hit counter script

ليبانون فايلز - مجتمع مدني وثقافة مجتمع مدني وثقافة

"الاتّحاد اللّبناني المدني" منصّة لدرء مقولة "راح الاعتدال"

السبت ٥ آذار ٢٠٢٢ - 15:09

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أطلق عدد من الناشطات والناشطين في الحقل العام من بيروت والشمال والبقاع وإقليم الخروب وصيدا منصّة للعمل التغييري في لبنان حملت اسم "الاتحاد اللبناني المدني"، يهدف إلى "حمل مسؤولية وقف التراجع، وإجراء المراجعة ومعالجة الخلل، والحفاظ على المكوّن الاجتماعي والشراكة الوطنية"، ولفت إلى أن ما يجري هو "معركة وجوديّة للبنان القضيّة"، مؤكداً العمل لـ "خلق حالة التّوازن الضرورية، والتّأكيد على أنّنا صلبُ الإعتدال، وبوصلةُ النصاب الوطني الجامع، ودرء مقولة "راح الإعتدال".
أقيم حفل الإطلاق في فندق "روتانا جيفينور" في كلمنصو في بيروت، وألقى كلّ من نجوى حسيني والدكتور عبد السلام حاسبيني ورقة التأسيس وفيها: "لكلّ مجتمعٍ إنسانيٍ حضارته الخاصّة من جملة ظواهرَ إجتماعيّة ذاتُ طابعٍ خلقي وأخلاقي، علمي وعملي، طائفي أو مدني، مدمّر أو بنّاء، طموح أو متخاذل"، ولفت إلى أننا "في لبنان، نريد بناء مجتمع حضاري ومواطنة فاعلة.. بأخلاق راقية، وعلم بنّاء، مجتمع وطنيّ، لبنانيّ الإنتماء، يطمح دوماً للأفضل".
وتلفت الورقة " لقد مرّ لبنان الحديث بفترات مختلفة من الإزدهار والإنحطاط في المئة سنة الأخيرة. فكان الإزدهار إبّان إنشاء دولة النّظام والمؤسّسات خاصّةً بين سنوات 1952-1975. ثمّ انتقلنا إلى عصر الإنحطاط إبّان الحرب اللّبنانيّة وحتّى سنة 1990، إغتيل لبنان عدّة مرّات.
ومن بعد هذه الحقبة المشؤومة، شهدنا إعمارًا ليس له مثيل في تسعينيات القرن الماضي، ولكن مع بناء لمزارع طائفيّة وميليشيوية، وغياب تدريجي لدولة المؤسّسات حتّى الإنفجار الكبير في 14 شباط 2005، يومَ غاب رجل الإعمار والبناء الذي كان يحلم على طريقته الخاصة ببناء لبنان قُبلة الشرق والغرب.. ومنذ ذلك الحين ونحن نعيش تفتّتًا للدولة، وتفكّكًا لم يسبق له مثيل لمؤسّساتها، وإفقارًا لشعب أراد الحياة ولم يستجب له.. لا حكامهُ ولا دولته!!.
نعيشُ أزمة وطنية بامتياز، تطال كلّ الطوائف والمذاهب والمكونات، ولو حاول البعض التظاهر خلاف ذلك، أو سعى للهروب إلى الأمام.
نعيشُ سلوكياتٍ مدمّرة للدولة المجتمع، من الإستعلاء والاستقواء والتسويات والمحاصصة والانتهاب وشرعنة الفساد والتغوّل على الدولة.. المسؤولون غير مكترثين بكلّ مفاهيم الحكم الرشيد والعادل ومواجهة تحديات ما يعانيه البلد. شهدنا ونشهدُ إنفصامًا في الكلام والأفعال والممارسات لمن لديهم القدرة على تسيير الأوضاع على هواهم بعكس ما تشتهي سفن الحريّة والإستقلال والعدالة الإجتماعيّة لسفينة لبنان الصّغيرة. لبنان العزّة والكرامة، لبنان الوسطي على شاطىء البحر الأبيض المتوسّط."
وأوضحت الورقة: "نحن مجموعة من اللّبنانيّين الوسطيّين، أتَيْنا من بيروت وطرابلس وصيدا وعكار والمنيه والضنيّة والبقاع والإقليم، في لبنان المقيم والمغترب، وإجتمعنا هنا اليوم لوضع حجر الأساس لإطلاق "الإتّحاد اللّبناني المدني"، تحسساً منا في حمل المسؤولية.. مسؤولية وقف التراجع، ومسؤولية إجراء المراجعة ومعالجة الخلل، والحفاظ على المكوّن الاجتماعي والشراكة الوطنية".
وإذ تسأل لماذا "الإتّحاد اللّبناني المدني"، تلفت إلى أنه "إنطلاقًا من المعركة الوجوديّة للبنان القضيّة، ولتجنيب إختزاله بالبعض الذي أوصلنا إلى الدرك الأسفل، ولخلق حالة التّوازن الضرورية، والتّأكيد على أنّنا صلبُ الإعتدال، وبوصلةُ النصاب الوطني الجامع.. ودرءًا لمقولة: "راح الإعتدال".
وحدد أهداف الاتحاد بـ "أولًا: من أهدافنا إعادة الحيويّة إلى الطائفة السنيّة الوطنيّة، ودورها القيادي والجامع والضامن إزاء جميع الطوائف والمذاهب... ما عاد مقبولاً التصرف وكأن لا أزمة ولا تهميش ولا إنكسار يطال هذا المكوّن، الوطني الأساس. ثانيًا: العمل مع بقيّة المكوّنات والأطياف اللّبنانيّة لبناء دولة مدنيّة لا علمانيّة، عادلة تعنى بمواطنيها على اختِلاف أفكارهم وهواجسهم كما خياراتهم في ظلّ نظام حاضن للجميع. ثالثًا: العمل تحت سقف الدّستور اللّبناني والإصلاحات الدّستوريّة التي أُقِرّت في الطائف، لا سيّما المادّة 95 المتعلّقة بإلغاء الطائفيّة وإنشاء الهيئة الوطنيّة لتحقيق ذلك. صحيح أنّ أيّ وفاق هو أمر ملحّ اليوم قبل الغد لتمر العاصفة المدمرّة، ويصبح الحوار ممكناً. ولكن أيّ وفاق يبقى سطحيّاً ومؤقتاً ومهتزاً إن لم يتطرق إلى العلّة الطّائفية التي تحول دون قيام الدّولة العصريّة المنجزة الراعية لشعبها ورغده. عندها وفقط عندها، نستطيع حماية الأفراد وتحصين الحريّات مع التأكيد على إحترام جميع المذاهب والأديان التي يجب أن تغني لبنان لا أن تضعفه. رابعاً: إنّ الإنتخابات النّيابيّة في نظرنا استحقاق، يفترض أن تليه استحقاقات ومنها الانتخابات الرئاسية والبلديّة كما النقابيّة وغيرها. ولكن يبقى لدينا الأهم هو الإهتمام بهموم وشجون البلد والشعب. أمّا معايير إختيار المرشحين في كلّ إنتخابات فهي حاضرة لدينا، خامساً: العمل على الإنماء المتوازن وتحقيق اللامركزيّة الإداريّة."
وتختم بالتأكيد على أن "ثقافتنا ثقافة بناء وقبول للآخر لنستطيع معًا مواجهة هذا التّدمير الممنهج للبنان، وإعادة الإعتبار لفرادة الشخصيّة اللّبنانيّة الحضاريّة العربيّة الإنسانيّة، وخلق مناعة من الولاء المطلق لها ليس بمعنى العصبيّة بل بمعنى ميزاتِها التفاضليّة. ونحن مؤمنون بأنّ لبنان باقٍ ويجب المحاربة من أجله. ويبقى "الإتّحاد اللّبناني المدني" منفتحًا على من يريد الإنتماء إليه، والتعاون معه، بعد القبول بميثاق الطائف الوطني وبالدّستور والقانون والعدالة الناجزة، والسيادة والحريّة والمساءلة، ودولة المواطنة والعيش الواحد والكريم. لبنان في معركة وجوديّة، والصّمود هو خيارنا".

  • شارك الخبر