hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

هل يحتضن اللبنانيون "حزب الله" في الحرب المقبلة؟

الجمعة ١٧ آذار ٢٠٢٣ - 00:25

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


انشغل اللبنانيون في الساعات الماضية بالخبر الاسرائيلي والذي تحدث عن عملية أمنية "مُعقدة" جرت في احدى المستوطنات الشمالية ووُجهت أصابع الاتهام الى حزب الله وسط تكتم شديد عن الظروف التي ساهمت بايصال زارع العبوة الى منطقة مرج ابن عامر في الشمال، ما بين مدينتي أم الفحم والناصرة وما اذا كان هذا التسلل هو الاول من نوعه ام أن تجارب سابقة قد نجحت في الداخل الفلسطيني المحتل.
أسئلة كثيرة تدرسها القيادة الامنية كما العسكرية الاسرائيلية للرد عليها بحسب ما يؤكد الاعلام الاسرائيلي، غير أن اللافت في هذا الاطار تكتم حزب الله عن هذا الموضوع لضرورات أمنية عسكرية ونفسية أيضا، في حين يتهيأ الحزب لأي ردة فعل عسكرية غير محسوبة خصوصا وأن القيادة السياسية الاسرائيلية في أزمة كبيرة لم تشهدها منذ سنوات، وهي في مثل هذه الحالات تلجأ الى تصدير أزماتها الى الخارج عبر افتعال حروب مع الدول المجاورة لتنفيس الاحتقان الداخلي.
ووسط موجة المخاوف من حرب مقبلة على مستوى المنطقة، ثمة خشية من أن يكون لبنان انطلاقة لشرارتها عبر مواجهة مباشرة بين حزب الله واسرائيل التي تُحَمّل الحزب مسؤولية اي تطور على الحدود وتتهمه بانتهاك الهدنة التي أرساها القرار 1701 وكان آخرها ما زعمته تل أبيب إقامة الحزب في الأسابيع الأخيرة نحو 15 نقطة مراقبة جديدة على طول الحدود جنوبا، وتتكون هذه المراكز التي يديرها عناصر حزب الله من برج مراقبة ومنشآت سكنية مجاورة. وقبل العملية العسكرية الاخيرة اتهمت اسرائيل سورياً في مدينة الناصرة بتهم التجسس لصالح حزب الله وكان الجيش الإسرائيلي قد اعتقله في كانون الثاني الماضي.
اذا التصعيد بين الحزب واسرائيل سيد الموقف، فيما لبنان يغرق في أزماته وباتت أي حرب شبيهة بحرب تموز 2006 مكلفة على اللبنانيين الرافضين اليوم لنهج حزب الله وسياسته، حيث تُفضل فئة واسعة منهم النأي بالنفس عن كل ما يحصل انطلاقا من معادلة "عند التسويات تحفظ الدول رأسها". أما في لبنان فتحضر الرؤوس وتغيب الدولة المركزية وهذا ما يُشكل انتكاسة حقيقية للبنانيين. وفي حال ورَّطت اسرائيل الحزب بأي حرب فإن سيناريو الـ 2006 مستبعد على مستويين:
-الاول داخلي، حيث سيواجه الحزب رفضا داخليا قاطعا لهذه الحرب وستُعاني بيئته من أزمة نزوح نحو المناطق التي فتحت أبوابها للجنوبيين في العام 2006 . واليوم تساهم الازمة الاقتصادية والمالية في اقفال أبواب القرى لأي جنوبي في حال قررت اسرائيل شن حربها. والى العامل الاقتصادي ثمة أيضا عامل سياسي حيث ساهم الثنائي حزب الله حركة امل بدورهما بخلق بيئة معادية لهما وهذا الامر قد يُربك الحزب في حربه المقبلة، لاسيما وأن ظَهْرَ المقاومة لن يكون محميا، وقد تستغل اسرائيل هذا الامر لمحاصرة حراكه. وهنا يخشى الحزب من عمليات انزال جوية تساعد فيها جهات سياسية وتُشعل نار الاقتتال الداخلي.
-اما الثاني، فخارجي ويتمثل بعدم رغبة أي دولة لاسيما من الخليج المساهمة بإعادة الاعمارعلى غرار ما حصل في العام 2006 حين بادرت قطر الى اعادة اعمار القرى في الجنوب بحوالى الخمسمئة مليون دولار، هذا بالاضافة الى المساعدات التي جاءت من قبل دول خليجية اوروبية وعربية.
وبين داخل رافض لحزب الله ولخطاباته ويُصر على اللامركزية الادارية الموسعة كمقدمة لتطبيق الفيدرالية لاسيما المناطق المسيحية، وخارج مشغول بأزماته، لا مصلحة لحزب الله بحرب مع اسرائيل. فرغم كل الخطابات التي تحمل النَفَس التشويقي لقادة الحزب من مفردات سحق اسرائيل وإزالتها من الوجود، فإن الكلفة على اللبنانيين ستكون باهظة ولن تقبل بيئات عدة بتحملها بل ستسعى الى استغلال الفرصة لتسويق نظامها الخاص داخل دولة الـ10452 كلم2.

  • شارك الخبر