ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري
هوكشتاين ومهمة الساعات الفاصلة عن الحرب
الأربعاء ١٤ آب ٢٠٢٤ - 00:00
تتجنب الدول الاوروبية ومعها الولايات المتحدة أي تصعيد على الحدود الجنوبية، وتسعى وفق مصادر وزارية مطلعة الى ايفاد مندوبيها الى لبنان استباقا لأي رد من قبل الحزب على عملية اغتيال قائده فؤاد شكر.
المصادر تؤكد ان أبواب الضاحية لا زالت موصدة امام أي رسالة دبلوماسية تدعو الى تجنب الرد، لافتة الى أن حزب الله فوَّض الرئيس نبيه بري للحديث عن المقترحات التي يراها مفيدة وتنعكس ايجابا على الميدان وهي واضحة تتعلق بوقف العدوان على غزة والانسحاب الفوري من القطاع وهو الامر المرفوض بالمطلق من قبل حكومة نتنياهو.
المصادر تشير الى أن الحلول بعيدة في ظل تمسك الاطراف بشروطها وترى أن الميدان هو صاحب الكلمة الفصل ومن يتقدم فيه ينجح أكثر بتمرير شروطه. وأمام هذه الحالة لا تتوقع المصادر انفراجة على مستوى الحرب بل مزيد من عملية شراء الوقت من قبل الاميركيين المدركين أن حكومة نتنياهو سترفع سقف تهديداتها وهي تنتظر اي ضربة ايرانية لترد بمثلها وربما أقوى وفي عمق طهران.
المصادر الوزارية تتحدث أيضا عن علم مسبق للرئيس نجيب ميقاتي بالتصعيد الاسرائيلي ضد لبنان. من هنا عمد الرجل الى عقد اجتماعات يومية مع اللجان الوزارية لمواكبة التطورات لاسيما الطارئة ويضغط على الوزراء لاسيما المحسوبين على التيار الوطني الحر من أجل المشاركة في الجلسات الحكومية التي تركز في بنود جدول أعمالها على تلك المرتبطة بالحرب وسبل مواجهة الازمات الكارثية التي قد تنتج عنها. وتوضح المصادر الوزارية أن ميقاتي متخوف من آثار أي ضربة اسرائيلية وهو تمنى على الحزب عبر الموفدين بأن يضع مصلحة لبنان أولا، لأن ما يسمعه عبر الاتصالات الهاتفية او اللقاءات مع الدبلوماسيين الغربيين خطير ويتخطى التهديدات الاسرائيلية التي اعتدنا عليها ويصب في خانة الجنوح الواضح لنتنياهو ورغبته بالحرب على الحزب وايران.
وفي حين تلقى لبنان الرسمي في الساعات الماضية اتصالا من الدوائر الدبلوماسية الاميركية يفيد بوصول هوكشتاين الى بيروت للقاء الرئيسين بري وميقاتي، اشارت مصادر متابعة لجولة المبعوث الاميركي الى أن الرجل يسعى مرة جديدة مع حزب الله عبر الرئيس نبيه بري من اجل الدفع قدما بالمشاورات الجارية لوقف اطلاق النار، لافتة الى أن أي كلام عن سلة حل للحدود قد يطرحها الرجل مع الحزب هي مجرد تكهنات لأن الوضع على الحدود لم يتبدل، والبنود التي عرضت سابقا بين الحزب واسرائيل عبر واشنطن لا زالت على حالها وتم رفضها من قبل الطرفين. وأكدت المصادر أن الاميركي يسعى حتى الربع الساعة الاخير لتجنيب المنطقة كارثة الانهيار الكبير حيث تُفضل واشنطن الحلول الدبلوماسية عن الحرب لأن خسائرها ستكون مدمرة، وهي تضغط على نتنياهو للسير بالهدنة ولكن من دون أي جدوى.
على مقلب حزب الله صمت مطبق بانتظار ساعة الصفر الايرانية والتكتم يطغى على المجالس الخاصة لقياداته السياسية التي تتجنب الدخول بأي تفصيل، مفضلة انتظار الايام المقبلة ومصير محادثات غزة التي ستسلك برأيها طريق الفشل، الامر الذي سينسحب حكما على الميدان وتكتفي بالقول: "الميدان هو المفاوض الاول والاخير".