مع أن موسم الأعياد قد ولّى، إلا ان المسافر من مطار رفيق الحريري الدولي، يُفاجأ بالإزدحام والفوضى الضاربة في أرجائه.
فعند الدخول تتفاجأ بطابور انتظار يفوق الوصف على كاونترات الميدل ايست، فجميع المسافرين إلى جدة والرياض والدوحة ودبي مجتمعين في صف واحد، ثم يُضاف إليهم مسافرو رحلة الدمام ليصل طابور الانتظار من كاونترات البوردينغ في الداخل إلى الصالة الخارجية.
مع أن الشاشات تؤكّد ان الرحلة الفلانية يجب ان يتم التسجيل لها في الكاونتر رقم 7، إلا انه وبعد انتظار يقارب الـ 45 دقيقة يطلب الموظف من مسافري هذه الرحلة الانتقال الى الكاونتر رقم 30، تصطف في طابور الكاونتر رقم 30، وعندما يحين دورك يفاجئك الموظف مجدداً أن هذا الكاونتر فقط لمسافري الدرجة الأولى. ويطلب منك الانتقال الى الكاونترات المجاورة التي يجتمع فيها مسافري أثينا، والنجف والدمام.
هنا الطابور لا يتحرك، وعند السؤال عن السبب يأتيك الجواب أن السير الناقل للحقائب بطيء أو معطّل... تنتظر ثم تنتظر حتى نفاد الصبر، وعندما تنتهي تكتشف أن البوردينغ استنفذ منك ساعتين بالتمام والكمال... مع فوضى لا توصف في تنظيم الطابور وفوضى عربات مرمية يميناً ويساراً من حولك.
تعتقد عند الانتهاء من البوردينغ أنك سلكت دربك نحو السفر، لتصطدم بمظاهرة من المنتظرين عند نقطة التفتيش والأمن العام. هنا المشهد مبكٍ حقاً، موظفون لا حول لهم ولا قوة، يتركون أمر التنظيم للناس، ويقفون متفرجين على السيل البشري المسافر. فالناس هم من ينظمون أمورهم. طوابير وطوابير موازية، ناس مع واسطة يتم فتح الطريق لهم وناس لا تتزحزح من أماكنها... لا مجال أمامك سوى أن تتصرف على الطريقة اللبنانية، أن تتجاوز ولا تلتزم، ومع ذلك يستغرق الأمر ساعة أو أكثر بقليل.
وما حال المطار واللاتنظيم فيه، إلا انعكاس لحال الاهتراء والتفكك الضاربة في بلد كان يوماً مضرباً للمثل في محيطه ودول الجوار.