hit counter script

ليبانون فايلز - متفرقات متفرقات

"الكورونافوبيا".. هل تحولت الإصابة بالفيروس لوصمة.. وعلى من تقع المسؤولية؟

السبت ٤ نيسان ٢٠٢٠ - 19:15

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في ظل الأزمة الراهنة التي يمر بها العالم، ظهرت الكثير من السلبيات الاجتماعية خاصة فيما يتعلق بالمصابين والمرضى بفيروس كورونا.

تحولت الإصابة في الكثير من البلدان إلى وصمة يعاني منها المصاب والأهل، مما انعكس بشكل كبير على الوضع الاجتماعي، الأمر الذي قد يدفع البعض لعدم الذهاب للطبيب، خشية الشك بأنه مصاب بكورونا.

العديد من الحالات من مختلف البلدان تعرضوا لمعاملات غير إنسانية لمجرد معرفة إصابتهم بالمرض، أو حتى الاشتباه به، حيث يختلف الأمر كليا عن مسألة الحذر المتبعة، فهناك مرضى رفضت العيادات استقبالها وهناك موتى رفض الأهل استلامهم أيضا، وهو ما طرح العديد من التساؤلات بشأن العوامل النفسية التي دفعت بعض الشرائح المجتمعية للتعامل مع المرضى والمتوفين في كل أنحاء العالم، وكذلك مسؤولية الفرد والمجتمع تجاه تنمية مثل هذه العمليات في ظل الظروف الراهنة.

وقالت الدكتورة، سهير لطفي، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر، إنه لا يمكن التعميم بأن كل مصاب بكورونا أصبح موصوما، خاصة أن الجميع معرض للعدوى حتى في ظل اتخاذ كافة الإجراءات.

وأضافت، في حديثها لـ"سبوتنيك"، "أن المغالاة من البعض في الإجراءات الاحترازية، خشية العدوى حول الأمر لديهم لدرجة الفوبيا، وأن ذلك يرتبط بالخصائص النفسية للشخص".
وأوضحت أن المغالاة في رفض التعامل أو الاقتراب من الشخص المصاب أو العائلة تفسر على أنها "وصمة"، كما أن تصريحات البعض من الفنانين أو المشاهير تجاه العمالة أو الوافدين حولت الأمر لفزاعة وفوبيا عند البعض. وأكدت أن مشاهدة البعض للمرضى والمتوفين بشكل يومي أدى إلى حالة من الهلع والخوف أكبر من الحرب العالمية الأولى والثانية، خاصة أن الخوف من المجهول ساهم في ترسيخ صورة ذهنية من الرعب والخوف تهدد المجتمعات كافة في إنحاء العالم.

تقول الدكتورة سلمى الحاج، طبيبة أسنان ليبية، إن تعامل الأطباء يجب أن يحاط بالحذر واتخاذ الإجراءات الاحترازية قبل وألا يتحول الأمر لغير ذلك، خاصة في ظل الظروف الراهنة.

وأضافت، في حديثها لـ"سبوتنيك"، " أن التعامل مع المرضى وخاصة الأسنان يحتاج لبعض الاسئلة عن الإصابات بأمراض سابقة والآن يسأل عن إن كان تعرض لإصابة بمرض كورونا أو لا، حتى يأخذ الطبيب حذره".
وترى أنه بعض ظهور فيروس كورونا قد تطرأ بعض الإجراءات الجديدة للتعامل مع المرضى المتعافين وذلك حسب الدراسات والأبحاث التي تجرى لا بشكل عشوائي.

في ذات الإطار قالت نائبة رئيس فيدرالية رابطة حقوق النساء بالمغرب، سميرة موحيا، إن الكثير من المجتمعات للأسف تعتبر أن الإصابة بفيروس كورونا المستجد عيب، ويوصم المصاب به بالعار ويدان اجتماعيا وخاصة النساء.

وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك":" أن النساء أكثر من يتعرضن لحالات النبذ المجتمعي والوصم، وأن تصوير المرضى بالفيروس والتشهير بهم في وسائل التواصل الاجتماعي يخلف الكثير من الآثار السلبية على الصحة النفسية، خاصة أن هذه العملية هي مسؤولية المجتمع والدولة".
على جانب آخر تقول الكاتبة السعودية سحر أبو شاهين: " لم أشاهد شخصيا ما يشير لهذه الوصمة، نحن الآن في فترة حجر صحي، وساعات التباعد الاجتماعي ومنع التجول طويلة، لذا فنحن لا نلتقي بأصدقاء، أو أقارب أو حتى جيران. وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك":" فلا أظن أنه توجد فرصة ليشعر المتعافي من كورونا بوصمة، أو تمييز ضده، كما أن الوعي الصحي جيد بشكل عام، بأن المتعافي لا ينقل العدوى، وبالتالي لا يشكل خطرا على أحد".

من ناحيتها قالت النائبة زينب عبد الأمير عضو البرلمان البحريني، إن العالم اليوم أصبح منغلقا على ذاته، بسبب أزمة كورونا التي خلفت أزمات مجتمعية، حيث تجلت العنصرية بشكل واضح.

وترى في حديثها لـ"سبوتنيك" أن الأولوية القصوى هو أن يتعاون المجتمع الدولي في مكافحه الفيروس، في حين أن قياس الأثر النفسي والمجتمعي غير ممكن في الوقت الراهن مشيرة إلى أن المجتمع البحريني ضرب أروع الأمثلة بتكاتفه وتلاحمه في مواجهة أزمة كورونا، وأن قيادة المملكة على وعي المواطن البحريني، وحبه وانتمائه، وأن ما ظهر جليا في التزام جميع المواطنين بالتعليمات الصادرة من الجهات الرسمية، وذلك من منطلق واجبهم ومسؤوليتهم تجاه الوطن.

وتابعت:" للأسف فجر هذا الوباء مصطلح "الكورونافوبيا" تجاه بعض الأعراق، في بدايات انتشار الفيروس، إلا أنه مع تفشي المرض لا اعتقد وجود أي تمييز عنصري مرتبط به، في أي من دول العالم. العنف الأسري ألقى الحجر المنزلي بظلاله أيضا على عمليات الوضع الأسري ما دفع منظمة الصحة العالمية بإجراءات للحد من "العنف الأسري" نتيجة البقاء في المنازل، على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض (كوفيد 19).

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس، أمس الجمعة، في مؤتمر صحفي، إن المنظمة تلقت تقارير من عدة دول وحكومات تؤكد تزايد حالات "العنف الأسري" مع استمرار بقاء جميع الأشخاص في المنازل منذ تفشي فيروس كورونا، معربًا عن حزنه لتلك التقارير.

سبوتنيك

  • شارك الخبر