إستمع للخبر

"قيمة الوطن أنك تجد فيه العدالة أكثر من أي مكان أخر. قيمة الوطن أنك تجد فيه الحب أكثر من أي مكان أخر، وعندما يخلو الوطن من الحماية والعدالة والحب، يصبح المواطن غريبا".

القضاء مؤسسة الشعب الاولى، التي يأوي إليها لحفظ إنسانيته وصون كرامته، وفي حال إهتزاز هذه الصورة، وكثرة إنتشار الظلم والمحسوبية، يسقط القضاء في إمتحان العدالة التي تقع في مخالب منظومة لا تفوّت فرصة في الإنقضاض عليها لتثبيت سلطانها.

نعم فساد القضاء يعني فساد الحكم، فساد السياسة، فساد الإقتصاد، فساد التربية وفساد المجتمعات.
أهلا بكم في جمهورية "النيترات القضائي" الذي إنفجر اليوم بين محقق عدلي يدعى طارق البيطار ومدعي عام تمييز يدعى غسان عويدات.

25 كانون الثاني 2023، تاريخ ينضمّ الى سلسلة التواريخ المشؤومة، يوم سقطت العدالة على مدخل القضاة، يوم تحوّل فيه القضاء من قضاء بحكم العدل، الى قضاء بحكم "الحاكم بأمره".

في الجمهورية حيث الإفلات من العقاب هو القاعدة، في الجمهورية التي برز فيها إسم طارق البيطار كبارقة أمل في إحتمال أن تتحقق العدالة ذات يوم، سقطت العدالة سقوطاً حراً، وإختل الميزان الى ما لا رجوع.

لا أحدثكم عن حرب إقتصادية ولا عسكرية، أحدثكم هذه المرة عن حرب "القضاة" بسيف المنظومة، قُطع رأس السلطة القضائية أمس، ومن كان يُفترض أن يعلن الحقيقة الساطعة في أكبر الإنفجارات غير النووية عبر التاريخ نحر نفسه بسكين ردة الغعل الإنتقامية.

إنه صراع القضاة على حلبة جثث ضحايا أبرياء لا ذنب لهم سوى "الصدفة"، صدفة مرورهم في مكان وزمان إنفجار عنبر النيترات.

قرارات وقرارات مضادة، مذكرات توقيف وإخلاءات سبيل "غبّ الطلب"، لهذا الحد تعبث السياسة عندنا بالعدالة والنظام والاخلاق، فكلما إستُنبط حكم جديد، إستُنبطت طريقة للتخلص منه.

الى قضاة بلادي: دعوا ثأركم جانباً، لأنه عندما يدخل الثأر من الباب، تخرج العدالة من المدخنة.

أهل الحق اسأل: هل قرأتم يا سادة أن "العدل أساس الملك"؟ لا تنسوا أنكم تصدرون الأحكام "بإسم الشعب اللبناني".

إتقوا، أنكم برفقة عدالتكم ستجتازون العالم أما برفقة ظلمكم لن تعبروا عتبة بيتكم!