hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

هل حسم نجاد عصام فارس ترشحه للانتخابات؟

الأربعاء ١٣ تشرين الأول ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تعيش الساحة العكارية فراغاً حزبياً كبيراً مع تشتت أصوات ناخبي التيارات السياسية في المنطقة ودخول عوامل كثيرة ساهمت بضياع البيئة الحزبية التي تُعد الرافعة الاساس للأحزاب التقليدية. وبفعل الهريان الذي أصاب الطاقم السياسي بعد ثورة 17 تشرين، اتجهت الانظار الى التحالفات الجديدة التي ستقود النواب الـ 128 الى ساحة النجمة عام 2022.

في عكار خسرت الاحزاب السياسية الكثير من شعبيتها، وساهمت الازمة المالية في زيادة النقمة على هذه الطبقة، حيث بدا العكاري محتاراً لا حول له ولا قوة في ظل تقاعس نوابه وخلفهم أحزابهم الذين اختاروا التسوية على تأدية دورهم كنواب تشريعيين للأمة.

في الانتخابات النيابية قبل أربع سنوات كان تيار المستقبل الرافعة الكبيرة داخل الساحة السنية، أعطى الجميع ووزع أصواته بين القوات والتيار ولم تتأثر قوته التجييرية حينها بالتسوية الرئاسية التي عقدها الحريري مع الرئيس ميشال عون، بل ظل قادرا على تحريك الثقل السني في المحافظة، في وقت نجحت احزاب السلطة بالتعامل بشكل جيد مع القانون الجديد الذي فَصَّلته على مقاسها فكان الصوت التفضيلي القوة الاساس لنجاح نواب هذه الاحزاب.

بعد أربع سنوات، تبدل المشهد، إذ فَقَدَ تيار المستقبل في عكار ثقله السني الذي ورثه الحريري الابن عن أبيه، وانقسم الصوت الانتخابي وتجاذبته مجموعات كثيرة بعضها يتصل بالمجتمع المدني وبعضها الآخر بدول خارجية أبرزها تركيا، في حين تسلّل نجم بهاء الحريري في سماء المحافظة من خلال جمعيات يدعمها الرجل. أما اللاعب الجديد في المنطقة أيضا في ظل الانقسام السني فهو حزب الله عبر "سرايا المقاومة" التي لم تظهر بشكل كبير في عكار، ولكن ثمة مجموعات تؤيد الحزب يديرها رجال دين سنة يعملون على تسويق مشروع الحزب من المازوت الايراني الى الوعود بالاستثمار وبناء المصانع في قرى كانت تاريخياً مؤيدة للمستقبل، وباتت اليوم بعيدة عن توجهات الرئيس سعد الحريري الذي ضحى بنظر هؤلاء بالشارع العكاري من أجل تسوياته السياسية التي أخرجته من اللعبة.

المزاج الشعبي العكاري يتبدل مع مرور الوقت، ويحتاج اليوم الى وجوه جديدة قادرة على الامساك به في ظل وجود نواب تقليديين أو رؤساء بلديات غايتهم احياء المنظومة من خلال الدخول الى الدولة وتفريغها من المال العام. انطلاقا من هذا بادرت بعض الشخصيات العكارية الى قرع باب نجل نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس "نجاد فارس" ليترأس لائحة متكاملة بوجه القوى التقليدية، رغم أن فارس الأب صديق لكثير من الرؤساء كالرئيس ميشال عون ومقرب من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، والرئيس الحريري وغيرهم، ولكن النَفَسَ العكاري مختلف اليوم ويريد خطاً متوازناً ومعتدلاً يعطي المنطقة الكثير ممّا تحتاجه في ظل النقمة التي تتفاقم يوماً يعد يوم على الاحزاب المسيحية والاسلامية في المنطقة، من الوطني الحر الى القوات وصولاً الى تيار المستقبل. وابتعدت بيئة تلك الأحزاب، ولا سيما التيارين الازرق والبرتقالي، عن قياداتها، وتبحث اليوم عن بديل جدي لا يكون من القوات او المستقبل أو أحزاب المجتمع المدني، بل شخصيات فاعلة في المجتمع وغير استفزازية. من هنا جاء طرح نجاد عصام فارس ليترأس لائحة تضم شخصيات من الاختصاصيين مسيَّسين غير حزبيين.

يدرس فارس العرض المقدم ولم يعطِ الجواب الشافي لكل من تواصل معه، بل يسعى الى بلورة تصور متكامل يخرج به يكون توافقياً بعيداً عن المنصب. وبحسب مطلعين على موقف فارس ومن ورائه والده عصام فارس فإن خوض غمار السياسة في لبنان، وتحديداً في هذا الظرف، هو تضحية لا ترف منصب، والحاجة اليه في عكار تكمن بمطالبة اهالي المنطقة لمرجعية والده الذي خدم المنطقة لسنوات قبل أن تبعده مرحلة الـ 2005.

في ظل المنافسة القوية داخل أحزاب السلطة من جهة واحزاب المعارضة وقوى الثورة من جهة أُخرى، يسعى كل طرف الى اجتذاب شخصيات لها تأثيرها على الساحة الانتخابية، فهل يحسم نجاد عصام فارس خياره ويعود الى لبنان لخوض غمار الاستحقاق النيابي ويُعيد مرحلة عصام فارس الذهبية في المنطقة، أم أن المعادلة الجديدة تفرض على الرجل القراءة المتأنية لأي خطوة قد يتخذها في ظل تدهور الوضع على الساحة اللبنانية التي تتقاسمها المصالح الاقليمية والدولية؟.

  • شارك الخبر