ليبانون فايلز - خاص خاص - جاكلين بولس
نتنياهو يسعى لطي ملف الحدود مع لبنان والحرب الاوسع قائمة
الثلاثاء ٦ آب ٢٠٢٤ - 00:00
حددت الولايات المتحدة عبر وزير خارجيتها موعداً للهجوم الإيراني على إسرائيل هو أمس الإثنين، وعاشت المنطقة قلقاً كبيراً فيما تهافت بعض اللبنانيين على شراء المواد الغذائية والأدوية الضرورية للمرضى منهم، في موازاة أكثرية قدريّة أو ربما غير مقتنعة بتوجيه إيران ضربة حقيقية لإسرائيل، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على أراضيها وفي ضيافة الحرس الثوري.
أما على الجانب اللبناني من العملية الانتقامية لاغتيال القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر، فترقّب لكلمة الأمين العام للحزب غداً، ولانتهاء مشاهد الزحام في مطار بيروت، ما يعني أن الضربة لن تحصل على التوقيت الأميركي، إنما على التوقيت الإيراني المنسّق مع الضاحية الجنوبية والجبهة الحوثية، لتأتي على قدر الخسارة والصفعة التي وجهها بنيامين نتنياهو لمحور المقاومة بفارق ست ساعات لا أكثر.
جنون نتنياهو تُرجم ضرباً لاعتراضات إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن بعرض الحائط؛ فكل الدعوات لمنع توسع الحرب وضرورة الذهاب نحو إبرام إتفاق الهدنة وصفقة تبادل الرهائن، لم تترك أي أثر لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي الخائف على ائتلاف حكومته من التفكك تحت ضربات التطرّف، الصادرة بشكل يومي عن الثنائي إيتمار بن غفير وبتسلائيل سموتريتش، لأن أي إتفاق لا يقضي على حركة حماس ويقتلعها من غزة والضفة الغربية معاً، سيدفعهما إلى الاستقالة وفرط عقد الحكومة، وهذا آخر ما يريده نتنياهو المستفيد مما تبقى من عهد بايدن وهي فترة الخروج التي تُعرف باسم البطة العرجاء، إذ يصعب عليه اتخاذ القرارات الملزمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي.
من هنا يحاول نتنياهو استغلال هذه الفترة لنسج كل ما يخدم مصالحه الشخصية وليس مصلحة إسرائيل او مصلحة الرئيس بايدن، بانتظار عودة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الابيض، ونسف المفاوضات النووية مع إيران، والكل يعلم أن الملف النووي هو أكثر ما يقلق إسرائيل.
الرد من جانب إيران وحزب الله حتمي، والتنسيق جار على أعلى المستويات لتحديد كيفية الرد في توقيت يفاجئ إسرائيل نوعاً ما، على الرغم من توقعها الضربة على مواقع عسكرية حصراً، وما إذا كان بالمفرّق أي كل طرف يتولى الرد بحسب توقيته، أم بالجملة ودفعة واحدة تُفتح معه جبهات قوى الممانعة في ساعة صفر تحددها طهران والحرس الثوري الإيراني، وهي الفرضية الأوفر حظاً إذا أراد المحور إمطار إسرائيل بوابل من الصواريخ البالستية والمسيرات الانقضاضية والصواريخ الدقيقة، في إشعال لكل الجبهات وجعل الرد عليها أمراً أكثر صعوبة، بحيث يستحيل على القبة الحديدية التصدي لكل ما تختزنه السماء من صواريخ، من دون ان يفسح في المجال أمام نتنياهو لحرب إقليمية.
حتى الساعة وحده القصف الكلامي آخذ بالتصعيد من قبل إيران وإسرائيل على حدٍ سواء، وهناك من يتوقع في الداخل الإسرائيلي أن يتزامن الرد مع ذكرى "خراب الهيكل" في التاسع من آب الجاري، فتكون إيران بذلك قد حققت هدفاً عسكرياً - دينياً بحسب الروزنامة اليهودية، في مقابل من يتوقع قيام إسرائيل بضربة استباقية لإيران وجيشها بات مستعداً لذلك.
وعلى الرغم من كل الشحن، تواصل سلطات طهران التأكيد أنها لا تسعى إلى تصعيد التوتر الإقليمي إلا أن "معاقبة إسرائيل أمر ضروري". وهذه المعاقبة تنتظر الزمان والمكان المناسبين، وتذكّر واشنطن بأن إيران حريصة على المفاوضات النووية ولن تفرّط بها تحت ضربات نتنياهو الساعي إلى إطالة عمر الحرب.
ويبقى التوضيح بأن احتمال الحرب قائم لأن إسرائيل تريد الحرب من جهة، وتريد طي ملف الحدود مع لبنان من جهة ثانية، ويبدو أن هذا الملف سيُغلق، لأن نتنياهو اختار التوقيت المناسب بالتزامن مع خروج الرئيس جو بايدن من السلطة والاستفادة من المنافسة بين ترامب وهاريس على خلافته.