hit counter script

ليبانون فايلز - مجتمع مدني وثقافة مجتمع مدني وثقافة

طاولة مستديرة بين أديان والمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية

الثلاثاء ١٣ تموز ٢٠٢١ - 11:09

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في إطار منتدى الأديان لمجموعة العشرين، وبمناسبة صدور تقرير المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية ومؤسسة أديان: "الأخوة الإنسانية والمواطنة الحاضنة للتنوّع، المشاركة الما بين دينية في المتوسط"، بدعم من وحدة تخطيط السياسات التابعة لوزارة الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية، انعقدت الطاولة المستديرة الافتراضية "ديناميات جديدة حول المشاركة الما بين دينية عبر المتوسط".

وقد أدار الجلسة الدكتور فابيو بيتيتو من جامعة ساسكس (بريطانيا) والمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، والذي اشار الى أن "التقرير هو نتيجة النقاش المهم الذي عقدناه العام الماضي في اطار منصة روما للحوار المتوسطي، وقد سعدنا بالحصول على دعم مباشر من البابا فرنسيس الذي نحييه على التزامه بكل القضايا الإنسانية".

ثم كانت كلمة ترحيب من رئيس اللجنة الايطالية المنظمة لمنتدى الأديان لمجموعة العشرين البروفسور ألبيرتو ملوني، الذي اعتبر أنه "يجب أن نتذكر أن النموذج الأول الذي خلقه الله كان نموذج الأخوة والتساوي بالمواطنة، وأن الهدف هو اعلاء صوت الجميع، وهي اولوية ستحرص عليها منصة الحوار بين الأديان التي ستعقد في بولونيا، ضمن قمة مجموعة العشرين، خلال شهر أيلول/سبتمبر المقبل".

أما الملاحظات الإفتتاحية، فعرض لها المسؤول في وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية أندريا بنزو، الذي اشار الى أن "هدفنا هو تعزيز الحوار والتعاون بين الأديان لمواجهة التحديات المستجدة مثل التطرف العنيف والإرهاب، وقد بات من الضروري نشر الوعي حول الدور الذي تؤديه الهيئات ذات الطابع الديني في الشأن العام والمجتمعات لتعزيز القيم العالمية مثل الكرامة الإنسانية".

أول المتحدّثين من المحاضرين كان الدكتور مايكل دريسن من جامعة جون كابوت (إيطاليا)، فاعتبر أن "هناك تطورًا على صعيد العلاقات بين الشرق والغرب والهواجس والديناميكيات المتعلّقة بالدين، كما أن التغيّر الناتج عن زيادة نسب التنوّع في المجتمعات بدا واضحًا"، لافتًا الى أن "الأخوة الانسانية مفهوم برز بعد ظواهر التطرف العنيف ورفض الآخر المختلف وكانت هناك مبادرات عدة أثبتت نجاحها، وسط الشكوك التي رافقت امكانية استمرارية هذه المبادرات"، واعتبر أن مؤسسة أديان من النماذج التي أثبتت نجاح هذا المسار عالميًّا.

ثم تحدّث البروفسور فادي ضو من مؤسسة أديان، فأشار الى أن "التقرير يعمّق التفكير بالمواطنة الحاضنة للتنوّع والأخوة الانسانية، وهو يصدر في وقت مهم نشعر فيه بزخم مميّز على ضفاف المتوسط لضمان تجربة حوار ايجابية بين الأديان تواجه تحديات التطرّف والسياسات الطائفية"، مشددًا على أن "المواطنة الحاضنة للتنوع تضمن التماسك الاجتماعي والعدالة الاجتماعية من خلال مشاركة المواطنين وتمكينهم"، وقال "نريد الانتقال من مرحلة الحوار بين الأديان الى مرحلة من العلاقة التشاركية بينها، وهو ما سيشكّل نموذجًا جديدًا. ونحتاج لخطوات مهمة على الصعد السياسية والدينية على ضفتي البحر الأبيض المتوسط وأتطلّع الى المنتدى في أيلول المقبل، وهو الذي سيشكل مرحلة إضافية مهمة في هذه العملية".

أما الأستاذ المحاضر في جامعة نوتردام (الولايات المتحدة) سكوت أبلبي فرأى أن "مشاركة الهيئات ذات الطابع الديني في الشأن العام مهمة لخلق مجتمعات حاضنة للتنوّع، وأنه يجب ان نسلّط الضوء على الحوار والتعاون بين الأديان من الأفراد والمجتمعات"، واعتبر أننا "نحتاج لشراكة دينية علمانية تأخذ على محمل الجد كل الأشكال التي ترعى السياسات العلمانية العالمية، ونتطلّع للعمل أيضًا مع المجتمعات المنغلقة بهدف نشر ثقافة التنوّع وقبول الآخر على صعيد أوسع".

بدورها تحدّثت الدكتورة ناجية الوريمي من جامعة المنار في تونس، فأشارت الى أن "الشأن الديني كان عاملاً سلبيًا في فشل المجتمع العربي في التحديث، لكنه يمكن ان يتحوّل الى عامل ايجابي"، لافتة الى أن "دساتيرنا العربية بمجملها تعلن عن دين الدولة وهو ما لا يتماشى مع مفهوم الدولة الحاضنة للجميع والتي يجب ان تأخذ المسافة نفسها من جميع الأديان والطوائف والمذاهب"، وقالت "إن التشريعات في الأحوال الشخصية في العالم العربي تستمد من الدين، وهو ما لن يكون عامل توحيد بل تفرقة وتمايز بين مكونات المجتمع".

أما البروفسور سيلفيو فراري من جامعة ميلانو فاعتبر أن "المواطنة الكاملة تعني التمتع بحقوق وواجبات متساوية والمواطنة الحاضنة تعني مشاركة جميع المواطنين في عمليات صنع الخيارات السياسية"، ورأى أن "المواطنة ليست مسألة حقوق وواجبات فقط بل مسألة مشاركة وهوية أيضًا؛ لذلك الغاية تمكن في الوصول إلى المواطنة الحاضنة للتنوّع".

وبعد نقاش واسئلة، كانت لرئيسة مؤسسة أديان الدكتورة نايلا طبارة ملاحظات ختامية اشارت فيها الى أن " التقرير يسهم في ردم المسافات والهوة بين الفاعلين السياسيين والفاعلين الدينيين، والنقاش كان حقيقيًا وعميقًا"، مشددة على أنه "يجب الاصغاء الى الفقراء والمهمشين من قبل الفاعلين السياسيين والدينيين لتحقيق المواطنة الحاضنة لكل أنواع التنوّع".

  • شارك الخبر