hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

نصار كسب الرهان: "صيفية لبنان ولعانة"

الإثنين ٢٠ حزيران ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


تتداخل الملفات اللبنانية رغم بعدها مسافات عن عالم السياسة، ولكن طبع اللبناني وهاجسه يبقى في الإطار السياسي حيث تنقسم الآراء ويصل الاختلاف على هذا الزعيم أو ذاك الى حدود رفع البنادق وفتح جبهة، في حين تبرز بعض المواقف الوسطية القادرة على استيعاب جمهور الفريقين وتغليب لغة الحوار والعقل على لغة الحرب والدم.
في الخيار الثاني يمكن الحديث عن وزير السياحة وليد نصار الذي بادر الى وضع خطة السياحة لصيف 2022 قبل أشهر، حين اجتمع مع المعنيين في وزارة السياحة بمختلف توجهاتهم ودرس معهم بدقة كل الامكانات والعراقيل وطرح فريق العمل الحلول التي يمكن أن تستقطب السائح من الخارج وزيادة محفظة الوزارة ورفد صندوق الدولة بالفريش دولار.
عندما تحدث النائب ميشال ضاهر عن أن لبنان بات من أرخص البلدان في العالم، كان الرجل متوجها في حديثه الى السائح من ذوي الدخل المتوسط ، فهذه الفئة يمكنها أن تأكل وتشرب وتسوح في لبنان وبسعر لا يتخطى الالف دولار أميركي، نظرا لتدني سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار. حديث ضاهر كان يلزمه خطة سياحية تستقطب السائح وترشده الى الاماكن التي بإمكانه أن يزورها ويجول في المناطق التي تجمع الطبيعة والجبل والبعيدة ساعتين عن البحر وهذا الامر يأتي من خلال خطة وزارية متجانسة.
تركز وزارة السياحة في حملتها التي حملت عنوان "أهلا بهالطلة" على أهمية ابراز الوجه الجميل للبنان الذي استقطب على مدى سنوات طويلة السائح العربي والغربي وكان قبلة الشرق والغرب. وفي عالم التواصل الاجتماعي ومع وجود رواد متخصصين في هذا الحقل الافتراضي الواسع، ثمة حاجة الى حملة تسويق كبيرة ورائدة تجذب السائح الذي بات يتواصل عبر الانترنت مع العالم الخارجي، وبالتالي فإن الاساليب التي كانت متبعة قبل ثورة السوشيل ميديا لم تعد كافية اليوم، وما تسعى اليه وزارة السياحة والوزير نصار هو المواكبة الاعلامية والاعلانية التي بدورها تنشر صورة لبنان الحقيقية وتُعرف السائح على ميزة هذا البلد بعيدا عن كل التجاذبات السياسية الداخلية والتي لا تتجزأ عن النشاط اليومي في أي دولة في هذا العالم.
ووسط كل هذه التحديات يبرز دور وزير السياحة كعامل استقرار لمختلف الاطراف في البلاد. وقد نجح نصار عبر فتح قناة تواصل مع الثنائي أمل-حزب الله باستبدال لوحات الاعلان التي كانت منتشرة على طول الخط من المطار الى بيروت ووضع عليها ملصقات خاصة بحملة السياحة لفصل الصيف، وطرق الرجل باب الحزب رغم أن هذه المهمة ليست من اختصاص وزارته، ولكن انطلق الرجل من ضرورة العمل الوزاري الجماعي لانجاح المشروع المتصل بالدولة اللبنانية لا بكتلها وأحزابها، واضعا هدفا واحدا أمامه وهو انجاح الموسم السياحي الصيفي، بلغة تشاركية وجماعية مع مختلف الكتل السياسية.
لا تبدو مهمة نصار سهلة، ولكنها ليست مستحيلة، فالرجل الذي بادر في السياحة نقل العدوى الى الوزارات الاساسية المعنية بإنجاح الموسم، وها هو وزير الداخلية أيضا يسارع الى استنهاض القطعات العملانية في قوى الامن للبدء بتطبيق قانون السير كما العمل على توقيف السيارات التي تقوم بالنقل العام بواسطة لوحات عمومية أو خصوصية مزورة، وهذا الامر مهم جدا بالنسبة لقطاع النقل حيث يخشى السائح من بعض العصابات المنظمة والتي تهدف الى خطفه لقاء فدية مالية، كما يحرص وزير السياحة أيضا على تنظيم تاكسي المطار من خلال وضع ضوابط وتنظيم الامور في ظل ما يشهده المطار اليوم من فوضى سيارات الاجرة التي تُكبل السائح.
لا يمكن تحميل الوزير وليد نصار الحمل عن حكومة تصريف الاعمال فدور وزارته واضح في هذا الشأن فيما يبقى الدور الكبير على عاتق المنظومة السياسية الواجب عليها توفير عوامل الاستقرار الداخلي واجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها ومنع اي انفجار اجتماعي قد يؤثر سلبا على السياحة الداخلية التي باتت في ظل الخناق المالي الذي يلف لبنان، حبل نجاة وقوة اقتصادية ومالية قادرة على ادخال ملايين الدولارات.

  • شارك الخبر