hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

هل بات سليمان فرنجية أولوية حزب الله الرئاسية؟

الأربعاء ١ أيلول ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يُقلل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من اطلالاته الاعلامية، يراقب عن بُعد ما يجري ويتواصل عند أي استحقاق داهم مع الحلفاء لتبادل وجهات النظر واتخاذ الموقف المناسب.

كل القنوات السياسية مفتوحة بالنسبة الى المردة، عدا استثناء واحد وهو فريق العهد، وتحديداً رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، رغم أن اوساط المردة لا تخفي أن بعض نواب التيار الحر وقيادييه لم يقطعوا شعرة معاوية مع بنشعي، وهؤلاء يعبرون بشكل دائم عن أسفهم للحالة المتردية التي وصلت اليها العلاقة بين التيارين.

أوكل فرنجية الاب مهمة الاجتماعات في الكواليس لنجله النائب طوني فرنجية، الذي أثبت كما يقول "المرديون" أنه يعلم التفاصيل الدقيقة و"حرتقات" اللعبة الداخلية، واختبر جيداً منذ سنوات في مجالس أبيه تلك التركيبات وفك شيفرة الرسائل التي كانت تصل الى فرنجية الأب من هذا الفريق أو ذاك، واسقاطها على الوقائع التي بين يديه لمعرفة مدى جديتها وما اذا كانت ملغومة أم تنم فعلاً عن حسن نية، وترى قاعدة المردة أن طوني فرنجية تمكن من الامساك بالقاعدة الحزبية قبل الدخول الى الندوة البرلمانية، وتشهد مقاهي الميدان في اهدن وجلسات العائلات الزغرتاوية على حنكة فرنجية الابن وقدرته على دوزنة كل مفاصل التيار.

وعلى هذا الاساس يتصرف الوزير السابق سليمان فرنجية داخل "البيدر الزغرتاوي"، الذي وصلته ثورة 17 تشرين ولكنها لم تبدل كثيراً في المزاج العام لأبناء القضاء، إن كانوا من مناصري فرنجية أو ميشال معوض أو من كان تابعاً للقوات اللبنانية كما التيار الوطني الحر. لكن ثمة شيء ما تبدل

وأدركه باكراً سليمان فرنجية، وهو الخطاب الجديد الذي على المردة أن يطل عبره على جيل "التيك توك" والمغردين والناشطين الفايسبوكيين، وهذا الامر يكون عبر العمل أكثر على الارض وترك الفضاء الالكتروني لاصحابه، فكل تغريدة منتقدة يلاقيها المردة بفعل أو تحرك على الارض يلاقي فيها مطالب المناصرين. لا يزال فرنجية صامداً في الازمة، يسعى الى تطويق أي نقمة داخل المردة بوجه الحلفاء، ويعمل على استيعاب هذا الانتقاد وتوجيهه ليكون بناءً، وتحديداً داخل بيئة المقاومة التي لا يزال الرجل الرقم الصعب والاول بالنسبة اليها، وهو يعمل على تعزيز الخطاب العربي المنفتح على انقاض "المسيحي الانعزالي"، فالاهم لدى حزب الله أو الثنائي الشيعي هو البيئة التي يمكن أن يقدمها سليمان فرنجية للمقاومة، لا تصرفات الافراد، وهذا الامر تمكن فرنجية من السيطرة عليه، ربما بعكس قواعد التيار الوطني الحر وقياداته التي تخرج عبر الاعلام منتقدة تصرفات الثنائي، وتحديداً حركة أمل ومعها حزب الله. في المقابل يدرك فرنجية أن البيئة الشيعية هي واحد لا يتجزأ، وبالتالي فإن أي تيار أو حزب حليف أو خصم للمقاومة يفصل هذا عن ذاك يكون مخطئاً، ولا يكسب ثقة هذا الشارع بل ينتقده أكثر.

انطلاقاً من هذا، تبدي مصادر في حزب الله ارتياحها لسلوك تيار المردة طيلة الحرب التي طالت "المقاومة"، وحافظ الرجل على ثبات العلاقة مع اصراره على الدفاع عن الخط المقاوم رغم كل الحروب التي شنت عليه، لافتة الى أن فرنجية تقدم على باسيل باستيعابه لخصوصية العلاقة بين حزب الله وحركة أمل ما رفع أسهمه لدى جمهور الطرفين، الامر الذي أعاد وأحيا المعادلة الرئاسية لفرنجية الذي يُعد توافقياً بالنسبة لكل الاطراف، وهذا الامر يُسهل على الثنائي اختياره لشخصية فرنجية التي تحظى بمباركة غربية وداخلية، وهو على مسافة واحدة من الجميع وقادر على ملاقاة التطورات التي قد تطرأ على المنطقة، لا سيما تلك المتعلقة بالمفاوضات الاميركية الايرانية وامكانية ترجمة التوافق هناك على ارض الواقع في بيروت.

لا يغامر رئيس المردة بالتوافق الداخلي، ويرفض الانقلاب عليه تحت أي حجة كانت. يريد الرجل الدخول الى قصر بعبدا من بوابة المعادلات الدولية والاقليمية ونتائجها على الساحة الداخلية، ساعياً الى تقديم نموذج جديد مختلف يلاقي تطلعات جيل "الاحباط" الذي أنتجته الازمة الاقتصادية والمالية التي يمر بها لبنان. فهل سينجح أم أن زمن قلب الطاولات سيحمل معه مفاجآت من العيار الثقيل تطيح بالجمهورية وبكراسيها؟

  • شارك الخبر