لا شكّ في أنّ السعال الذي يحدث ليلاً بشكلٍ شبه متواصل هو أمر مزعج جداً، يمنع الشخص من الحصول على قسطٍ كافٍ وجيّد من النوم. فما أسبابه والعلاجات الموصى بها؟

صحيحٌ أنّ كل شخص معرّض للسعال الليلي، ولكنه شائع جداً بين مرضى الربو، وعندما يحدث، فقد يصبح من الصعب جداً النوم.

ووفق المؤسسة الوطنية الأميركية للنوم، «يؤدي السعال عموماً نفس الوظيفة، سواء حدث في الليل أو أثناء النهار، لإزالة المخاط والأجسام الغريبة من القصبة الهوائية وصندوق الصوت والرئتين.

وعندما تكون مريضاً، فقد يتفاقم السعال لديك في الليل، بسبب التنقيط الأنفي الخلفي الذي يشير إلى الإفرازات التي تسيل في مؤخرة الحلق بدلاً من خروجها من الأنف. وغالباً ما تُصاحب هذه الحالة نزلات البرد، فضلاً عن الإنفلونزا والحساسية والتهابات الجيوب الأنفية».

وأشار خبراء النوم، إلى أنّ الاستلقاء على الظهر يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التنقيط الأنفي الخلفي، وهو ما قد يكون السبب وراء ملاحظتك لسعال أسوأ في الليل. وعادةً ما يختفي السعال من تلقاء نفسه في غضون 3 إلى 4 أسابيع، ولكن أحد الأشياء التي تُسرّع الشفاء هو الحصول على قسطٍ كبير من الراحة.

وإذا كان السعال ناتجاً من نزلة برد أو إنفلونزا بدلاً من التدخين أو الحرقة أو الحساسية، فستحتاج إلى الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم لمساعدتك في التعافي.

ويرتبط النوم بجهاز المناعة ارتباطاً وثيقاً، كما أنّه يعزّز الشفاء، ويحسّن المناعة، لذلك فهو جزء أساس من التغلّب على السعال.

وإذا كنت تكافح من أجل الحصول على نومٍ أفضل في الليل رغم وجود السعال، ينصحك الخبراء باللجوء إلى العلاجات الطبيعية التالية:

تناول العسل
يمكن أن يساعد العسل في منع التهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد التي قد تسبب السعال. والعسل مضاد للفيروسات وللفطريات وللبكتيريا، ويمكن أن يقلّل من عدد مرّات السعال وشدّته ليلاً. وهذا يجعل العسل مشروباً مثالياً قبل النوم عند المعاناة من السعال. وقد يعمل العسل بشكلٍ أفضل من دواء السعال، لأنّ هذا الأخير يمكن أن يمنع السعال بالفعل، ويجعل من الصعب عليك التعافي من مرضك. وينطبق الشيء نفسه على مُزيلات احتقان الأنف، والتي يمكن أن تسبب أيضاً الأرق وتؤدي إلى آثار جانبية مثل الصداع والغثيان والدوخة.

إحتساء مشروب دافئ
إنّ شرب السوائل الساخنة، مثل الشاي الساخن أو حساء الدجاج، يمكن أن يقلّل من احتقان الأنف ويساعد في التنفس بشكلٍ أسهل. ووجدت دراسة أُجريت عام 2008 أنّ احتساء مشروب ساخن أو مشروب في درجة حرارة الغرفة، يمكن أن يحسّن السعال وسيلان الأنف والعطس، لكنّ المشروب الساخن يجعلك تشعر بأنك أقل برودة وتعباً ويُهدّئ التهاب الحلق. لذلك يُنصح بشرب كوب ساخن أو ارتشاف الحساء الساخن مساءً، إذا كنت قلقاً بشأن السعال في السرير، حيث يمكن أن يساعدك ذلك في الشعور بحالٍ أفضل وتحسين نومك.

رفع الرأس والعنق
يزداد التنقيط الأنفي الخلفي إذا كنت مستلقياً بشكل مسطّح بسبب الجاذبية، لذلك قد يساعدك دعم رأسك وعنقك بالوسائد في إدارة هذه الحالة. وتوصي مؤسسة «Sleep Foundation» باستخدام وسادة إسفينية أو وسائد سرير متعددة، لتشعر بالراحة أثناء الاستلقاء، في وضع يحافظ على ارتفاع رأسك فوق باقي جسمك.

الترطيب
أشارت الدراسات إلى أنّ مستويات الرطوبة العالية قد تساعد في تنظيف الممرّات الأنفية إذا كانت غرفتك جافة جداً. ضع جهاز ترطيب الهواء بنسبة 30 إلى 50 في المئة، باستخدام الماء المقطر، واتركه على طاولة السرير. وإذا كان الجهاز يحتوي على مؤقت، فاضبطه لبضع ساعات حتى يتمّ إيقافه أثناء نومك.