توحي المؤشرات العامة في البلد اننا اخترنا، مسؤولين ومواطنين، السقوط في قعر الهاوية وبلا إحتساب النتائج الكارثية.
كل الارقام والحقائق تشير إلى أن لبنان تراجع إلى الخلف اكثر من خمسين سنة. وكل ما بنيناه بالتعب والمبادرات والمشاريع والافكار الخلاّقة والانفتاح على تعلم كل شيء مفيد ومنتج، هدمناه بقرار منّا فوق رؤوسنا، كأنه كان هيكلاً خاوياً لا يأوي ابناء هذا الوطن ولا تضجّ فيه الحياة الجميلة.
انهار كل شيء فجأة وبقرار واعٍ. الاقتصاد والقطاعات السياحية والطبية والتعليمية، وحتى القيم الجميلة صارت من الماضي. ولم نضع امامنا المشروع البديل للتقدم نحو الافضل.
كأننا اخترنا الانتحار كدولة وشعب بلا اسباب موجبة والعودة الى التخلف والجهل ومن ثم الموت البطيء. وكل ذلك بقرار منا ومن صنع ايدينا، بينما كل العالم يحاول إنقاذنا ونحن نصرّ على البقاء موتى في القبور.
سقط هذا الوطن الجميل، وثمة فئة قليلة تحاول إنتشاله وإحياءَه، لكن ما بيدها حيلة، فقرار الإنتحار اقوى من قرار الحياة على ما يبدو، وسيبقى كذلك إلى أن يأتي زمن الانقاذ رغماً عنّا وقد يفرض علينا ما لا نريده، فهل نأخذ قرار العودة الى الحياة واعادة البناء بأيدينا قبل ان يتحول بلدنا الى رماد لا يقوم كطائر الفينيق؟
أخبار ذات صلة
