إستمع للخبر

مطلع الأسبوع الجاري، أميط اللثام عن مجزرة صادمة بحقّ أحياء ينتمون الى عالم الحيوان، والحديث هنا عن مجزرة لأن مرتكبيها هم بشر تجرّدوا من صفاتهم الإنسانية، وعن عمد تسبّبوا بتعذيب وتشريد 85 كلباً.
ما حصل ليس بجديد ولطالما سمعنا مئات القصص مؤخراً عن كلاب وقطط ضالة في الشوارع بعد تخلّي أصحابها عنها نتيجة الأزمة الاقتصادية، ولكن القصة الجديدة التي وقعت أحداثها في المتن تقشعر لها الأبدان، والمشاهد التي تم نقلها كما الصور المتداولة تُظهر مدى توحّش الانسان واستهتاره بالطبيعة وعدم احترامه لتكامل المنظومة البيئية بموجوداتها النوعية، والفيصل هنا هو المعيار الاخلاقي.
وفي التفاصيل أن 85 كلباً وجدوا أمام محمية في رأس المتن بعد نقلها بشاحنة، وكانت بحالة صحيّة مزرية يعاني بعضها من الجرب والجفاف والأمراض المعدية، فمَن المسؤول؟ ومن أوصل الكلاب الى هذه الحالة؟
تشير المعلومات الى أن شخصاً تولّى جمع هذه الكلاب لرعايتها في محمية خاصة به، ولكن لأسباب لا تزال مجهولة تخلّى عنها، ويُحكى ان سيدة كانت تعاونه سرقت الباب، ولكن ذلك لا يبرر أيضاً حالة الكلاب، إذ ان وضعهم الصحي يُظهر أنهم لم يكونوا تحت أي رعاية.
بالطبع قام القيّمون على المحمية بجمع الكلاب وشرعوا في معالجتها وتقديم الرعاية لها، ولا يزال هناك عدد منها شارداً وضالاً في غابة قريبة ويجري البحث عنها، خاصة وانها تشكل خطراً نتيجة إصابتها بأمراض معدية وقد تتسبّب بإيذاء الناس وبعضها الآخر قد ينفق.
تجدر الإشارة الى ان الشخص المسؤول عن هذه المجزرة لا يزال متوارياً، والسؤال هل سيُسمح لهذا السفاح ان يفلت من العقاب وهو الذي تسبب بتصرفه اللاخلاقي وإهماله بكارثة تحتاج الى شهور لمعالجة ذيولها خاصة في ظل هذه الضائقة المالية هذا دون الحديث عن العذاب والموت الذي تسببه لعدد كبير من هذه الحيوانات.
وتناشد محمية "give me a paw" التي تأوي حالياً هذه الكلاب، الجمعيات وفاعلي الخير لمساندتها ودعمها لانقاذ هذه الارواح التي لا ذنب لها سوى انها وقعت بأيدي وحوش بشرية.