hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

هل انتصر بري على عون؟

الأربعاء ٢٩ كانون الأول ٢٠٢١ - 00:18

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في رسالته الى اللبنانيين بدا الرئيس ميشال عون كالرجل الذي سلَّم أمره للطبقة السياسية، التي "تمكَّنت" من محاصرته على مدى السنوات الخمس الماضية واستنزفته حتى الرمق الأخير.
دفع رئيس الجمهورية فاتورة خياره السياسي، حيث نجح الثنائي الشيعي في لعبة توزيع الأدوار بشكل متقن، فتولّى الرئيس نبيه بري قيادة الجبهة ضد بعبدا، فيما حرص حزب الله على أن يكون خط الحماية الأول وسنده الخلفي لصد أي هجوم على الرجل عبر خلق حروب صغيرة هامشية تُربك الطرف الآخر وتدفعه الى التورط بها، ونجحت هذه السياسة عبر استدراج "الشارع العوني" الى لعبة تراشق الاتهامات مع حزب القوات اللبنانية وإلهائه بها واغراقه أكثر في وُحول الانقسام المسيحي.
اليوم، وبعد نجاح الثنائي بقيادة السفينة وتسميته "شكلياً" رئيس الجمهورية قبطاناً عليها، يسعى كل طرف الى التموضع من جديد والذهاب الى الانتخابات النيابية مبرئاً ذمته أمام الرأي العام، ويظهر ذلك جلياً في خطاب رئيس الجمهورية الذي صَوَّب باتجاه الثنائي ومالت كفة الهجوم أكثر نحو حزب الله، في حين آثر الرئيس نبيه بري الصمت مفضلاً الرد بخطوات دستورية عبر المجلس النيابي الذي أصيب بسهام رئيس الجمهورية.
تشير أوساط مقربة من الثنائي الى أن الأمور لن تذهب نحو صدام مع الرئيس عون، بل يحرص الرئيس نبيه بري على استيعاب "غضب العهد"، موضحة أن حزب الله جهد في السنوات الماضية من أجل تأمين الغطاء المسيحي لأي تحرك قد يقوم به على الساحة الداخلية في ظل الظروف الكبيرة التي كانت تمر في المنطقة، وتحديداً توسع نشاط التيارات التكفيرية والقوى الإرهابية في العراق وسورية، وفي ظل نقمة سُنيّة كبيرة عليه. أما اليوم، وعقب كل هذه التغيرات الإقليمية، فإن رهان الحزب يبقى على استمالة الشارع السني والتغلغل فيه مستغلاً ضياع تيار المستقبل وتردد الرئيس سعد الحريري في حسم خياراته، وها هو اليوم يضع كل ثقله في الانتخابات المقبلة على هذا الشارع داعماً شخصيات سنيّة "مستقلة" أو قريبة من خطه.
وبحسب هذه الأوساط فإن القوى المسيحية تُعاني من تفكك، وتحديداً التيار الوطني الحر الذي قد يخسر مقاعد نيابية في عدد من المناطق، ويفقد معها "المرتبة الأولى" لصالح تكتلات جديدة تسعى الى قضم حصة الأحزاب المسيحية الكبيرة وتحديداً التيار.
وامام هذا الواقع، تؤكد بعض الشخصيات المقربة من حزب الله أن الأخير تعهد للرئيس ميشال عون بانتخابه رئيساً للجمهورية ووفى بذلك. أما بعد 31 تشرين الأول عام 2022 فسيكون حراً في اختيار مرشحه الرئاسي، طالما أنه لم يعطِ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عهداً قاطعاً بانتخابه رئيساً، وكان أقرب الى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لإيفائه دين وقوفه الى جانب الحزب عند انتخاب عون رئيساً للجمهورية.
ورغم تأكيد خصوم التيار أن لعبة توزيع الأدوار مع حزب الله سالكة لأغراض انتخابية تصب في خانة رفع رصيد التيار في الشارع المسيحي، والتشكيك في تسريبات الوزير باسيل الهجومية وآخرها فيديو هجومه على الحزب على غرار الفيديو السابق الذي هاجم فيه الرئيس نبيه بري، الا أن البعض يؤكد أن استدارة الثنائي على العهد والتيار باتت واقعاً بعد أن أدى التكتل الأكبر في الشارع المسيحي دوره بالنسبة للثنائي، والواقعية السياسية تفرض البحث عن أطراف جديدة تنتجها الانتخابات النيابية كقوى أساسية في شارعها.

  • شارك الخبر