤوسكم. لا شيء سوى الكراهية، وسوى الانغلاق، ولا شيء سوى الدم، يحمي السيادة من أولئك المرتزقة، ذلك النوع الرديء من البشر الذي حطم أنف مناحيم بيغن قبل أن يلتف ببطانية الصوف، ويموت هناك، والذي مرّغ وجه آرييل شارون بالوحل ليسقط بين الغيبوبة والغياب.

لا نتصور أن ثمة ابطالاً في العالم، بل في التاريخ، يجارونكم في البطولة، وفي تكريس منطق الغيتو في بلد قيل خطأ أنه يتميز، الى التفاعل مع ديناميات الحداثة، بعبقرية التنوع، وبعبقرية الانفتاح على الآخر. بلغة المقبرة تفرض على المسيحين، وهم حملة الصليب، وما يعنيه الصليب، جمهورية بقياس الزنزانة، ويقودها وحيد القرن حين يفرش له السجاد الأحمر، وتنثر عليه الورود، وهو في الطريق الى العرش؟

من لم يستطع الأميركيون، و «الاسرائيليون»، ناهيك عن برابرة السفوح الشرقية، هزيمتهم، هزمتموهم أنتم. لا سنوات، ولا أشهر، ولا أسابيع. ساعات، بل دقائق، فقط. تقهقروا أمامكم، ومعهم بنادقهم التي لا تقهر، وقاذفاتهم التي زعزعت عرش يوشع بن نون. حقاً، ان قائدكم معجزة الهية. هل حاولتم اختباره في اعادة الحياة الى الموتى؟!

اذا أقام دولته، لا أحد غيره يعيد البهاء الى الليرة (الا اذا ابدلت بالشيكل)، لا أحد غيره يعيد الى الأسواق (أم الى الحنادق ؟) ازدهارها، والى البيوت حلاوة العيش. ولا أحد غيره ينقذ المسيحيين من براثن هذا الغول الآتي من قاع الايديولوجيا، وذاك الغول الآتي من قاع التاريخ. من أجله تفتح صناديق الاقتراع على مصراعيها، طرقات القصر على مصراعيها، آفاق الحياة على مصراعيها...

عنتريات، ودونكيشوتيات، على مدار الساعة. لبنان ما بعد الطيونة غير لبنان ما قبل الطيونة. من الآن وصاعداً «الأمبراطورية اللبنانية»، ولو على شكل كانتون تقرع فيه الأجراس لخليفة قسطنطين الأكبر.

لمن لغيره تقرع الأجراس (أجراس الدم). هكذا كتب أحدهم، وقد لاحظ أن لبنان كان بحاجة الى تلك اللحظة، الى ذلك الرجل، لكي يزهو بين الأمم، وبين الأباطرة، وبين الأساطيل، لا بين الزنزانة والصومعة (وبينهما الخندق). هكذا، وحيد القرن... الاسكندر ذو القرنين!

هؤلاء الذين لا يدرون الى أين يمكن أن يصل الدم، الى أين يمكن أن يصل بهم الدم...

  • شارك الخبر