hit counter script

ليبانون فايلز - متفرقات متفرقات

التبوّل الليلي لدى الأطفال... أمر خطر أم عابر؟

السبت ٢٥ حزيران ٢٠٢٢ - 07:53

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تتّسم مرحلة الطفولة بجمالها من جهة وصعوبتها من جهة أخرى، فالأهل يتعبون جدّاً لتوفير كلّ ما يحتاج اليه طفلهم وتأمين حياة سعيدة له. فالصعوبة تكمن في تعليمه على الكلام، المشي، والتخلّص من «الحفاض»، وصولاً إلى اعتماد الطفل على نفسه ليصبح قادراً على قضاء حاجته بالصورة المطلوبة. ولكن ماذا لو فاجأك ابنك الذي تجاوز سنّ الثالثة بالتبوّل ليلاً؟

كثيراً ما نسمع عن التبوّل الليلي لدى الأطفال ولا نعير الموضوع اهتماماً، ولكن على الرغم من أنه ليس اضطراباً طبياً خطراً، إلا أن التبول اللاإرادي يؤثر سلباً في شخصية الطفل وفي انخراطه في المجتمع، كما يسبب الضغط النفسي للأسرة بأكملها ويشكّل لهم قلقاً.

نوعان من التبول الليلي

التبوّل الليلي هو تسرّب عفوي متكرّر للبول أثناء النوم عند الأطفال من سنّ الخامسة وما فوق، يحدث مرّتين في الأسبوع على الأقلّ، ولمدة ثلاثة أشهر بشكل متواصل. كما يصاب الذكور أكثر من الإناث بثلاث مرات بالتبول الليلي، ويعتبر هذا النوع الأول. وشدّد اختصاصي طب الأطفال د. نيكولا عطية، على أن معظم الأطفال الصغار الذين يعانون من التبول اللاإرادي الليلي يكونون طبيعيين جسديًا وعاطفيًا.

أما تسرّب البول الثانوي، فهو مرحلة ما بعد قضاء الطفل حاجته بنفسه، وإصابته بعد فترة بالتبول الليلي.

أسباب حدوث التبول الليلي

وبحسب عطية، هناك عدد من العوامل يمكن أن تسبب تسرّب البول الليلي عند الأطفال، وأهمها النفسية:

- حدوث وفاة في العائلة.

- توتر، مشاكل عاطفية.

- طلاق الأهل.

- الإحساس بالغيرة من ولادة طفل جديد.

- غياب هرمون يسمى الهرمون المضاد لإدرار البول «ADH» أو قلّته لدى الطفل، فوظيفة هذا الهرمون الذي يتكاثر عادة في الليل هي تثبيط انتاج البول.

العلاج

تبدأ المرحلة العلاجية بالعمل على تحسين الوضع النفسي للطفل الذي تأثّر من التبوّل الليلي، وشدّد عطية على التعامل مع الموضوع بسلاسة وهدوء وعدم توبيخ الطفل وتحميله أي ذنب. فضلاً عن عدم عزله اجتماعياً بل على الأهل دفعه الى الانخراط في المجتمع والتعامل مع الموضوع على أنه أمر طبيعي.

في البداية، يتم التحقق من وجود التهابات في البول، لأن هذا النوع من الالتهاب يسبب التبول الليلي لدى الأطفال، بالإضافة إلى حثّه على الدخول إلى المرحاض قبل الخلود الى النوم، وعدم شرب السوائل على أنواعها قبل النوم بثلاث ساعات، والامتناع عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الكافيين، مثل: الشوكولاتة، والحلويات الغنية بالسكر، فإضافةً إلى كونها تسبب الشعور بالعطش والرغبة في الشرب، من المعلوم أن الكافيين يعد مادة مدرّة للبول.

وفي حال بقي الولد يعاني من التبول الليلي بعد هذه المحاولات، يلجأ الطبيب للدواء لمدة ستة أشهر على الأقلّ، الذي يحتوي على مادة اصطناعية تشبه في تركيبها تركيبة الهرمون المدر للبول في حال وجود عدم توازن في مستوى هرمون «الفازوبريسين».

أما هبوط المثانة أو «الارتخاء»، فلا يحدث عند الأطفال أبداً، بل لدى الكبار فقط.

هل التبول اللاإرادي وراثي؟

أُجريت العديد من الدراسات لمعرفة ما إذا كان التبول اللاإرادي وراثيا أم لا، نذكر منها:

- تم الإبلاغ عن التبول اللاإرادي عند 43% من أطفال الآباء الذين يعانون منه، و44% من أطفال الأمهات اللواتي يعانين منه، و77% من الأطفال الذين يعاني كلا الأبوين منه.

- ووجد أن 50% من الأطفال المصابين بالتبول اللاإرادي، لديهم تاريخ عائلي للتبول اللاإرادي.

- كما أُجريت دراسات شملت فحوصات على جينات معينة وبروتين معين، ووُجد أن هناك علاقة بين بعض المتغيرات الجينية والسلس البولي، بحيث أن هناك تفاعلا بين العامل الوراثي مع العوامل البيئية، لكنه ليس واضحًا تمامًا.

وختم طبيب الأطفال داعياً الأهل للانتباه جيداً لكل ما يجري مع أطفالهم وعدم إهمال أي عارض صحي قد يواجههم. ونصح الأهل باتباع أسلوب التعزيز الإيجابي، فهو يعد أسلوبًا ناجحًا وفعالًا في معالجة التبول الليلي، فأسلوب مكافأة الطفل أو التعزيز الإيجابي بعد أن تكون قد مرت ليلة دون أن يتبول بشكل لاإرادي قد يزيد من ثقة الطفل بنفسه، ومن عزيمته ورغبته في التوقف عن التبول ليلًا.

  • شارك الخبر