hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - كريم حسامي

"East-Med Pipeline".. الهدف الأول والأخير للمرحلة المقبلة

الإثنين ٢٥ آذار ٢٠١٩ - 06:07

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يعد سراً أن هدف سياسات أميركا في العالم والشرق الأوسط هو الموارد الطبيعية، وأهمها النفط والغاز والمياه.

لم يعد سراً أن إسرائيل هي دولة اليهود التي لطالما حلموا بها منذ 3000 سنة حيث يعتبرون أن فلسطين أرضهم المقدسة وأرض أجدادهم.

وأكبر دليل على هذا الكلام هو وعد "بلفور" (رسالة من وزير الخارجية البريطانية أرثر بلفور إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية عام 1917) أي في الحرب العالمية الأولى التي كانت من أهم نتائجها هذا الوعد، اذ قال اللورد روتشيلد خلال مقابلة عام 2017 حرفيا أن "وعد "بلفور" إحدى أهم وأكثر اللحظات استثنائية في تاريخ الشعب اليهودي"، مشدداً على أن "المجهود استغرق 3000 سنة للوصول إلى هذه المعجزة"، فاصبحوا صريحين مع الرأي العام في الفترة الأخيرة.

الوعد الذي كان مبرر فرضه أمراً واقعاً على الأرض هي "المحرقة" التي كان أداتها الزعيم النازي أدولف هتلر الذي بدأ الحرب العالمية الثانية. وبمباركتهم، عبر التضحية بعدد قليل من عرقهم الذي يعتبر أقلية في عالمنا (1%) لمصلحة القضية الكبرى "إسرائيل"، فعدد "ستة مليون يهودي" هو رمز لهم (نحو ثلثي عدد اليهود عالميا) بين 1941 و1945 وهي مدّة الحرب.

وهذا الرمز أسّس لانطلاقة مشروع "إسرائيل" ميدانياً للقول لليهود في أوروبا أن القارة أصبحت خطرا عليهم وليهاجروا إلى فلسطين حيث دولتهم (إسرائيل) التي ستحميهم بعد انتهاء الحرب عام 1945.

ووضعوا "حجر الأساس" لإسرائيل عام 1948 بقوة السلاح مسببّين النكبة للفلسطينيين تحت غطاء قرار أممي.

ومنذ تلك السنة حتى يومنا هذا، طوّروا دولتهم على كلّ المستويات، منها الجغرافية، وذلك على حساب شعوب المنطقة مكلّفة عدداً كبيراً من الحروب وإراقة الكثير من الدماء والتدخّل في بلاد الجوار لإضعافها وشرذمتها طائفيا، وخصوصاً أخذ مواردها من نفط وغاز ومياه الخ.

كلّ ذلك مستمر حتى الآن بهدف تقوية إسرائيل لتصبح الأولى في الشرق الأوسط، والسيطرة على نفط المنطقة أي الحصول على 80 في المئة من النفط العالمي ما يؤدي إلى السيطرة على اقتصادات العالم والشركات الصناعية الكبرى انطلاقاً من الشرق الأوسط.

خط الغاز الأطول في العالم

وبعد 70 سنة، وصلوا إلى أهم عنصر في مشروعهم بمراحله الحالية، في مدّ خط غاز يسمّى (East - Med Pipeline) الذي سيمرّ من إسرائيل، عبر قبرص واليونان إلى أوروبا وطبعا بالاتفاق مع هذه الدول، ما عدا لبنان.

كانت دول أوروبية قد وقّعت مع إسرائيل عام 2017 على "الإعلان المشترك" القاضي "بتعزيز العمل الهادف إلى مد الخط البحري لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا في غضون 8 سنوات مقبلة". وينصّ الاتفاق على مدّ خط غاز في أعماق البحر بطول 2000 كيلومتر، والذي سيكون الأطول في العالم، وسيُتيح لإسرائيل تصدير الغاز للدول الموقِّعة على الاتفاقية ولدول البلقان ودول أوروبية أخرى.

ويشمل المشروع إقامة أنبوب بحري بطول 1300 كيلومتر من حقل الغاز شرق البحر المتوسط حتى جنوب اليونان، وكذلك أنبوب بري بطول 600 كيلومتر باتجاه غرب اليونان، بحيث يرتبط بأنابيب قائمة من أجل نقل الغاز إلى إيطاليا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي. كما تشير التقديرات الأولية إلى أنه سيتمّ نقل نحو 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً. وتخطط إسرائيل إلى مد أوروبا بالغاز الطبيعي بدءاً من 2025 عبر خط أنابيب يبلغ طوله 2100 كيلومتر.

كلّ المخططات والأحداث التي تحصل وستحصل هي من أجل تحقيق هذا المشروع، إن كان سلمياً أو بالقوة، فتريد إسرائيل تثبيت حدودها عبر "صفقة القرن" وأخذ وعود "بلفورية" صغيرة كالاعتراف بالقدس والجولان وغيرهما مستقبلا، من أجل الإفادة إلى الحد الأقصى قبل البدء بالأنبوب، فهل تنجح؟

  • شارك الخبر