بعد التقرير الذي قام به تلفزيون MTV بعنوان "مئات اللبنانيّين مُهدّدون بالموت المحتّم بسبب عدم توفّر بطاريات القلب" بتاريخ ٢٨ آب، ساد الذعر وسط اللبنانيين إذ يعاني الكثير من من أمراض القلب، وأثار ذلك الخبر الخوف في قلوبهم. على إثر ذلك، تقصّى موقع ليبانون فايلز Lebanon files عن الموضوع نظرًا لأهميته القصوى للعديد من العائلات اللبنانية وتحدّث مع السيدة سلمى عاصي، نقيبة مستوردي الأجهزة والمستلزمات الطبية، وتوجه لها بالأسئلة التالية لكشف جميع حيثيات هذه القضية التي سببت القلق العميق للمواطنين والمرضى.

1-كم يبلغ عدد بطاريات القلب المتبقية في مخزون الشركات؟

بطاريات القلب المتوفرة لدى الشركات في مخزونها حاليا شحيحة بشكل مخيف. الجدير ذكره ان في لبنان ٥ شركات تستورد بطاريات للقلب، منها ٤ شركات اعضاء في نقابة الشركات المستوردة للأجهزة والمستلزمات الطبية. هذه الشركات كان لديها صباح اليوم مخزونا يتكون من بطاريتين ٢ فقط للقلب Dual Chamber - Life Saving وقد تمّ استعمالهما اليوم وأصبحنا دون مخزون. كما ولدى الشركات ٩ بطاريات في حال الحاجة لتغطية كل لبنان!

2- متى تمت آخر طلبية؟
تم وضع آخر طلبيات للشركات المستوردة في شهر حزيران ٢٠٢١، وهي طلبات تقدمت بها الشركات حسب آلية الموافقة المسبقة التي فرضها مصرف لبنان مع وزارة الصحة العامة منذ ٧ أيار ٢٠٢١. الا ان المصرف المركزي لم يعطِ بعد الموافقة على هذه الطلبات لكي تتمكن الشركات من الاستيراد.

3- هل تم دفع المنتجات التي كنتم تبيعونها منذ أيار من قبل مصرف لبنان أم لا؟

ان المخزون القليل المتبقي والمذكور في الجواب على سؤالكم الاول، يتكون من بضاعة لم يدفعها المصرف المركزي بعد، حيث أنه لم يجرِ وبشهادة المصارف اللبنانية، اي تحويلات متعلقة بفواتير الشركات المستوردة منذ شهر أيار ٢٠٢١. بمعنى آخر، أخذت الشركات مخاطر مالية كبيرة. فلقد سلّفت الدولة اللبنانية، وباعت كل البضاعة على السعر المدعوم، وهي لا تعرف ما اذا كان مصرف لبنان سوف يقوم بتغطيتها أو لا.

4- ما هو المبلغ الإجمالي المحتجز لدى مصرف لبنان؟

رفض مصرف لبنان ملفات بقيمة تزيد عن ٥٠ مليون دولار أمريكي. وهذا يعني ان الشركات ستتكلّف اليوم أكثر من ٦٠٠ مليون دولار بحسب سعر السوق. إضافة الى ذلك، ان الرقم المذكور لا يحتسب الملفات التي لم يعالجها مصرف لبنان بعد، أي الملفات التي تقدمت بها الشركات حسب آلية الموافقة المسبقة الجديدة التي فرضها مع وزارة الصحة منذ ٧ أيار ٢٠٢١.

5- هل قمتم بأي طلب في الوقت الحالي؟

نعم لدى الشركات المستوردة طلبات ولكنها كما أشرت سابقا عالقة حاليا. فلكي تستورد، تقدم الشركات فاتورة Proforma الى وزارة الصحة، تتم الموافقة عليها و تتعهّد الشركات أنها ملزمة ببيعها على سعر الدعم. وبعد موافقة الوزارة، تتقدم الشركات بطلب الحصول على الموافقة المسبقة من مصرف لبنان الذي لم يعط أية موافقة منذ شهر أيار المنصرم. وهذا هو السبب الأساسي لانقطاع المستلزمات الطبية من السوق، فلا بطاريات للقلب، ولا أكياس للدم، و "الحبل على الجرّار".

٦ - ما العمل للخروج من الازمة برأي الشركات المستوردة؟

ترى نقابة مستوردي الأجهزة والمستلزمات الطبية ان على المصرف المركزي ان يعطي جوابا سريعا حول التاريخ الذي سيدفع فيه قيمة جميع الملفات المعلَّقة والمرتبطة بالأجهزة والمستلزمات الطبية التي تم بيعها بالسعر المدعوم. كما وعلى المصرف المركزي ايضا ان يعطي إجابة صريحة حول ما إذا كان سيمنح الموافقة المسبقة أم لا. وفي نفس السياق، ترى النقابة ان على وزارة الصحة من جهتها اصدار قرار بتحويل الدعم من الشركات الى المواطنين مباشرة. فإن قرارا كهذا يسمح للشركات المستوردة بالاستيراد السريع وببيع منتجاتها بأسعار غير مدعومة تلبية لحاجات السوق دون انقطاع.