hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

هل تُقصي وحدة الساحات الشارع المسيحي عن الحكم؟

الأربعاء ٢١ شباط ٢٠٢٤ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


يُعيد التيار الوطني الحر قراءته السياسية الداخلية بتأن آخذا بعين الاعتبار التبدلات التي طرأت لاسيما بعد ست سنوات من عهد الرئيس ميشال عون والتي جاءت برأي الاطراف مُخيبة للآمال.

فجأة استفاق التيار على تلك الخيبة التي مُني بها جراء السياسات التي خاضها الحلفاء ضد الرئيس عون وكلّفته تراجعا كبيرا في رصيده الشعبي داخل البيئة المسيحية التي بدأت تتلمس الواقع التهميشي لها من قبل الاطراف الفاعلة في البلد وعلى رأسها حزب الله، حيث بات بعيدا عن التيار ولا رغبة له بأي تواصل مع قيادة ميرنا الشالوحي. وعند سؤال المسؤولين في الحزب عن هذا الجفاء يأتي الجواب بامتعاض: "اليوم تفكيرنا على الجبهة الجنوبية وكيفية مواجهة الخطط الاسرائيلية التوسعية ومن يريد أن يكون الى جانبنا نقدره أما الذي يطعننا فهو كالعدو الاسرائيلي". هذا الموقف الذي يسمعه مقربون من الحزب موجه بشكل مباشر نحو الفريق المسيحي الذي قال منذ اليوم الاول موقفه الرافض لجر لبنان الى الحرب، فخرج حزب القوات اللبنانية كما حزب الكتائب ليُعلنا هذا الموقف وتبعهما التيار الوطني الحر المفروض ان يقف الى جانب "الحليف الاستراتيجي" في هذه الحرب.

ولكن، ما أثار ردود فعل البيئة الشيعية واستغرابها هي حكما مواقف الرئيس ميشال عون التي اطلقها في اطلالته الاخيرة حين رأى أن قسما من الشعب اللبناني قام بخيار المواجهة رغم عدم وجود اي ارتباط مع قطاع غزة في اشارة الى حزب الله الذي ورَّط الساحة اللبنانية بهذه الحرب. ورأى الرئيس عون في قول الحزب "إن الاشتراك بالحرب استباق لاعتداء إسرائيلي على لبنان"، مجرد رأي بل ان الدخول في المواجهة قد لا يبعد الخطر بل يزيده".

كانت النبرة الانتقادية واضحة في مواقف الرئيس عون تجاه حزب الله الماضي برأي غالبية القيادات في التيار الوطني الحر بالصفقات مع رئيس الحكومة وبمباركة من الرئيس نبيه بري. فالرئيس عون وخلفه النائب جبران باسيل كانا يعولان على مواقف متقدمة للحزب تدعم رأي التيار الرافض لكل ما يحصل داخل مجلس الوزراء، واذ بالحزب يُغطي جلسات الحكومة ويُقر خلافا لما أراده الرئيس عون وباسيل، التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون الامر الذي كسر الجرة بين الضاحية وميرنا الشالوحي فانقطع التواصل بشكل لافت بين الطرفين. ويؤكد البعض أن باسيل طلب من القيادات عدم التضامن مع الحزب على مواقع التواصل والتوجه نحو انتقاد توريط لبنان في حروب لا ناقة له فيها ولا جَمَل. وتعود اسباب هجوم التيار على الحزب في حرب غزة الى استشعار باسيل بصفقة كبيرة يتم التحضير لها برعاية أميركية، تُفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية بمباركة الحزب واعطاء الثنائي اليد الطولى في تشكيل الحكومة بالتوافق مع المكون السني.

وبرأي مصادر سياسية مطلعة فإن السيناريو الذي يُطبخ في الكواليس يقوم على انتخاب رئيس للجمهورية مقرب من الثنائي على أن يعود الرئيس سعد الحريري الى السرايا الحكومية بمباركة سعودية. وهذا السيناريو اذا ما طُبق نكون أمام عودة متجددة للتوافق الايراني السعودي الذي كان يُترجم لبنانيا برئيس للجمهورية ترضى عنه ايران ويكون مقربا من السعودية وحكومة "وحدة وطنية" يضمن الثنائي ثلثها المعطل.

وثمة الكثير من الاشارات التي تؤكد الاقتراب من هذه الصفقة على حساب المكون المسيحي الذي أخرج نفسه من المعادلة وابرزها مواقف الرئيس سعد الحريري أمام بعض الاعلاميين ومن التقاهم في بيت الوسط والتي أكدت ضرورة الذهاب بمصالحة ايران والاعتراف بدورها على الساحة وانتقاده لبعض الاصوات في الداخل التي تصر على قطع العلاقة مع حزب الله وعدم محاورته. وهذا الامر يُعد تغيرا في سياسة الحريري الذي وعد مناصريه بالعودة القريبة الى لبنان.

اما الاشارة الثانية فهي من النائب السابق وليد جنبلاط الذي وقف منذ اليوم الاول للعدوان الاسرائيلي على لبنان الى جانب الحزب في حربه ضد اسرائيل والى جانب حماس في غزة، وعمم الرجل على مناصريه التحضير لأي طارئ بما فيها فتح بيوت الجبل أمام أهل الجنوب، وهو موقف لاقى استحسانا لدى حزب الله.

التقارب السعودي الايراني لبنانيا والدعوات المتبادلة بين سفيري البلدين والحوار المفتوح الذي يشدد على ضرورة تغيير المعادلة الداخلية عبر اشراك ايران في التسويات التي يُعمل عليها، هي ايضا من المؤشرات التي تؤكد ان التسوية المقبلة قد تكون مشابهة لتسوية الطائف التي أقصت لفترة من الزمن المسيحية السياسية.

  • شارك الخبر