hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

من يسبق الآخر: الحكومة أم الانفجار؟

الجمعة ٢٨ أيار ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


لم يهدأ الرئيس نبيه بري منذ أن رفع جلسة يوم السبت النيابية والتي كانت مخصصة لقراءة ومناقشة رسالة الرئيس ميشال عون حول تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة واسباب التأخير في التأليف، وعندما طلب من رئيس التيار الوطني الحر "عملية انتحارية" لتسهيل التأليف كان رئيس المجلس يُعد لاخراج أرنب جديد مقاوم لمصيدة الاطراف المعنية بهذا الملف، وعمل على اقناع الرئيس المكلف سعد الحريري والتفكير مليا في جولته الخارجية بعد أن "بق البحصة وفش خلقه" في كلمته أمام المجلس لاعادة النظر في التركيبة الحكومية وتقديم واحدة جديدة للرئيس ميشال عون، على أن يناقش شخصيا الاسماء مع الرئيس عبر تواصل مباشر بعيد من الاعلام مع قصر بعبدا لملاقاة مطالب الرئيس والتيار الوطني الحر عند منتصف الطريق، وهذا الامر بدا بالنسبة للرئيس نبيه بري قاطعا ولا عودة عنه وقد اتفق عليه مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل اطلالة الاخير في عيد المقاومة والتحرير.
ولأن رئيس المجلس عالم بكل تفاصيل التركيبة اللبنانية، أصر على اطلاع البطريرك بشارة بطرس الراعي بآخر المعطيات المتوافرة لديه ومناقشة الافكار معه في حال كانت مفيدة لتسهيل الطريق أمام الفرصة الاخيرة للحريري لتأليف حكومة انقاذية تلاقي تلك التي قدمها الغرب وربطها باعلان فرنسا عن مؤتمر جديد لدعم لبنان في حزيران.
تقرأ عين التينة جيدا الضغوطات الشعبية التي تتفاقم يوما بعد يوم، مع انتصار مافيات التجار من الدواء الى البنزين وغيرها من السلع على الدولة وحلولها المعلقة، وللغاية يسابق الرئيس نبيه بري الانفجار الاجتماعي والذي قد يبدأ من داخل البيئة الجنوبية ومن بيروت صيدا وطرابلس، ويسعى الى الضغط على الرئيس سعد الحريري لاجراء مشاورات جديدة من تحت الطاولة مع الكتل النيابية لاستمزاج آرائها وتقديم لائحة جديدة لحكومة قادرة على وقف الانهيار وتُحضر في السبعة اشهر المقبلة للانتخابات النيابية والتي باتت شبه محسومة خصوصا وأن الغرب مُصر عليها.
الفرصة الاخيرة التي يحتضنها القسم الاول من حزيران يمكن تسميتها بفرصة التنازلات من قبل الجميع ولاسيما الرئيس المكلف وفريق العهد، ويمكن الاشارة الى ان الرئيس بري قطع شوطا مهما في السياق وغير مستبعد أن يلتقي الرئيس الحريري في الساعات المقبلة بعيدا من الاعلام لاطلاعه على المستجدات قبل اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية والحريري لوضع تصور نهائي للتشكيلة التي قد تعلن اذا نجحت الاتصالات في وقت قريب.
وكان الرئيس بري اعطى اشاراته تجاه المعرقلين، مع استنفار القطاعات التي "يمون عليها" ودعواتها الى الاضراب المفتوح والتصعيد الاسبوع المقبل ان لم تبادر الطبقة السياسية الى تشكيل حكومة انقاذ، والقوى السياسية التي وصلتها الرسالة لا تستطيع تحمل 17 تشرين جديد بنكهة سياسية هذه المرة، كما أن عهد قلب الطاولات على رؤوس الجميع مكلف اليوم وهذا ما دفع بالكثير من القوى المعنية بالتأليف الى اعادة حساباتها وتقديم التنازلات، للتفرغ أكثر للانتخابات النيابية واعادة الثقة لقاعدتها الشعبية التي ترزح تحت وطأة الجوع والفقر وتبحث عن الدواء والبنزين.
حسم الثنائي الشيعي القرار نحو تأليف حكومة في الاسابيع القليلة المقبلة، واللقاء هذه المرة بين الرئيسين عون والحريري سيكون مختلفا من حيث الشكل والمضمون، ويُعول الرئيس نبيه بري في هذا السياق على طي صفحة اللقاءات السابقة وفتح صفحة جديدة، لأن الاتفاق بينهما ضروري وواجب لتمرير هذه المرحلة فعوامل الانفجار اكتملت بإنتظار من يشعل فتيلها، وهذا ما أبلغه بري للحريري في لقائهما الاخير.
واستشعرت القوى السياسية خطر الانزلاق نحو المجهول، بعد تصريحات البنتاغون الداعمة للجيش اللبناني والداعية الى مساعدته لتأمين حاجاته لا سيما في هذه الفترة الصعبة التي يمر بها لبنان، اضافة الى اللقاء الباريسي الذي جمع الرئيس ايمانويل ماكرون بقائد الجيش العماد جوزاف عون ورسائله التي توزعت في أكثر من اتجاه اضافة الى الحملة التي تقودها فرنسا لدعم المؤسسة العسكرية.. رسائل جاءت مباغتة للقوى الحزبية والسياسية وربما قد تساعد أيضا على تلقف الفرصة الاخيرة والالتفاف فيما بينها لتأليف الحكومة.

  • شارك الخبر