hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

هل انتزعت بكركي دور الاحزاب في التشكيلة الحكومية؟

الأربعاء ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٠ - 00:09

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يكن على أجندة بكركي هذا العام الا احتفال واحد يختصر مئة عام من العمل الكنسي في سبيل لبنان كرسالة تعايش بين ابنائه بمختلف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية.

اليوبيل المئوي للبنان الكبير كان من حصة بكركي التي تعتبر نفسها عرابة "دولة لبنان الكبير" والراعية لاحتفال قصر الصنوبر قبل مئة عام.. ولكن رزنامة ال 2020 ازدحمت بالازمات التي قلبت الموازين داخل هذا البلد فحرمته من الاحتفال بشمعته المئة.

بكركي التي لعبت أدوارا كبيرة في بحر السنوات المئة، عادت اليوم لتنبض من جديد قلبا وقالبا مع شعبها الذي يعاني من سيل الازمات المتلاحقة، فهي التي عاندت طيلة فترة النظام الامني سلطة القمع والوصاية، شهدت محطات تاريخية عدة لمواقف البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي رفض منذ اليوم الاول عودة الدولة تحت كنف الطائف من خلال الانتخابات النيابية ودعا الى مقاطعتها لأن التمثيل الوطني لم يكن سليما في ظل استبعاد الاقطاب المسيحية الاساسية من المعادلة الوطنية.

دفع الشارع المسيحي ثمنا كبيرا في انتخابات العام 1992، فلجأ النظام السائد آنذاك الى التزوير في أكبر عملية صوت في خلالها الاموات فيما صوت البعض أكثر من مرة لصالح مرشحي تلك المنظومة. رفضت بكركي مع البطريرك صفير التواصل مع النظام السوري بكل أشكاله وكانت عظة البطريرك صفير يوم الاحد الصوت المعارض بوجه تلك المنظومة الامنية والسياسية، حتى أن بعض الضباط الكبار في النظام السوري كغازي كنعان ورستم غزالي وغيرهم كانوا يشكون من "جرأة" البطريرك ويصفونه بكلمات لا تليق بمقامه، نظرا لوقع كلامه على منظومتهم.

لم تبارح بكركي مكانها، وقفت دائما الى جانب القضية اللبنانية. في عز الازمات كانت الماكينات الامنية تعمل على اقصاء كلام صفير من على المنصات الاعلامية، وشن حملات ضده عبر بعض المحسوبين على ذلك النظام، في المقابل كان صفير يُصر على مواقفه ويضمنها عبارته الشهيرة "قلنا ما قلناه". كان الصرح المتنفس الوحيد لمعظم القوى التي كانت رافضة لهيمنة التركيبة الامنية السائدة بعد العام 1990.

من بيان المطارنة الموارنة عام 2000 الى لقاء قرنة شهوان الذي جاء في تلك المرحلة، وضعت بكركي الاساس المعارض الذي أطلق رصاصة البدء بمعركة هزيمة النظام، فوجهت كلامها مباشرة الى أصل المشكلة وهو الوجود السوري في لبنان. لم يطل الامر كثيرا وجاء 14 شباط وما تلاه من تغيرات اقليمية ودولية ليؤكد مطلب بكركي معلنا ذات نيسان خروج الجيش السوري من لبنان.

نضال بكركي التاريخي والذي لا يروق لبعض طباخي السم، يبدو مستغربا في دولة كان من الاجدى لها أن تذهب الى المواطنة والعلمنة الشاملة، وان يكون دور الكنيسة روحي لا سياسي، ولكن في ظل التمييز الطائفي ودور الدستور الذي عزز النزعة الدينية على الوطنية، سمحت الطوائف لنفسها التغلغل أكثر في النظام السياسي، وبالتالي ما هو مسموح للبعض لا يمكن ان يكون ممنوعا للبعض الآخر، وقد برز اليوم دور بكركي الوطني قياسا على دور الاحزاب التي ظهرت أنها مع مصالحها أولا ولا تكترث لأي مصلحة وطنية بل سعت الى تعميق الازمة وتطييفها اكثر لغايات حزبية لا غير، في وقت بدت بكركي مستقيمة في خطها الوطني ولم تتأخر بعقد القمم الروحية الساعية الى رأب الصدع ومنع أي كباش طائفي الامر الذي أزعج الاحزاب ودفعها الى اتخاذ مواقف من الراعي وقبله صفير.

كل ذلك لم يخف حقيقة واحدة وهي الدور الاساس للبطريركية المارونية في لبنان، وما حركة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الاخيرة الا خير دليل على ذلك، حيث سعى الى تقريب وجهات النظر بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري وبادر الى تلقف كرة الازمة الحكومية فاجتمع بالحريري وبعده باسيل، حاول أن يكون لقاء الرئيسين في بعبدا يوم أمس منتجا شكلا ومضمونا. وانطلاقا من الحياد الذي دعا اليه يحاول الراعي تحييد الحكومة عن أي استحقاق اقليمي ودولي مرتقب وفي حال نجح مسعى بكركي وكانت عيدية العيد حكومة الاصلاحات بالتوافق بين الرئيسين عندها تكون بكركي قد وضعت أول استحقاق داخلي على لائحة الحياد الايجابي، وربما تكر السبحة ونشهد المزيد من الاستحقاقات على هذه اللائحة في المستقبل القريب.

  • شارك الخبر