hit counter script

ليبانون فايلز - متفرقات متفرقات

الأساليب السليمة لترويض الولد المشاكس

السبت ٤ شباط ٢٠٢٣ - 08:08

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

سوء تعامل الوالدين مع الطفل، خصوصاً الوالدة، يترك آثاره السلبية على تصرفات الطفل التي قد تصل الى حد المشاكسة والمعاندة والاغاظة، الى ما هنالك من اساليب يجيد الطفل استعمالها ببراعة احيانا. علم السلوك الانساني يتطرق الى هذه النوعية من المشاكل التي تعانيها الام، ولا سيما مع الابن "الصعب" كما يطرح بعض الحلول.

بطبيعة الحال لا في مشرق الارض ولا في مغربها طفل يبقى "هنياً" و "عاقلا" طوال الوقت. ولكن والحق يقال ان تربية او تنشئة بعض الاطفال تبدو اكثر صعوبة في تربية غيرهم. فحوالى 15 في المئة او اكثر من الاولاد الذين هم تحت السادسة يحملون بجدارة لا يحسدون عليها صفة "الطفل الصعب" الجميع يودون بالطبع التأكد مما اذا كان طفلهم "المزاجي" من النوع الذي تنطبق عليه صفة "الصعوبة". من اجل ذلك نلتجئ الى تعريف علمي للطفل "الصعب"، تبعا لما يقوله الطبيب ستانلي تيوريكي الذي يعمل كمدير "لبرنامج الطفل الصعب" في احد مستشفيات نيورك، فان هذا الولد يميز بالتالي:

نوبات او فورات غضب (قد يكون الولد من النوع الذي كان يتعرض للاصابة بالمغص في فترة الطفولة الاولى، ويبدو ان المغص لم يبرحه تماما) الميل الى التعبير الصارخ عن حال مزاجية، وجود صعوبة في التعامل مع المواقف الجديدة، التأجج، عدم انتظام فترات الاكل والنوم، حساسية فائقة تجاه اللمس او الصوت. مما لا شك فيه ان قلة من الاولاد تنطبق عليهم كامل الصفات المذكورة. اما في حال حصل وانطبقت هذه الصفات جميعها على ولد ما فانه لن يبدو "مجرد طفل صعب بل يبدو ولدا عنيداً متمرداً".

وفي اي حال فان اثنين او ثلاثا من هذه الصفات كافية لان تغرق حياة كامل العائلة بالتوتر وحتى بالنزاعات المرة.

بعض الحلول: لكل الامهات المعذبات نطرح بعض الارشادات التي طورها الدكتور تيوريكي لتسهيل التعامل مع اعتى انواع السلوك اشكالية لدى الطفل.

- عدم انتظام النوع والاكل:

تنصح الام هنا بان تعوّد طفلها السير وفق برنامج دقيق صارم للنوم ولاوقات الاكل يجب ان تنظر الوالدة الى ان ابنها تعوزه الساعة الداخلية الذاتية التي تنبهه الى كل وجبة او الى وقت النوم. وهذا معناه فرض نظام سلوكي في الخارج (من خارج الولد) – ولكن عملية تعويد الطفل تبني برنامج محدد للنوم والاكل لا تعني اجباره قسرا على الاكل والنوم. فبالامكان مثلا السماح له باللعب قليلا في الفراش قبل النوم اذا ما راقه ذلك.

التأجج: الطفل الذي يبدو قلقا (متململاً ولا يهدأ) وغير منظم وعلى شيء من التشوش انما هو في حاجة الى زرع اشياء او عادات روتينية في داخله، وليس مهما نوع هذه "الروتينات" بمقدار ما هو مهم تردادها اليومي بالنظام نفسه، على سبيل المثال لا الحصر: الاستجمام، فرك الاسنان، الاستماع الى قصة ترويها الام قبيل النوم – على ان يراعى التسلسل نفسه كل مساء.

- نوبات الغضب: يفترض بالاهل البحث عما يثير هذه النوازع الخلقية كي يبادروا الى تجنب المواقف التي تنتج منها. وقد يفيد هنا تجاهل الام الذكي للطفل. فحالما تبدأ النوبة، تعمد الام الى المحافظة على هدوء اعصابها وسكونها الواثق دون ان يعني هذا الاستسلام للطفل. ويستحسن عدم التورط الكلامي مع الطفل بهدف تهدئته او معاقبته.

صعوبة التأقلم مع المواقف الجديدة: المطلوب من الام هنا – هو منح الطفل مزيدا من الوقت ليعتاد اي شيء جديد – ففي حال اشترت له الام كنزة صوفية مثلا، يجب ان تسمح له بابقائها في خزانة (دولابة) مدة، ومن ثم بارتدائها في المنزل قبل ان تتوقع منه ارتداءها خارج البيت.

ولد عادي: ويمكن القول ان الولد الصعب مثله مثل بقية الاطفال الآخرين، افضل ما يتجاوب والتعامل الحازم ولكن السليم – وهذا يتطلب خصوصا من الام عدم تقديم خيارات كثيرة امام الولد اضافة الى كثرة الافراط في الشرح.

ويفيد في هذا المجال ايضا تبني موقف محايد، غير متحيز سلبا او ايجابا، وان يكون التعامل مع السلوك وليس مع الحافز الذي يملي على الطفل ذلك السلوك، لان هذا يؤدي الى السقوط في حالة من التبرير العقيم. والمرأة التي تتعامل والحافز هي تلك التي تجد نفسها تردد دائما: "لماذا يفعل بي هذا". بعد كل ما تقدم يبقى امامنا سؤالان صغيران، اولهما هل الاهل هم سبب السلوك الصعب لابنهم المشاكس؟ وثانيهما هل ان هذا الولد انسان غير عادي؟ ردا على السؤال الاول يؤكد الدكتور تيوريكي ان طبيعة سلوك هذا الخلق من الاطفال لا يمكن القاؤه عليهم كأهل. لذلك نراه يوصيهم بالبحث اذا شاؤوا عن معالج مختص "يعرف شيئا عن المزاج والطباع الحساسة ويدرك ايضا ان الاهل ليسوا مصدر السلوك الاشكالي، ويشير الى ارشاد العائلة في التعامل مع الولد دون ان يركز على علاج ذلك الطفل". يقول الدكتور تيوريكي بطبيب لا يركز على علاج الطفل لاقتناعه بان طفلا في هذه الحال هو طبيعي وعادي وليس هناك شيء لمعالجته، وفي هذا القول بالطبع اجابة كافية عن السؤال الثاني.

ولمن يريد مزيدا من الايضاح يقول الدكتور تيوريكي ان هكذا نوع من الاطفال يصبح اكثر طواعية وهناء بوصوله الى السادسة او السابعة او حتى بعمر الدخول الى المدرسة، شرط ان يجيد الاهل عملية التعامل معه وتوجيهه، والادهى ان مثل هذا الطفل يتحول مع الايام اكثر يجابية ويظهر روحا ابداعية كبيرة...

اخيراً قول تيوريكي للام "اذا ما استطعت اجتياز تلك السنوات المبكرة مع طفلك الصعب بسلام، ستجدين بعدها مردوداً كبيراً بانتظارك.

من يجلس قرب "البابا"

كانت ابنة الخامسة تتنازع كل يوم مع شقيقتيها اللتين تكبرانها بثلاث سنوات واربع تباعا حول من ستجلس قرب "البابا" في اثناء نقلهن بسيارته الى المدرسة. وقد شكل الامر مصدر ازعاج كبير للوالد على مدار الايام، الى ان توصلت الام الى حل للمشكلة. كانت الوالدة في الاساس قد اوكلت بشكل دوري لاحدى ابنتيها امر تحضير المائدة، وغسل الصحون بعد العشاء، لذلك فقد ارتأت كحل "لمشكلة الجلوس" ان من حق التي يكون دورها اليومي في تحضير المائدة الجلوس الى جانب "البابا" وهكذا حُلت مشكلتان في آن واحد، واصبح امر غسل الصحون مرتبطا بمكافأة الجلوس قرب الوالد.

ماري الأشقر - الديار

  • شارك الخبر