hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

هل تملأ تركيا الفراغ الخليجي في لبنان؟

الأربعاء ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢١ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ما ان خرجت دول الخليج من البوابة اللبنانية معلنة اقفال كل المنافذ الدبلوماسية الى أجل غير مسمى، حتى دخل التركي من نافذة الصراع الايراني السعودي في المنطقة، مقدماً عروضه المتصلة بالكهرباء والدواء والغذاء وكل ما يتعلق بأمن لبنان الاجتماعي.
سارع الجانب التركي الى "احتضان" رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبعد سيل الخدمات التي عددها وزير الخارجية مولود جاويش اوغلو في لقاءاته اللبنانية، والتي يمكن لبلاده تقديمها بشكل سريع، عوَّل الرجل على زيارة الرئيس ميقاتي الى أنقرة ومفاعيلها التي ستكون كبيرة على الداخل. الجانب التركي البعيد كل البعد عن ما يرسم في الخليج ويخطط له، والخصم الاول لـ "أم العروبة" مصر، عرض المساعدة على لسان رئيس الدبلوماسية من دون تحديد ماهية تلك المساعدة التي يمكن لأنقره أن تقوم بها، لا سيما مع السعودية الخصم اللدود.
شكل التمدد التركي في المنطقة هاجساً سعودياً كبيراً، ودفعت قطر ثمناً باهظا نتيجة تقاربها مع تركيا وقطع مجلس التعاون الخليجي علاقاته مع الامارة الصغيرة لسنوات وقطع عنها جميع الامدادات التي كانت تصل عبر المجال الجوي او البري الخليجي، وسارعت السعودية الى دفع الامارات باتجاه سورية عندما وجدت أن لتركيا مصلحة قوية في تعزيز وجودها شمال البلاد، وتُوج التواصل بزيارة وزير الخارجية الاماراتية الى دمشق ورفع مستوى التنسيق الامني بين سورية السعودية والامارات الى اعلى الهرم الاستخباراتي.
يسعى التركي اليوم الى ملء الفراغ الخليجي في لبنان، والتوسع أكثر ليضم مناطق جديدة الى أجندته من خلال مشاريع انمائية عملت السفارة التركية عبر جمعياتها المنتشرة في الداخل الى وضعها على قائمة التمويل التركي، أضف الى ذلك نشطت تركيا في مجال اعطاء المنح الدراسية للطلاب الراغبين بالسفر الى أنقرة ودعمت جامعات شمالية بالمال لتوفير مقومات الصمود في ظل الازمة المالية.
وفيما يشكك البعض بدور تركيا الامني في مناطق عكار، تستطلع أنقرة أحوال "رعاياها" هناك وتواكبهم بتقديمات اجتماعية وتحرص على متابعة أوضاعهم عبر سفيرها في لبنان، الذي يقوم بزيارات دورية الى مناطق محسوبة على بلاده ويعمل على تأمين بيئة حاضنة للدور التركي في لبنان. ويعزز هذا الدور استراتيجية أنقرة المتبعة في حال ظلت الابواب الخليجية موصدة بوجه اللبنانيين، وقد ارتفعت أرقام الشركات والافراد الذين توجهوا الى تركيا للعمل هناك، نظراً للتسهيلات التي تقدمها الدولة، وفي حال تم ترحيل المزيد من اللبنانيين من دول الخليج فإن تركيا ستكون المستفيد الاكبر من خبرات اللبنانيين عبر احتضانهم لأهداف جيوسياسية يعلمها الجميع.
لبنان المقبل على مرحلة صعبة ترتفع فيها أسهم المواجهة الاقليمية والغربية على أراضيه، سيكون قِبلة لكل المصالح الدولية وأرضاً خصبة لتصفية الحسابات. أما الخلل الناتج عن العزلة الخليجية قد يكون كبيراً ويحمل تطورات تشبه تلك التي حصلت في زمن الحرب الاهلية.

  • شارك الخبر