hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - حسـن سـعد

مواجهة كورونا... حامية حكومياً وشعبياً وباردة حزبياً

الجمعة ١٣ آذار ٢٠٢٠ - 06:18

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بخلاف أحقيّة توجيه الاتهام وصوابيّة تحميل المسؤوليّة، بشكل حصري ومباشر، عن أزمات لبنان "الدائمة والمستدامة" وضمناً افتعال بعضها، إلى الطبقة السياسيّة السلطويّة، التي تعاقبت وتناوبت على الحكم والتحكّم من داخل ومن خارج الحكومات، ليس من المنطقي تحميل حكومة الرئيس حسَّان دياب، وحدها، كامل المسؤوليّة عن أزمة كورونا "الوباء العالمي"، الذي كان سيصيب لبنان "وطن المغتربين والمنتشرين في كل أصقاع المعمورة" أيّاً كانت إجراءات التصدّي له.
فالمسؤوليّة، على المستوى الداخلي، تقع على أكثر من طرف:
- الحكومة، قامت وتقوم بالحد الأدنى من واجباتها في مواجهة فيروس كورونا وحماية المجتمع اللبناني، رغم محدوديّة الإمكانات والقدرات المتوفرة وشدّة الغزو الانتقادي للانتقاد.
- الشعب، تجاوب معظمه بشكل تصاعدي إيجابي مسؤول مع التوجيهات الوقائيّة الصادرة عن السلطات والمؤسسات الرسميّة المعنيّة، وصولاً إلى التطوّع التخصصي في عدّة مجالات.
- الأحزاب الممتنعة عن المشاركة في الحكومة، ما تزال تمارس أساليب المعارضة العمياء، أو بالأحرى الانتقاميّة التي لا تمت إلى مفهوم المعارضة بشيء، على خلفيّتين، الأولى سياسيّة تعود إلى ما قبل وصول وباء كورونا، والثانية استغلاليّة مرتبطة بالأولى ومستمرّة بعد انتشار الفيروس.
- الأحزاب المنضوية في الحكومة، لا فرق بين معظمها وبين الأحزاب غير المشاركة، لناحية الاتكال "فقط" على جهود التوعية الرسميّة، والتقاعس "الفاضح" عن القيام بأعمال توعويّة مماثلة في مختلف المناطق بشكل عام، أو على الأقل لمناصريها، وهي التي تتغنّى دوماً بما لديها من طاقات في قطاعات الشباب والأطباء وغيرها.
مما سبق، يتبيّن التالي:
- على مستوى أداء الحكومة والشعب، المنطلق من الحد الأدنى، هناك مواجهة حامية تشهد ترقياً ملموساً في العمل الوقائي الرسمي والالتزام الشعبي.
- على مستوى الأحزاب الموالية والمعارضة "نظريّاً"، ورغم ما لديها من طاقات، هناك برودة متدنيّة إلى ما تحت الصفر، في التعامل مع وباء بهذه الخطورة.
يمكن تفهّم أنّ ضرورات الوقاية من فيروس كورونا قد فرضت إقفال مجلس النوّاب لفترة زمنيّة محدّدة. لكن ما لا يمكن تفهمه، ويصعب إيجاد مبرّر له، هو إقفال معظم الأحزاب أبواب المساعدة على تعميم وشرح سبل الوقاية، ولو بشكل محدود.
مع هكذا أحزاب باردة، وجود الحكومة الجديدة حاجة أساسيّة وعملها في هذه الظروف الخطيرة وفي ظل ما ورثته من أزمات عن سابقاتها، يستحق الدعم، لا الانتقام ولا التقاعس كما فعلت أحزاب من هنا وتفعل أحزاب من هناك.

  • شارك الخبر