hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - متفرقات متفرقات

تسخين التبغ بدلًا من حرقه يحل معضلة السجائر على المستويات كافة

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠٢١ - 11:17

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

1.3 مليار شخص هم في عداد المدخنين من أصل مجموع سكان الأرض الذين يشكلون قرابة 7.9 مليار نسمة. إنه رقم صادم، خصوصًا إذا احتسبنا منهم الأطفال والمسنين والمرضى والحوامل، ليشكل مشعلو السجائر حول العالم شريحة لا يستهان بها أبدًا. وفي ظل هذه الضائقة الدخانية التي تؤثر في العالم أجمع، ومع الضغوط التي تشكلها آفة التدخين على صحة المدخن وجميع من حوله، تثقل الأعباء على كواهل الحكومات التي ترزح تحت الآثار الجانبية التي يخلفها الدخان وتطاول صحة الشعوب، مما يؤدي إلى تكبدها كلفة باهظة في القطاع الطبي من جراء أمراض شتى تصيب المدخنين.
كثرت التحذيرات من مخاطر التدخين، وبدأت تفرض الوزارات منذ سنوات عدة وضع ملصقات على علب السجائر تنبه من مخاطره، فيما توجه عدد كبير من الحكومات إلى اعتماد طرق فعالة أخرى في الدعوة إلى الحد من التدخين، عبر رفع أسعار علب السجائر بخاصة في البلدان المتطورة، ومنع التدخين في الأماكن المغلقة، وإبراز مضاره من خلال حملات توعوية وإعلانية متنوعة تؤثر في قرارات الفئات العمرية الشبابية وتغيّر في مسار من لا يزالون في مستهل طريقهم نحو الإدمان على النيكوتين. ولكن الثورة الحقيقية ضد التدخين أتت من قلب الدار، مع انقلاب كبرى شركات تصنيع السجائر على نفسها.
فمع تقدم العلم والتقنيات الحديثة، تم تطوير أجهزة تعمل على تسخين التبغ بدلًا من حرقه. إنها تمنح جرعة النيكوتين المناسبة التي يطلبها أولئك الذين يرفضون التخلي عن عادتهم، ولكن بضرر أقل، خصوصًا أن الدراسات العلمية بينت أن النيكوتين لا يشكل ضررًا بحد ذاته، بل إن احتراق التبغ هو المسبب الرئيسي للضرر مع تكوّن حوالى 6000 مادة كيميائية في دخان السجائر، بعضها مصنف بالخطر جدًّا.
وبذلك، تعددت الابتكارات التي تشرّع الباب واسعًا أمام المدخنين والوزارات والهيئات الصحية للمضي نحو عالم خالٍ من الدخان؛ ومعها تأهبت الشركات الكبرى وباشرت استثمارات بملايين الدولارات لتطوير أجهزة أقل ضررًا من السجائر، ولو أنها ليست خالية من المخاطر، لتمنح مستخدميها نفس الطعم والتجربة الحسية، ولكن من دون التسبب باصفرار الأسنان وبروائح كريهة في الفم وعلى الشعر والأثاث...
ومن بين الابتكارات المتعددة، برز جهاز IQOS الذي صممته شركة "فيليب موريس"، مستهدفةً من خلاله المدخنين البالغين فقط الذين لا يريدون أو لا يتمكنون من الإقلاع عن النيكوتين، آخذةً بأيديهم إلى الحل الأنجح المتوافر في الأسواق حتى اليوم، من دون أن يكون هو نفسه خاليًا من الضرر. وبعدما أنفقت "فيليب موريس" وحدها أكثر من 8 مليارات دولار في سبيل تطوير أجهزتها الخالية من الدخان، توصلت إلى ردع 20.1 مليون شخص عن التدخين في أكثر من 67 دولة، وحصلت على موافقة من وكالة الغذاء والدواء الأميركية على تسويق IQOS وبيعه ضمن أراضيها، على اعتباره "منتجًا تبغيًّا معدل المخاطر". وأتى ذلك بعدما صرحت الوكالة في وقت سابق أن "على الرغم من أن النيكوتين ليس مادة حميدة تمامًا، إلا أنه ليس مسؤولًا مباشرةً عن السرطان وأمراض الرئة وأمراض القلب التي تقتل مئات الآلاف من الأميركيين كل عام".
أما وزارة الصحة في المملكة المتحدة، فرحبت من جهتها بالابتكار الذي "سيقلل من الأضرار التي يسببها التدخين"، فيما اتجه عدد كبير من وزارات الصحة في العالم نحو تفضيل الحلول البديلة على السجائر، وإتاحة استخدامها في الأماكن المغلقة، مما سمح للأجهزة الخالية من الدخان باجتياح الأسواق العالمية على أنها مغير اللعبة الحقيقي بالنسبة إلى مستخدميها.
وعلى الرغم من انتشار أجهزة تسخين التبغ في كل أصقاع الأرض، وتأكيد خفضها للمخاطر بنسب كبيرة وفقًا لما أظهره العلم، وباعتراف الكثير من الأطباء الذين لاحظوا تحسنًّا في صحة مرضاهم بعد اختيارهم الحلول البديلة للسجائر، يبقى الإعلان عن أجهزة تسخين التبغ في الوسائل الإعلامية أمرًا ممنوعًا في معظم البلدان، ومنها لبنان.
قد تحتاج هذه الابتكارات إلى بعض الوقت لتؤكد لكل الجهات، وخصوصًا لمنظمة الصحة العالمية التي تهدف إلى خفض عدد المدخنين بنسبة 30% بحلول العام 2025، أنها بالفعل تقلل من مخاطر التدخين وأنها أفضل ما تم طرحه في الأسواق حتى الآن. وكذلك، نرى من الناحية الإيجابية أن شركات تصنيع السجائر هي نفسها تتحمل مسؤولياتها وتدعم الهيئات الصحية في أخذ المجتمعات بثقة نحو مستقبل خالٍ من الدخان، وإن كان الحل الأفضل بالنسبة إليها هو الإقلاع عن التبغ بأشكاله كافة.

هذا المقال برعاية فيليب موريس انترناشيونال.

  • شارك الخبر