hit counter script

ليبانون فايلز - مجتمع مدني وثقافة مجتمع مدني وثقافة

قدّاس لراحة نفس ريّا الشدياق التي "سبقتنا بصلاتها امام عرش الرب"

الجمعة ٢٣ أيلول ٢٠٢٢ - 11:55

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أقيم في باحة مزار القديسة ماريا غوريتّي في بلدة مزيارة في قضاء زغرتا، قداس احتفالي لمناسبة نقل رفات ريّا فرنسوا الشدياق الى المزار، لتبدأ معها ثلاثية احتفالات تنتهي في ٢٤ أيلول الجاري مع تدشين أوّل مزار للقديسة الشهيدة ماريا غوريتّي في لبنان والشرق، برعاية وحضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

وكانت الشدياق قد قضت في اعتداء عليها في منزلها في مزيارة، وأقيم المزار الذي يدشن غدا تخليدا لذكرها.

ترأس القداس لراحة نفسها وفي الذكرى الخامسة على استشهادها، رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، عاونه خادم المزار الخوري ماريو ماضي، والكهنة يوسف فضول، وسركيس عبدالله، وسيمون جبرايل. شارك في القداس الذي كانت فيه الدعوة مفتوحة للجميع، الوزير السابق بيار رفول وعقيلة النائب السابق اسطفان الدويهي وأهالي المنطقة وأبناء مزيارة وحشد من المؤمنين ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات من لبنان وايطاليا وبلدان الإنتشار.

بداية القداس، تحدث فرنسوا الشدياق والد ريّا باسم العائلة فقال: "اشتقت إليك يا ابنتي. مضت خمس سنوات وانت بعيدة عنا، لكن انت معنا في كل يوم، وفي كل يوم نتحدث اليك، ونراك. منذ خمس سنوات استشهدتِ في بيتك، تعذبتِ كثيرًا، وكانت أياما صعبة جدا، لكن انظري ماذا اثمر هذا العذاب، لقد اثمر مزارا للمؤمنين.

نحن ابناء الكنيسة لا نحب الظلم ولا الإجرام، وإنّ من ظلمك نحن سامحناه، وربنا هو من يحاسبه، انك اليوم في مكان افضل بكثير مما نحن فيه. وجعك اثمر مزارا على اسم ماريا غوريتّي، وهو اول مزار في الشرق الاوسط، على اسم هذه الفتاة القديسة التي استشهدتْ كما انت استشهدتِ، "نيال السما فيك مع القديسين".

بعد الانجيل المقدس ألقى المطران سويف عظة قال فيها: "في هذا المساء المبارك، نرفع سويا آيات التسبيح والحمد للمسيح يسوع مخلصنا وفادينا، على هذا الوقت المقدس الذي نعيشه، على مستوى لقائنا حول عائلة فرنسوا الشدياق وكل افراد العائلة، ونحن اليوم اتينا كي نكون معكم بعد خمس سنوات على هذه الفاجعة الكبرى التي حلت بالبيت وعلى مستوى المنطقة والوطن. جئنا حتى نكون الى جانبكم بصلاتنا ونتضامن معكم بمحبتنا، وهذا اختباري منذ ان اتيت الى الابرشية، وتعرفت على هذا الحدث المؤلم الموجع. جئنا كي نتحدث فإذا بنا صامتين، امام كلمة الوالد وموقفه الشجاع والبطولي الذي انعم عليكم الرب فيه.

جئنا كي نقف الى جانبكم، كي نعزيكم، فوجدنا ان ريّا سبقتنا بصلاتها امام عرش الرب عرش الحمل وهي ترافقكم بصلاتها وهي تقويكم  ولا زالت، وكل هذه الجماعة التي اجتمعت اليوم من كل اقطار العام وكل من تعرف على هذا الحدث وترك فيه اثرا كبيرا. انا عندما تعرفت اليكم تأثرت كثيرا بهذا الوجع والالم الكبيرين اللذين كانت ريا تعيشهما، وتاثرت اكثر بموقف الاب الشجاع عندما قال "انا اغفر وانا اسامح "هذه كلمات ليست عادية انما هي كلمات يسوع من اعلى الصليب، "اغفر لهم يا ابتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون".

أضاف: "في المرحلة الاولى ومن خلال العاطفة البشرية، وردة الفعل العادية والبشرية وصرخة الناس امام هذا الحدث المؤلم، كان الشعب يقول العدالة لريّا، ومن خلال الطريق واول الطريق ومن بعد خمس سنوات ونحن في هذا المساء وهذه الثلاثية الجميلة القيامية الفصحية، ايضا معكم نقول القداسة لريّا. لا احد منا يعرف كيف الرب يدبر الامور، واكيد هذا الحدث المحدود في الزمان والمكان، وفي عائلة وبيت الذي كان يوجد فيه شهادة واستشهاد، هذه الساعات الاخيرة والدقائق الاخيرة التي لا يعرف كيف كانت ريّا تعيشها سوى الله وروح الله، انما انا اتخيل انها كانت تعيش الاستسلام المطلق لإرادة الرب وكانت تقول له لتكن مشيئتك يا رب.

هذه التضحية وهذا الايمان، هذه الوردة وهذه الشمعة اللتين هما في قلب ريا، وقد حوّلتا الموت الى قيامة وحياة، بنعمة يسوع المسيح القائم من بين الاموات المنتصر على كل حقد وظلم. لذلك نحن نعيش هذه الثلاثية بنقل جثمان ريّا الى هذا المكان الجميل الذي قال عنه الوالد إن ريّا هي من صنعته. هناك الكنيسة والشمعة والقبر الذي كان فارغا، تحولت الى تجديد ايمان وتوبة...

وبعد وضع الجثمان هنا، رجاؤنا ان تكون ريا مع الربّ والملائكة".

وتابع سويف: "لذلك احبائي، انا ادعوكم كي نعيش هذا الحدث بالتوبة، كالشهيدات اللواتي قدن انفسهن، كما قال المسيح ما من حب اعظم من ان يبذل الانسان نفسه فداء عن احبائه.

أجمل ما في هذا المزار الذي شيّد على اسم ريّا فرنسوا الشدياق ان يكون واحة فرح ولقاء شخصيا مع يسوع المسيح القائم من بين الاموات، فلا شيء يفصلنا عن محبة المسيح. لا شدة ولا الم ولا اضطهاد نحن نحتفل بانتمائنا وتجديد ايماننا بيسوع المسيح، هذا المهم والجوهر والرسالة التي تعطيها السماء الى الارض من خلال توبة صادقة. لذلك ادعو كل المؤمنين في لبنان وخارجه ان يعتبروا هذا المزار هو مزار للصلاة والتوبة والقداس والاعترافات والارشاد والمرافقة، فهذا هو الهدف الاول والاخير من هذا المزار وكل مزارات الله. في هذا المزار نريد ان نستقبل الشباب ونصلي من اجل الشبيبة المتألمة والخائفة والضائعة، والتي تفتش عن جواب في قلب وجعها، تبحث عن رجاء وسلام داخلي. وهذه الواحة هي الفرصة خصوصًا للفتاة المجروحة. التي تأتي الى هنا كي تشفى من جراحها، ومن الشافي الا يسوع؟!".

وختم: "اشكر الرب على هذا الحدث اليوم، وكما قال والد ريا "إنك في مكان اجمل من هنا". لماذا لأن المسيح حوّل هذا الجرح الى حياة وتجدد، والى قيامة وفعل ايمان. ساعدنا يا رب كي نكتشف تصميمك وارادتك من خلال ريّا واستشهادها وكل التضحيات التي عاشتها امام صليبك الظافر وامام مذبحك الغافر".

أخيرا، تحدّث خادم المزار الخوري ماريو ماضي فقال: "إنّه لشرف ٌ كبير أن أقف اليوم في رهبة هذا المكان، وأمامكم يا صاحب السيادة، وأمام هذه الكلمات المؤثّرة للعائلة في استقبال رفات ابنتهم ريّا، والتي حملت الإيمان المفعم بالألم والفرح. أقف أمامكم شاكرًا، مسبّحًا ومستلهمًا: شاكرًا الربّ  على أنه وهبني في السنة العشرين لخدمتي الكهنوتية، شرف تعييني من قبلكم مديرًا خادمًا لهذا المزار ولمدة ثلاث سنوات. عساني يا صاحب السيادة، أن أكون عند حسن ثقتكم. ورسالتي في هذا المزار تختصر بصورتين: وردة وشمعة. الوردة التي تفوح منها رائحة المسيحّ الزكية. هذه الرائحة تحدّث عنها بولس الرسول وهي رائحة الحياة وليست رائحة الموت، قائلاً: لهؤلاء رائحة موت لموت، ولأولئك رائحة حياة لحياة. ومن هو كفء لهذه الأمور؟" نحن اليوم، ومن هذا المكان المقدَّس نريد أن نحمل ثقافة الحياة وثقافة الغفران، ونحن له أكُفاء وجديرون. أمّا الشمعة فهي التي تذوب منيرة ً طريق السالك في الظلمة، وهو الذي قال: ويشرق من الظلمة نور. هذه الظلمة هي المكان المظلم فينا والذي منه نخجل، يريد الله أن يشرق نورًا. عساني، يا صاحب السيادة ، وفي هذه المهمة أن أنشر رائحة الحياة، وأومض قبسًا من نور".

 

  • شارك الخبر